جنرال أميركي وراء الانقلاب العسكري التركي الفاشل

28-07-2016

جنرال أميركي وراء الانقلاب العسكري التركي الفاشل

الجمل ـ بقلم:Johannes Stern ـ ترجمة وصال صالح:  بعد مضي اسبوعين عللى الانقلاب العسكري الفاشل  للإطاحة بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان وقتله، تكشفت المزيد من المعلومات  حول تورط الولايات المتحدة في الأحداث الدامية التي أدت إلى قصف البرلمان التركي ومقتل 246 مواطناً تركياً.
في مقال تحت عنوان "القائد الأميركي كامبل: الرجل وراء الانقلاب الأميركي الفاشل في تركيا" أشارت الصحيفة التركية المحافظة يني شفق  إلى مزاعم أن الجنرال جون  كامبل "كان واحداً من بين أهم الشخصيات التي نظمت ودبرت الجنود الذين كانوا وراء محاولة الانقلاب  الفاشلة في تركيا" ووفقاً للصحيفة، فإن المعلومات كشفت من قبل مصادرر مقربة من التحقيقات القانونية الجارية للمعتقلين المؤيدين للانقلاب.
تجدر الإشارة إلى أن كامبل هو جنرال أميركي متقاعد لديه  خبرة بالتدخلات العسكرية الدموية والإشراف على جرائم الحرب وكان قائد "بعثة دعم حزم" وقوات الولايات المتحدة  في أفغانستان بين آب 2014 وأيار 2016  وحدثت وقتذاك واحدة من أكبر الجرائم الأميركية ، حيث ان الهجوم المروع على مستشفى قندوز في تشرين الأول الماضي أدى إلى مقتل المرضى الأبرياء والطاقم الطبي،  ووفقاً ليني شفق  فإن "التحقيقات  الجارية كشفت النقاب" أن كامبل  "كان وراء محاولة الانقلاب  حيث سافر سراً  مرتين على الأقل إلى تركيا منذ أيار كذلك ذكرت مصادر عسكرية أن الجنرال  الأميركي عقد سلسلة من الاجتماعات السرية للغاية في أرضروم في قاعدة إنجرليك  الجوية، وأن كامبل هو الرجل الذي أشرف على القائمة السوداء للضباط العسكريين  في القاعدة الجوية  وتصف الصحيفة التركية العملية الضخمة التي جرت برعاية البنتاغون والسي آي إيه بأنها تمتد لعدة  أشهر وكلف التحضير للانقلاب ضد أردوغان مليارات الدولارات، وفقاً للصحيفة، تمكن كامبل من تدبيرأكثر من 2 مليار دولار من التعاملات عبر بنك UBA في نيجيريا مستخدماً علاقاته بوكالة الاستخبارت المركزية الأميركية في توزيع الأموال بين الأفراد العسكريين المؤيدين للانقلاب في تركيا، واستناداً إلى مصادرها، ذكرت الصحيفة أن "80 فريقاً خاصاً  للسي آي إيه" كانوا يعملون مع العناصر المؤيدة للانقلاب داخل الجيش التركي على علاقة وثيقة برجل الدين فتح الله غولن الذي يعيش في الولايات المتحدة الأميركية ، ويُعتقد على نطاق واسع أن غولن على علاقة قوية من السي آي إيه، وكان اردوغان نفسه اتهم حليفه السابق وعدوه اللدود الآن، غولن بأنه العقل المدبر للانقلاب ، ووفقاً ليني شفق فقد أنشا الضباط المؤيدون لغولن مكتب تحقيق في وقت مبكر من عام 2015 في قاعدة انجرليك الجوية، وبدأوا تصنيف جميع الجنود تحت قيادتهم في ثلاث مجموعات: معارضين،حياديين، ومؤيدين، الجنود الذين كانوا يُعتبرون معارضين لإنشاء المجلس العسكري حرموا من الدعم المالي" أما أفراد الجيش الذين تم تصنيفهم بأنهم اولئك الذين سيتحركون " فقد تم تزويدهم بمبلغ أكبر من المال، وتزعم الصحيفة أن المعاملات المالية بدأت في آذار من عام 2015 من خلال "حقيبة" التفويض، وتم العثور على حقيبة تحتوي على كمية كبيرة من المال في غرفة العميد محمد ديجلي وهو واحد من كبار المسؤولين العسكريين الذين تم اعتقالهم لتورطهم بالانقلاب.
وكان الجنرال كامبل نفى بغضب المزاعم التي أوردتها الصحيفة التركية، وقال في حديث لوول ستريت جورنال ان القصة "لا تستحق الرد"  ووصفها ب "المثيرة للسخرية تماماً" وكان الرئيس الاميركي باراك أوباما أعلن بالفعل الاسبوع الماضي " إن أي تقرير  يتعلق بأننا كنا على علم مسبق بمحاولة الانقلاب وانه كان هناك  أي تورط للولايات المتحدة، نحن لم نفعل شيئاً من هذا، وأي شيء غيردعمنا للديمقراطية التركية ليس صحيح تماماً، لا بل هو كاذب بشكل لا لبس فيه".
ويبدو من غير الممكن الحكم فيما إذا كانت جميع التفاصيل التي أوردتها يني شفق صحيحة أم لا، لكن بعيداً عن كونه "مثيراً للسخرية"أو "كاذب تماماً" فإن البنتاغون والسي آي إيه ومما  لا شك فيه لديهم اليد الطولى في محاولة الانقلاب، وقد تم بالفعل تأسيس شكل جديد لقاعدة انجرليك الجوية التي تستضيف 5000 عسكري أميركي وتحتوي على أكبر مخزون من الاسلحة النووية  الأميركية في أوروبا و هي بمثابة قاعدة لحملة القصف التي تقودها الولايات المتحدة ضد سورية والعراق وهي كانت بالفعل مركزاً للانقلاب.
خلال محاولة الانقلاب، عملت الطائرات المقاتلة التركية من قاعدة انجرليك وتحت أعين الجيش الأميركي ، وبعد أن بات واضحاً أن الانقلاب سيفشل ، طلب قائد القاعدة الجوية  الجنرال بكيرإرجان من الولايات المتحدة  اللجوء،  لكن  واشنطن تخلت عنه  وألقي القبض عليه وعلى غيره من الجنود المؤيدين للانقلاب في القاعدة الجوية، وبعد فترة وجيزة من الانقلاب  اتهم وزير العمل التركي سليمان سويلو في حديثه لإذاعة خبر تورك مباشرة "الولايات المتحدة بالوقوف وراء الانقلاب".
جدير بالذكر ان  للولايات المتحدة تاريخ طويل ودموي في دعم الانقلابات العسكرية في تركيا من أجل المحافظة على مصالحها الجيوستراتيجية، في عام 1960 دعمت الولايات المتحدة الانقلاب ضد رئيس الوزراء عدنان مندريس بعدد تحوله إلى موسكو للحصول على مساعدات اقتصادية، وبدأ انقلاب عام 1980 بعد ساعات فقط من  عودة قائد القوات الجوية التركية من زيارة رسمية إلى واشنطن، حيث أعلنت وزارة الخارجية الأميركية علناً عن الانقلاب قبل أي شخص في الحكومة التركية، لقد كانت ردة الفعل الأولى على للحكومة الاميركية على الانقلاب الأخير مريبة للغاية، بينما كانت خيوط الانقلاب لا تزال تتكشف دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري "للاستقرار والاستمرارية داخل تركيا" كما هو الحال في مصر، حيث دعمت الولايات المتحدة الانقلاب العسكري عام 2013 ضد الرئيس الاسلامي محمد مرسي ولم تدعو واشنطن إلى الدفاع عن الرئيس "المنتخب ديمقراطياً" ولم يصدر عنها أي تعبيرعن القلق على سلامته الشخصية او حتى البقاء على قيد الحياة.
وبدت ردة فغل  وسائل الإعلام الاميركية  أكثر وضوحاً على الفور بعد فشل الانقلابن وأن الرئيس اوباما كان يتمنى فعلاً نجاح الانقلاب وموت اردوغان أكثر من بقائه على قيد الحياة، وبدأت الصحف الرائدة  حملة دعائية منسقة، شجبت من خلالها اردوغان وحكومته، ونذكربعض الأمثلة على ذلك حيث اتهمت ذا إكونوميست، الرئيس التركي بتدبير انقلابه الخاص ضد التعددية التركية، بينما اشتكت ذا هيل من ان "الانقلاب الفاشل يساعد بوتين"  وخصصت نيويورك تايمز افتتاحيتها من أجل غولن.


عن موقع:WSWS.org


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...