هذا الأسبوع تتكثف المشاورات الروسية الأميركية استعداداً لإعادة إطلاق قطار جنيف

24-07-2016

هذا الأسبوع تتكثف المشاورات الروسية الأميركية استعداداً لإعادة إطلاق قطار جنيف

تتكثف اللقاءات الروسية الأميركية هذا الأسبوع من أجل بلورة «توافقات موسكو». وبدا أن قطار جنيف شارف على الانطلاق مجدداً مع الإعلان عن لقاء ثلاثي روسي أميركي أممي في جنيف، وانتهز المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا فرصة التوافق الأميركي الروسي من أجل طرح آب موعدا لاستئناف المحادثات السورية- السورية.
اللقاءات الروسية الأميركية، التي تشمل اجتماعاً لرئيسي دبلوماسية البلدين سيرغي لافروف وجون كيري، تأتي وسط خيبة أمل في موسكو من عقوبات فرضتها واشنطن مؤخراً على شخصيات وشركات سورية لها ارتباطات مع روسيا، وفي ظل تزايد محاولات وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» والأجهزة الأمنية الأميركية للتشويش على الاتفاق الذي توصل إليه كيري الأسبوع الماضي في موسكو، عقب محادثات مارثوانية مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته. وينص الاتفاق على تأسيس مركز أميركي روسي لتبادل المعلومات الاستخباراتية بخصوص جبهة النصرة وتنظيم داعش، مقابل حماية «المجموعات المسلحة المعتدلة» من قصف الطائرات السورية والروسية، وتهيئة الظروف لاستئناف محادثات جنيف.
وفي التفاصيل، تحدث نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عن شعور روسي بخيبة أمل من تصرفات واشنطن في المجال الثنائي. وقال: «بعد فترة قصيرة من زيارة.. (كيري) إلى موسكو، تم اعتماد قرار جديد في مجال العقوبات»، مبيناً أن واشنطن فرضت عقوبات وفقاً لقوانينها المحلية ضد اثنين من المواطنين الروس، «اللذين مارسا البزنس (التجارة) بشكل قانوني وتعاونا بشكل مشروع تماماً، مع شركاء في سورية».
وحذر من أن التصرف الأميركي الأخير يؤثر سلباً في تأكيدات الممثلين الأميركيين حول تصحيح العلاقات بين البلدين. وقال، وفق موقع «روسيا اليوم»: «طبعاً نحن اعتدنا على مثل هذه التصرفات من جانب واشنطن، ولكن هذا من شأنه خفض وإلى حد كبير قيمة التأكيدات الأميركية حول النية في تصحيح العلاقات الثنائية وهو ما نسمعه من ممثلي الإدارة (الأميركية)». ونهاية الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات جديدة ضد شركات سورية وممثليها. وتضم القائمة الجديدة سبع شركات وثمانية أشخاص، من ضمنهم المواطن الروسي يوسف عربش وهو مدير الممثلية الروسية لـ«شركة حسو للهندسة والبناء المحدودة» السورية. ووفقاً لمعطيات الوزارة الأميركية فقد ساعدت هذه الممثلية الحكومة السورية على إتمام صفقات نفطية.
وإذ أشار ريابكوف إلى اللقاء المنتظر للافروف وكيري، لفت إلى أن موسكو تنتظر من واشنطن نشاطاً أكثر فعالية من أجل تنشيط الجهود ضد داعش و«النصرة».
ومساء الجمعة، أعلن كيري أنه سيلتقي بلافروف في الأيام القليلة القادمة لمناقشة اقتراح أميركي لتوثيق التعاون العسكري وتبادل معلومات المخابرات بشأن سورية. وقال للصحفيين في فيينا: إنه قد يلتقي بلافروف في جنيف، لكنه أشار إلى أن محادثات تفصيلية ستعقد على الأرجح على هامش تجمع لدول جنوب شرق آسيا في العاصمة الكمبودية لاوس يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين. وتابع: «سنرى إلى أين وصلت مفاوضاتنا. في حال لم يتم حل بعض الأشياء أو الأسئلة من خلال المفاوضات الجارية، فيجب أن نعمل أنا وهو (لافروف) على حلها»، في إشارة منه إلى محاولة واشنطن وموسكو حل الأزمة السورية بالطرق الدبلوماسية.
إلا أن الكرملين أعلن أن الوزيرين سيجتمعان بفيينا من دون أن يحدد تاريخ الاجتماع. وبين الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الاجتماع يأتي نتاجاً لزيارة كيري الأخيرة إلى موسكو، والمباحثات التي عقدها مع الرئيس بوتين، لافتاً إلى أن هذه المباحثات «شملت سبل تفعيل الجهود المبذولة، بما يخدم دفع مساعي التسوية (في سورية) وتعجيل إحلالها».
وتعقد مباحثات هذا الأسبوع، وسط تلويح الكرملين بزيادة عديد القوات الروسية الموجودة في سورية. وشدد بيسكوف بالقول إن «الزيادة المحتملة للقوات كان الرئيس الروسي أوضحها منذ فترة».
وفي مواجهة الشكوك التي لا يزال يطرحها مسؤولون بارزون من الجيش والمخابرات الأميركية، دافع كيري عن الاقتراح الأميركي. ورفض التعليق على «المناقشات» الجارية داخل الإدارة الأميركية حول الاقتراح. وأضاف موجهاً رسالة للمنتقدين داخل الإدارة على ما يبدو: «رئيس الولايات المتحدة أذن وأمر بهذا النهج (التعاون مع روسيا)… هذه رغبة الرئيس لمعرفة ما إذا كان الروس مستعدين لتنفيذ ما قالوا خلال مفاوضاتنا في موسكو أنهم سيفعلونه»، رافضاً قطع «وعود» أو الدخول في تفاصيل تلك المفاوضات.
وتماشياً مع الحذر من موسكو، قال كيري: «سنقوم باختبار ذلك (الاقتراح) بحذر شديد وليس على أساس الثقة بل على أساس خطوات محددة… حتى الآن أظهر الأمر القليل من الالتزام ونأمل أن نتمكن من أن نكمل ذلك».
وأبدى «البنتاغون» مجدداً حذراً حيال التعاون مع روسيا، معلناً أن العسكريين الأميركيين والروس لا يتعاونون حالياً في مجال إجراء عمليات في سورية، وبين أن الجانبين يجريان اتصالات في إطار مذكرة «عدم التصادم».
وعارض مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كليبر تبادل المعلومات مع روسيا حول أهداف في سورية في إطار التعاون العسكري الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب في هذا البلد. وقال في حوار مع صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية: إن الجانب الروسي يسعى إلى الحصول على مثل هذه المعلومات لتحسين تصوره بشأن «مصادر ووسائل وإجراءات وتكتيك وتكنولوجيا» الاستخبارات الأميركية، معرباً عن شكوكه في أن تبادل المعلومات مع موسكو سيخدم مصالح واشنطن.
ومع تصاعد المشاورات بين كيري ولافروف، كان لافتاً اتهام مصادر أميركية عسكرية الطائرات الروسية باستهداف موقع شرق سورية استخدمته «قوات خاصة» أميركية وبريطانية الشهر الماضي، وآخر على ارتباط بـ«وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي إي). وقد أثار استهدافه أزمة بين الجانبين الروسي والأميركي في حينه، لكن واشنطن لم تذكر أن قواتها كانت تستخدمه بل قوات من «جيش سورية الجديد» الذي تدعمه لدحر تنظيم داعش عن مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية وربما باتجاه مدينة دير الزور.
وقال ضباط أميركيون ومسؤولون في الاستخبارات لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن الغارات ساهمت في تشديد رفض «البنتاغون» و«سي. آي. إيه» التعاون مع الروس. وأشارت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض ووزارة الخارجية قررتا التوصل إلى تسوية مع روسيا في محاولة لتجنب تصعيد عسكري.
وسبق الإعلان عن اجتماع كيري لافروف في لاوس، تحديد موعد للقاء روسي أميركي أممي في جنيف يومي الثلاثاء والأربعاء، والذي سيبحث التسوية السياسية للأزمة السورية. وأعلنت روسيا أن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف سيترأس الوفد الروسي إلى اللقاء.
وسيركز هذا اللقاء على الخطوات الضرورية لتعزيز نظام «وقف العلميات العدائية» في سورية، حسبما نقلت وكالة «نوفوستي» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، والذي لفت أيضاً إلى أن المشاورات ستتناول أيضاً سبل تحسين الوصول الإنساني إلى المحتاجين في سورية، وتوفير الظروف الضرورية للتوصل إلى حل سياسي للصراع.
وأكد كيربي أن الولايات المتحدة ما زالت تسعى لإحراز تقدم خطوة بعد خطوة تنفيذاً للاتفاقات التي توصل إليها كيري ولافروف. وأعرب عن قناعته بأن الخطوات التي اتفق عليها الوزيران من شأنها، في حال تطبيقها بروح حسن النية، أن تؤدي إلى تخفيف مستويات العنف بقدر كبير، وإضعاف «النصرة» في سورية، وتوفير المجال للانتقال السياسي الحقيقي الذي لا رجعة عنه.

 

المصدر: الوطن+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...