أزمة بوفد «معارضة الرياض» تطيح ب "كبير المفاوضين" ورئيسه على الطريق

31-05-2016

أزمة بوفد «معارضة الرياض» تطيح ب "كبير المفاوضين" ورئيسه على الطريق

اعتبر المعارض منذر خدام، أن استقالة كبير المفاوضين من وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة إلى محادثات جنيف محمد علوش يأتي في إطار «إعادة هيكلة الوفد» وتشكيل وفد جديد ونتيجة «تقاطع» رغبات أعضاء من معارضة الداخل ممثلة في «العليا للمفاوضات» وعدد من أعضاء الهيئة «المعتدلين» مع «ضغوطات خارجية» من داعمي الهيئة وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية.
ووصف خدام ، الأسباب التي أعلن عنها علوش لاستقالته بـ«الذرائع»، من أن يجعل لنفسه «قيمة أكبر» عبر الاحتجاج على المجتمع الدولي، ورجح أن تتم إقالة رئيس الوفد المفاوض أسعد الزعبي الذي «لا يفقه شيئاً في السياسة».
وكتب علوش في بيان عبر حسابه في «تويتر» ليل الإثنين: «التجربة التي مرت بها الجولات الثلاث للمفاوضات في جنيف، لم تكن ناجحة، بسبب تعنت النظام واستمراره في قصف المدنيين، وعدم قدرة المجتمع الدولي على الالتزام بتنفيذ قراراته وخاصة بالجانب الإنساني»، على حد قوله.
وقال: «أعلن انسحابي من الوفد، وقدمت استقالتي للمرة الثانية للهيئة العليا من منصب كبير المفاوضين، احتجاجاً على المجتمع الدولي».
وأضاف: «كما أن الأمم المتحدة لم تتوصل إلى اتفاق حول جدول عمل المفاوضات، التي تؤدي إلى انتقال سياسي عبر هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية».
وأعرب علوش عن أمله في أن «تشعر استقالته المجتمع الدولي، بأهمية دماء الشعب السوري المهدورة من النظام وحلفائه»، داعياً «الفصائل الثورية والجيش الحر والقوى السياسية كافة، إلى التوحد ورص الصفوف، على اعتبار أنها الطريق الوحيد لتحقيق النصر»، متمنياً على الهيئة العليا للمفاوضات أن «تواصل تمسكها بثوابت الثورة، وأن تكون نواة لتوحيد الصفوف وليس المفاوضات فحسب»، وفق البيان.
وقال خدام في تعليقه على استقالة علوش والأسباب التي أعلن عنها: «هذه هي الذرائع التي أعلنها علوش».
وأعاد خدام إلى الأذهان الفترة التي تم خلالها تشكيل وفد «العليا للمفاوضات» إلى محادثات جنيف والأحداث التي جرت خلالها، وقال: في الفترة التي «تم فيها تشكيل وفد الرياض تمت تصفية (قائد جيش الإسلام) زهران علوش (وهم) بالأساس شكلوا وفداً من أشد متطرفي المعارضة في الخارج وسموه حينها أنه وفد الجكارة»، مضيفاً: «تصور بلد يحترق ويدمر ويتم تشكيل وفد الجكارة لأن الروس ساهموا بتصفيته».
وأوضح خدام: «في حينها كان لدي معلومات أن هذا الوفد ليس هو الوفد الأساسي للمفاوضات هو وفد فقط للجولات الأولى ومن ثم عندما يتم الدخول في القضايا الجوهرية سيتم تقديم أشخاص آخرين ربما يتميزون بكفاءة أفضل».
علوش الذي عيّن كبيراً لمفاوضي «الهيئة العليا للمفاوضات» في كانون الأول، ينتمي إلى «جيش الإسلام» الفصيل النافذ في الغوطة الشرقية لدمشق والمدعوم من السعودية.
ويعد «جيش الإسلام» من أبرز الفصائل الموقعة على اتفاق وقف الأعمال القتالية. ويتهمه ناشطون معارضون بالتورط في خطف ناشطين حقوقيين في دوما.
وتأتي استقالة علوش بعد اجتماع لـ«الهيئة العليا للمفاوضات» في الرياض استمر عدة أيام بحثت خلاله مسألة العودة إلى محادثات جنيف، وجددت الادعاء باستمرارها في دعم الجهود الدولية للدفع بالحل السياسي، وتوجهها نحو إصدار وثيقة تتضمن صيغة شاملة للحل السياسي وفق بيان جنيف، من دون أن توضح تفاصيل هذه الوثيقة.
وذكر خدام أنه خلال إجتماع الهيئة «كان مطروحاً إعادة هيكلة الوفد (المفاوض) وتشكيل وفد جديد»، مضيفاً: «للأسف وأنت تعلم أنه عندنا وعندما يحتل الواحد مكاناً معيناً يصبح وكأنه امتياز له ومن ثم لا يريد الخروج، وبقناعتي طرحت الآن مسألة إعادة الهيكلة وتغيير الوفد وتقديم أشخاص سياسيين». وأعرب خدام الذي سبق أن أعلن قبل نحو شهرين عن استقالته من منصب رئيس مكتب الإعلام في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي الممثلة في «العليا للمفاوضات» عن اعتقاده بأن «هذا هو السبب الجوهري ولكن هو (علوش) أراد أن يجعل لنفسه قيمة أكبر فيحتج على المجتمع الدولي وإلى آخره».
وذكّر خدام بأن «هيئة التنسيق» في أثناء تشكيل وفد معارضة الرياض كانت معترضة على هذا التشكيل وقالت: إنه لا يجوز أن يتصدر الوفد عسكري، وخاصة أنه ليس لديه أي إلمام بالسياسة»، مضيفاً: «عندما استمع إلى الزعبي وهو يصرح أكاد أصاب بالغثيان (فهو) لا يفقه شيئاً بالسياسة».
وأعرب خدام عن اعتقاده بأنه وخلال هذه الدورة لاجتماعات «العليا للمفاوضات» سيتم «تشكيل وفد آخر جديد»، مرجحاً أنه يتم أيضاً «إزاحة الزعبي ونأمل أن تزاح جميع الشلة المتطرفة مثل جورج صبرا ومنذر ماخوس وحجاب وغيرهم».
ورداً على سؤال إن كانت إزاحة علوش والإزاحة المتوقعة للزعبي جاءت بقرار داخلي من «العليا للمفاوضات» أم بضغط من داعمي الهيئة قال خدام: «في حينه عندما تم تشكيل الوفد الأطراف الدولية وخاصة أميركا لم تكن مرتاحة، وحسب معلوماتي كان (مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سورية) مايكل راتني يحتج كثيراً ويطالب بتغيير علوش وهؤلاء المتطرفين».
وأضاف: «أعتقد هذا التغيير هو نوع من تقاطع رغبة داخلية من هيئة التنسيق ومن بعض المعتدلين في الهيئة وأيضاً ضغوطات خارجية..».
وقبل أيام قليلة أبلغ مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا مجلس الأمن الدولي أنه لا ينوي استئناف محادثات جنيف قبل أسبوعين أو ثلاثة.
وإن كان هناك أمل في أن تعقد الجولة الرابعة من المحادثات قريباً قال خدام: «أعتقد أنه لا بديل من المفاوضات. لا شك أن هناك بعض المتطرفين في الهيئة (العليا) للأسف يراهنون على الانتخابات الأميركية ويريدون أن يمطمطوا في المفاوضات ريثما تحصل هذه الانتخابات على أمل أن يأتي شخص متشدد ربما يساعدهم عسكرياً أكثر». وأضاف: «هذا عقل مريض وقاصر». وكرر خدام أنه «لا بديل من المفاوضات»، موضحاً أن «أميركا وروسيا الآن في سياق تفاهم ولأول مرة يعلنون أنهم قطعوا شوطاً من أجل تنفيذ ضربات مشتركة لـ(جبهة) النصرة».
ورأى خدام، أنه إذا تم ضرب «النصرة» «فالعمود الفقري لكل المجموعات الإرهابية يكون قد انقسم وعند إذاً الأرضية الصلبة التي يقفون عليها في المفاوضات سوف تتكسر، ولا يبقى إلا الدعم الخارجي مثل تركيا، وفي نهاية المطاف سوف يخضعون لمتطلبات الواقع الميداني».
وبينما ذكرت مصادر معارضة، أن استقالة علوش سيتم البت فيها في اجتماع لـ«العليا للمفاوضات» سيعقد خلال عشرة أيام، تحدثت مصادر معارضة أخرى، عن أن الهيئة قررت إقالة رئيس الوفد المفاوض الزعبي، واستبدال شخص آخر به. ووفق تلك المصادر فإن اجتماع الهيئة المقبل سيخصص لـ«إعادة النظر بالوفد المفاوض»، مستبعدة إعادة هيكلة «الهيئة العليا للمفاوضات».

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...