القوات العراقية تقترب من «تطهير» الفلوجة

23-06-2016

القوات العراقية تقترب من «تطهير» الفلوجة

شيئاً فشيئاً تقترب القوات العراقية من إعلان تطهير مدينة الفلوجة بشكل كامل من عناصر تنظيم «داعش»، وهي سيطرت، أمس، على مزيد من الأحياء الواقعة إلى شمال المدينة على الرغم من المقاومة العنيفة للمسلحين الذين لا يزالون يتمركزون في حيي المعلمين والجولان.
ويرافق تقدم القوات العراقية دعوات وجهها مجلس الأمن الدولي لبغداد، يطالبها فيها بحماية المدنيين الفارين من الفلوجة من أعمال انتقامية محتملة.
وقال قائد عمليات استعادة السيطرة على الفلوجة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، الذي أعلن في وقت سابق السيطرة على نحو 70 في المئة من المدينة، إن «الأحياء الشمالية ووسط (الفلوجة) تم تطهيرها بشكل شبه كامل من داعش، لم يتبق إلا القليل من حي المعلمين وحي الجولان» وكلاهما شمال المدينة.
وأشار إلى وجود «مجاميع إرهابية في حي الجولان وهناك مقاومة، ونحن نتصدى للمقاومة وقتلنا العديد منهم».
وأعلن قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، من جهته، تحرير المنطقة الواقعة بين قرية العجاربية ونهر الفرات جنوبي الفلوجة، مشيراً إلى أن «قطعات الجيش بالفرقة الثامنة ومقاتلي العشائر تمكنوا من تحرير المنطقة الواقعة بين قرية العجاربية ونهر الفرات جنوبي الفلوجة من تنظيم داعش».
من جانبه، قال المتحدث باسم قوات التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن، كريستوفر غارنر، أمس الأول، إنه بحسب معايير القوات الأميركية فقد تم تطهير ثلث مدينة الفلوجة فقط. وحذر من أن «الجنود العراقيين سيواجهون مقاومة شديدة لدى مغادرتهم وسط المدينة»، مضيفاً «يبدو أن خط الدفاع لدى تنظيم داعش حول المدينة ليس متماسكاً كما داخلها، والجيش العراقي سيواجه أشرس المعارك هناك».
وعثرت القوات العراقية خلال تطهيرها حي الضباط الثانية وسط الفلوجة على 12 جثة مقطوعة الرأس تعود لعناصر «داعش». وأوضح مصدر أمني أن «التنظيم قطع رؤوس قتلاه وشوهها لتضليل القوات الأمنية من التعرف على جثث قادته الذين تم قتلهم في المعارك الأخيرة بالمدينة»، مضيفاً أن «الجهاز عثر على جثة المسؤول الإعلامي لعصابات داعش في الفلوجة، ويدعى أبو احمد العسافي، في احد المنازل بحي الضباط الثانية وسط المدينة».
وأعلن قائد في الفرقة السادسة في الشرطة الاتحادية العثور على عدد من الأنفاق والوثائق التي تشير إلى الأساليب العبثية التي استخدمها عناصر «داعش» بحق المدنيين العزل. فيما أوضح قائد فرقة الرد السريع اللواء ثامر محمد أنه «تم إلقاء القبض على مجموعة من عناصر داعش، وقتل العشرات من مسلحيهم، الذين تنوعت جنسياتهم بين الصيني والغربي والعربي والعراقي».
من جهة ثانية، أعلنت الأمم المتحدة تلقيها تقارير جديدة عن «انتهاكات بالغة لحقوق الإنسان» تعرض لها مدنيون فارون من الفلوجة. وقالت متحدثة إن المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة حصلت على تسجيلي فيديو لواقعتين أخريين توضحان انتهاكات لمدنيين من الفلوجة. وأوضحت الأمم المتحدة أنه في الحالتين يرتدي الجناة الزي العسكري، لكنها لم تتمكن من معرفة انتمائهم أو التأكد من صحة التسجيلين.
وقال المتحدث باسم «الحشد الشعبي» يوسف الكلابي إن التقارير كاذبة على الأرجح، وجزء من حملة تشهير. وأضاف «للأسف لا تزال القوات الأمنية والحشد الشعبي تتعرض لهجمة إعلامية منظمة تهدف إلى تشويه النصر في الفلوجة. هناك العديد من التقارير ومقاطع الفيديو والأخبار تبث على بعض القنوات قد تكون قديمة أو مفبركة».
وفي هذا الإطار، قال السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر، الذي تترأس بلاده مجلس الأمن، إنه «من الأهمية بمكان أن تضمن الدولة العراقية عدم ارتكاب أي عملية ابتزاز أو انتقام ضد المدنيين من قبل جماعات شبه عسكرية». وشدد على أنه «ينبغي ألا تتضاعف معاناة أولئك الذين يفرون من المعارك في الفلوجة ومحيطها، هذا واجبنا جميعا» تجاههم.
وكانت الأمم المتحدة طالبت الحكومة العراقية من قبل بضمان المساءلة في ما يتعلق بمزاعم الانتهاكات التي تنذر بالمزيد من أعمال العنف الطائفي في العراق. وفي هذا الشأن تم توقيف عدد من العسكريين.
وبدأت القوات العراقية يساندها «الحشد الشعبي» والتحالف الدولي بقيادة واشنطن، فجر 23 أيار عملية لاستعادة السيطرة على الفلوجة التي تبعد 50 كيلومتراً غرب بغداد، وطرد تنظيم «داعش» الذي استولى عليها في كانون الثاني العام 2014.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...