ازدياد الأمراض النفسية وخاصة عند الأطفال خلال الأزمة

24-08-2016

ازدياد الأمراض النفسية وخاصة عند الأطفال خلال الأزمة

تشكل الأزمات على مختلف أنواعها أحد ابرز أسباب الأمراض النفسية. وربما تزيد في حدتها في أوقات كثيرة نتيجة الشدة النفسية التي يتعرض لها الإنسان إما بسبب عدم قدرته أو اعتياده مرافقات الحروب ومنعكساتها. أو نتيجة المنعكسات الاجتماعية والاقتصادية التي تتركها الأزمات على المجتمع.
اليوم مضى على الحرب التي تتعرض لها البلاد أكثر من ست سنوات. وقد نفثت سمومها المتنوعة في أواصر المجتمع السوري. ونجد اليوم إقبالا غير عادي على استعمال الأدوية النفسية التي كانت الدولة وما زالت تتشدد في صرف مثل هذه الأدوية حيث توجد عقوبات رادعة لصرفها من دون وصفة طبيب لأنها تسبب الإدمان وهو حالة صحية سيئة.
يؤكد الدكتور رمضان المحفوري مدير الصحة النفسية في وزارة الصحة والباحث في مجال الرعاية النفسية أن هناك آثارا كبيرة لهذه الأزمة خصوصاً على الصحة النفسية وبشكل اخص على الأطفال نتيجة الأصوات التي يسمعونها والأخبار التي يتناقلها المجتمع وحالات الهجرة وغيرها من منعكسات الأزمة ولهذا السبب سعت وزارة الصحة خلال السنوات الأخيرة ومن خلال برامج مديرية الصحة النفسية إلى العمل على إعداد الكفاءات اللازمة للتعامل مع الأضرار التي يتعرض لها الناس وتزداد يوماً بعد آخر نتيجة هذه الأزمة. في وقت ما زالت المنظومة الصحية تعاني ليس خلال هذه الفترة فقط بل قبل الأزمة قلة التخصصات الطبية في مجال الصحة النفسية. في وقت يفترض أن تزداد أعداد الأطباء المختصين في الصحة النفسية. وهذا يأتي نتيجة عدم رغبة الأطباء في دخول هذه التخصصات نظرا لعدم وجود مردود مادي لها بسبب نقص الثقافة الصحية. حيث لا يقبل المجتمع الذهاب بالمريض النفسي إلى الطبيب خوفا من وصمة العار. وعن الإجراءات التي تعمل عليها وزارة الصحة لتعويض هذا النقص قال المحفوري: نعمل على إقامة دورات تدريبية متنوعة منها الدورات الهادفة إلى المساعدة الذاتية وهي التدخل لمساعدة الأفراد على التعامل مع الضغط النفسي والتأقلم مع الشدات وتعني مساعدة الأفراد على تعلم مهارات ليساعدوا أنفسهم في تقليل الشعور بالضغط النفسي لديهم ويمكن أن تفيد مجموعة كبيرة من الأشخاص في أماكن متعددة وهي سهلة التنفيذ والقياس نسبيا. وأضاف: تعليم المساعدة الذاتية للأفراد مهارات جديدة وهي مفيدة في التعامل مع الضغط النفسي كتمارين التنفس والارتكاز ومساعدة الأشخاص في تحديد قيمهم والتصرف وفقا لها.
وتهدف الدورة إلى التعريف بمشروع المساعدة الذاتية في سورية وتقديم شرح حول كتاب المساعدة الذاتية والتدريب على كتيب المساعدة وعن المشاركين فيها قال: عدد المشاركين نحو عشرين معالجاً وطبيباً نفسياً سيكونون مدربين على تدريب كتيب المساعدة الذاتية للعاملين في المجال الإنساني ولجميع المتعرضين للضغط النفسي.
وعن واقع الصحة النفسية اليوم في سورية قال: الصحة النفسية بخير إذا وجد لها دعم جدي أي ليس المطلوب إذا أحد تحدث عن الصحة النفسية نقول له اللـه يعطيك العافية ويقويك وبس يدير ظهروا نقول عنه شو هل مجنون قال صحة نفسية قال… وبصدقه وصراحته المعهودة أضاف: أي الصحة النفسية في الدول المتحضرة لديها دعم على كل المستويات وهنا أيضاً يوجد دعم مالي ودعم إعلامي ودعم على مستوى المسؤولين وعلى المستوى الشعبي والأهم التثقيف والتعليم حتى في المدارس والجامعات والجوامع والكنائس. بمعنى أن نشرك المجتمع في موضوع الرعاية النفسية لكسر وصمة العار التي ما زالت تسيطر على أصحاب الأمراض النفسية.

محمود الصالح

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...