«الصالح» يوثق الحرب على سوريا

29-05-2016

«الصالح» يوثق الحرب على سوريا

لن يصل السوريون إلى شاطئ السلام إذا لم يركبوا سفينة المعرفة، فالمعرفة قوة وهي نصف الطريق نحو النصر. وقد بدأ ربنا رسالته لنا بدعوتنا إلى القراءة، غير أن رسولنا الأمي لم يتمكن من إقناعنا بأنها الطريق إلى جنتنا، فأخّر أجدادنا سورة إقرأ إلى آخر الكتاب الكريم الذي بدأوه بسورة البقرة الصفراء التي تسر الناظرين، فبقينا أمة بصر لا بصيرة.

 واليوم أرى أن حالنا من حال كتبنا وكتابنا، إذ مازال الكتاب في آخر سلسلة الوسائل المعرفية، بينما بات التلفزيون والإعلانات هي المعلم الأول لعامة الناس،  وبقيت فعالية القراءة في مستوياتها السطحية، وبات أنصاف المتعلمين هم من يوجهون مسيرة الأمة وسط هذا الطوفان، دون أن ندرك بعد أن المعرفة هي سفينة نوح المنقذة من الضلال ..

بهذه الكلمات، افتتح الاستاذ نبيل صالح حفل توقيع كتابه «يوميات الحرب على سورية 2011- 2016 » والذي شاركه اعداده الباحث بسام الحكيم، الذي استند إلى دراسة مطولة عن وثائق سرية تبادلتها جماعات معارضة، كما يحوي تفاصيل جديدة تُسجَّل للمرة الأولى ضمن كتاب.

وتابع الاستاذ نبيل الصالح خلال كلمته التي ألقاها امس في قاعة الأمويين بفندق الشام بمناسبة توقيع كتابه، أنه وبرغم من أن الدولة السورية  عملت على مجانية التعليم والثقافة ورمزية بدل القراءة عبر مئات المراكز الثقافية، فإن شهوة القراءة والمعرفة مازالت ضعيفة في حياتنا، ولولا ذلك لما تمكن السلفيون من اختراق أمننا الثقافي وتمزيق وحدة المجتمع السوري وسلامه.

صالح أوضح أن هذا الكتاب يضم، إضافة إلى التدوين اليومي للأحداث التي تمر بسورية، وثائق سرية عن «أبطال الخراب السوري» منذ عام 2009، قائلاً: أظن أنني ملأت الفراغات في حكاية الحرب واكتشفت خباياها، وأسبابها المباشرة وغير المباشرة، ذلك أن معرفة النتائج مرهونة بمقدماتها، ولن نستطيع إنهاء هذه الحرب إن لم نفهمها، لأن السوريين يموتون من قلَّة المعرفة، وهذا الكتاب يشكل الفصل الثالث من تدويني للحرب على سورية، بعد «سورية عام من الدم» عام 2012، و«المختصر المفيد في حرب الشعب السوري العنيد» 2014.

وبما أننا شعب يهوى الحكايات التي تشكل مجمل معرفته لنفسه والعالم فقد استخدمتُ تقنية الحكاية في سائر أنواع الكتابة التي أنتجتها خلال ثلاثة عقود حاولت أن أقدم فيها رواية سوريا الجديدة على امتداد مئة عام مضت، بالتعاون مع نخبة الكتاب السوريين، خلال السنوات العشرة الماضية اشتغلت على تسجيل مسيرة السوريين خلال القرن العشرين، فأنتجت العديد من الكتب والموسوعات، وكان همي أن أؤرخ للحلم السوري منذ جلاء العثماني عن ديارنا قبل مئة عام، فتتبعت حكايات الآباء المؤسسين وحاولت جاهدا في كتبي أن أفهم الخطأ الذي وقعنا فيه حتى وصلنا إلى ما نحن عليه من بؤس وخراب، وأنا الآن بصدد العمل على كتاب «تاريخ الجنون السوري» عبر تفكيك ألغامنا الثقافية التي خلفها الغزاة في أرضنا ومازالت تنفجر في وجهنا كل حين.. وفي كتابنا هذا «يوميات الحرب على سوريا» بالإضافة إلى التأريخ اليومي للأحداث خلال سنوات الحرب الخمس التي أعدها الصديق بسام الحكيم قدمت دراسة مدعمة بالوثائق السرية والمراسلات بين أبطال الخراب السوري الذين بدأوا بالإعداد له منذ عام 2009، وأظنني ملأت الفراغات لحكاية الحرب التي نعيشها وكشفت خباياها وأسبابها المباشرة وغير المباشرة، ذلك أن معرفة النتائج مرهونة بالمقدمات، ولن نستطيع إنهاء هذه الحرب إذا لم نفهمها، ذلك أن (السوريين يموتون من قلة المعرفة) حسب الجملة الأولى التي بدأت بها كتابي السابق عن الحرب، ومازلت أؤكد عليها في هذا الكتاب الجديد الذي يشكل الفصل الثالث من تدويني للحرب السورية.

بدوره قال الباحث بسام الحكيم: بدأت قصتي مع الكتاب حين اكتشفت أن من يكتب تاريخ الحرب على سورية هم الجلادون، ولذلك بدأت بتدوين أسماء الشهداء وتواريخ الأحداث ومجرياتها ضمن روزنامة خاصة، ولاسيما بعد أن اكتشفت أن تاريخ ليبيا قبل مقتل القذافي تمّ محوه بالكامل من الإنترنت، من هنا تحولّت فكرة التسجيل اليومي للأحداث إلى كتاب يكون شاهداً على ما حاول الجلادون محوه أو تجاهله، وتدويناً لممارسات الإرهابيين الذين قدموا من الصحراء لتعليم الناس أن علاج الفساد في مؤسسات الدولة يتم عبر حرقها، وأن علاج الطائفية يتم عبر إبادة كل الطوائف.

الكتاب جاء في 575 صفحة من القطع الكبير، وفيه حوالي 50 صفحة من الوثائق السرية والصور،وكُتب على غلافه الأخير: رغم أن قطر دعمت الانشقاقات بأسعار مرتفعة، لكن مؤسسة الجيش المتنوعة بتنوع السوريين بقيت صامدة وحمت سورية من حرب طائفية كانت تُخطط لها المعارضة كيما تستقطب الأكثرية إلى جانبها، إذ إن نصف قرن من الاختلاط الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والتعليمي، وشطب خانة المذهب من البطاقة الشخصية، والتزاوج بين نخب الطوائف، وانتشار مفهوم المواطنة بين المتعلمين، أفشل الخطة في أغلبية المدن السورية.

يذكر أن، ريع الكتاب سيعود لصالح «جمعية راية الشهيد» والتي تٌعنى منذ صيف عام 2012 بأبناء وأسر الشهداء، وتقوم بالدعم المادي والنفسي للاطفال لم يروا أبائهم منذ ولادتهم ويعانون من حالة اجتماعية صعبة نتيجة ظروف الحرب..

وبحسب مديرة جميعة راية الشهيدة، السيدة رحاب ناصر، فأن الجمعية بصدد تنفيذ عدة مشاريع انتاجية تعود بالفائدة المادية لأسر الشهداء، والأطفال الذي بلغ عددهم بالجمعية حوالي 110 طلاب، تقوم بتقديم كافة احتياجتهم الدراسية والعائلية، ومستمرة بانجاز معسكر راية الشهيد بكل صيف .

خلود حسن

شبكة دمشق الإخبارية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...