أنشطة الصباح الباكر تحسّن الأداء في العمل

25-07-2016

أنشطة الصباح الباكر تحسّن الأداء في العمل

بينما يجد البعض مشقة في النهوض من الفراش في الوقت المحدَّد صباحًا، يُفلح آخرون في ممارسة بعض التمارين الرياضية، أو تعلُّم دروس جديدة في لغة ما، أو إنجاز مهام أخرى، قبل الذهاب إلى العمل.
ويُعرَف عن آنا وينتور، رئيسة تحرير مجلة «فوغ»، أنها تبدأ يومها في السادسة إلا ربعاً صباحاً، وتلعب كرة المضرب لمدة ساعة قبل العمل.
ويتفق الخبراء على أن الفترة ما بين الاستيقاظ والذهاب إلى العمل هي فترة مثالية للقيام بالأنشطة المرتبطة بالاهتمامات الشخصية، أو تلك التي تحتاج إلى انضباط واستمرار، ولكنها لا تتعلق بالضرورة بطبيعة الوظائف التي نشغلها.
ويعني ذلك بالنسبة للبعض فرصة لممارسة التمارين الرياضية، ويعني لآخرين قضاء بعض الوقت مع العائلة، أو تأليف رواية ما. لكن كيف يمكنك أن تكتسب عادة النهوض مبكراً؟
 يقول مارتن هاغر، البروفيسور في كلية علم النفس وأمراض النطق في «جامعة كيرتن» في مدينة برث الاوسترالية: «ترتبط الممارسات الروتينية بالعادات بصورة قوية». ويبحث هاغر في مسألة التحكم في الذات، أو بعبارة أخرى، كيف يمكن للناس التحكم في سلوكياتهم. وقد أظهر بحثه الأخير أن اكتساب روتين ما يمكنه أن يصبح وسيلة فعالة لتكوين عادات صحية، فهي تقلل من الجهد المصاحب عادة لاتخاذ القرارات. ويقول هاغر: «مع وجود روتين صباحي، يمكن حتى للأشخاص المحبين للسهر أن يتعوّدوا على النهوض مبكراً، والقيام بأمور شاقة في الصباح».
وقد طبّق هاغر بحثه ذلك على حياته اليومية، فهو يستيقظ أكثر الأيام في الساعة السادسة صباحاً ليمارس التمارين الرياضية، ويتناول إفطاراً صحياً قبل أن يتّجه إلى مقر عمله في الثامنة صباحاً. ويقول هاغر إنه لو ترك ممارسة التمارين الرياضية لما بعد انتهاء يوم عمله، فإنه يعرف أنه سيكون مُتعَباً جداً، أو أن أموراً أخرى ستُغريه، وتصرفه عن ممارسة التمارين. لذا، قبل الذهاب إلى النوم، يجهّز هاغر أدواته الرياضية، ويضبط ساعة التنبيه ليستيقظ في الصباح الباكر.
لا توجد قواعد وأنظمة جامدة أو سريعة لاكتساب تلك العادة. ويقول الخبراء إنه ما من وقت مثالي واحد لتبدأ يومك، فلكل شخص أهداف ومواعيد ومواقف حياتية مختلفة.
تقول لورا فانديركام، مؤلفة كتاب «ما الذي يفعله أكثر المتفوقين قبل الإفطار؟»: «إنه وقت لا يمكن أخذه منك بسهولة». وتضيف: «سيحصل بقية الناس في هذا العالم على ما يحتاجون إليه منك خلال النهار، لكن الصباح هو وقتك أنت».
سجّلت فانديركام وقائع حياة بعض الأشخاص الذين يعملون في وظائف ذات متطلبات كثيرة، ووجدت أنهم يستعملون وقت الصباح الباكر لإنجاز ما لديهم من أولويات، وأنشطة شخصية تقتضي الكثير من الانضباط.
وتقول فانديركام: «إذا كان هناك شيء تريد القيام به، ولكنك لا تجد المجال الكافي في الوقت المتبقي من حياتك، أقترح عليك محاولة اتباع روتين صباحي».
وتضيف أن بدء الأنشطة في الصباح الباكر يسهل عليك الذهاب إلى الفراش مبكراً في المساء، وبالتالي عدم إهدار ساعات المساء التي يقضيها أغلب الناس في تصفّح مواقع الانترنت أو مشاهدة التلفاز.
كما يمكن لاتباع روتين صباحي أن يساعد الناس أيضاً على مواجهة تحديات وظيفية معينة، حسبما يوضح روي بومايستر، أستاذ علم النفس في جامعة فلوريدا الحكومية، والمؤلف المشارك لكتاب «قوة الإرادة: إعادة اكتشاف أعظم قوة لدى الإنسان». ويشير بحثٌ نشره بومايستر إلى أن قوة الإرادة ذات موارد محدودة، وتنضب عبر ساعات النهار.


 (بي بي سي)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...