«الديمقراطية» تتقدّم بريف الرقة الشمالي.. وداعش يحرق البيوت

26-05-2016

«الديمقراطية» تتقدّم بريف الرقة الشمالي.. وداعش يحرق البيوت

حققت «قوات سورية الديمقراطية» مكاسب ميدانية جديدة في ثاني أيام حملتها العسكرية ضد تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية في الريف الشمالي لمدينة الرقة والتي يدعمها فيها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.
وكشفت مصادر محلية من ريف الرقة أن «الديمقراطية» سيطرت أمس بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي التنظيم على قرية «الهيشة» التابعة لبلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، 65 كم عن المدينة، وعلى بعض المزارع في ريف عين عيسى وقرى نمرودة وقرطاجة وحضرية خليل التابعة للبلدة، في حين ذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء أن «الديمقراطية» سيطرت أيضاً على مزارع محيطة بالمنطقة. ولفتت المصادر المحلية إلى أنه وفي اليوم الأول للحملة تمكنت الديمقراطية من بسط سيطرتها على قرية «الفاطسة» الإستراتيجية.
وأوضحت أنه بذلك تكون «الديمقراطية» أحرزت تقدما لـ4 كيلومترات منذ بدء الحملة هناك، كما صدت هجوما لتنظيم داعش بـ3 سيارات مفخخة، تم تفجيرها قبل وصولها إلى أماكن تواجد وحدات «الديمقراطية».
ونقلت «سبوتينك» عن مصدر ميداني أن «الديمقراطية» تواصل، بمساندة طيران التحالف الدولي، التقدم للسيطرة على المنطقة بشكل كامل.
وقال المسؤول في «الديمقراطية» ببلدة تل أبيض، عبد الكريم العبيد، أن القوات تلقت دفعة جديدة من الأسلحة الأميركية خلال الأيام القليلة الماضية.
في سياق متصل نقلت وكالة «رويترز» عن المتحدث باسم «الديمقراطية» طلال سلو إن القوات لا تعد لهجوم على مدينة الرقة في الوقت الحالي، مؤكداً أن مثل هذه العملية ليست وشيكة.
وقال سلو: «أي مناطق يوجد فيها تنظيم داعش الإرهابي، قواتنا ستقوم بتحريرها فإذا كانت الأماكن التي توجد فيها داعش في دير الزور أو شمال حلب فمن الممكن أن تكون هدفا لقواتنا ضمن حملة في المستقبل». وأضاف: «نحن تحركنا.. فقط لتحرير شمال الرقة حاليا.. ليس هناك استعداد أو توجه لتحرير الرقة. لا يوجد توجه لتحرير الرقة إلا ضمن حملة قادمة من بعد انتهاء هذه الحملة.
وكان عضو لجنة الدفاع الكردية في الحسكة، ناصر حج منصور، أكد أن مسلحي داعش غير قادرين على صد هجوم وحدات «الديمقراطية» بالقرب من الرقة.
وقال منصور: إن «داعش لم يتمكن من الحفاظ على أي موقع خلال الاشتباكات معه، والتي تجري بالتنسيق مع التحالف». وأشار إلى أن مسرح العمليات القتالية انتشر إلى عشرات الكيلومترات.
ورفض منصور في الوقت ذاته الكشف عن العدد الدقيق لمقاتلي «الديمقراطية» المشاركين في الحملة، لكنه قال إن هذا الرقم يبلغ عشرات الآلاف.
كما رفض أيضاً تحديد الموعد المخطط لتحرير الرقة، قائلاً في هذا السياق إن نجاح الحملة «يتعلق بالوضع في مسرح العمليات القتالية، ومن غير المستبعد حدوث مفاجآت من قبل الإرهابيين».
في غضون ذلك قام طيران التحالف الدولي بقصف مكثف على المواقع في القرى التي تتمركز فيها تجمّعات التنظيم، في حين تتقدم القوات البرية على الأرض.
وأشارت مصادر في ريف الرقة إلى أن هناك حركة نزوح كبيرة لمئات العائلات من مدينة الرقة وريفها الشمالي باتجاه الريف الشمالي لمدينة حلب وريف دير الزور، بعد أن ألقت طائرات التحالف الدولي مناشير دعت السكان المحليين فيها إلى مغادرتها، في الوقت الذي قام فيه التنظيم بإغلاق الكراجات في المدينة ومنع السفر منها بشكل نهائي. من جانب آخر أفادت المصادر  أن العديد من العشائر العربية المحلية في المنطقة، انضمت إلى «الديمقراطية» التي تنفذ عملية تحرير شمال الرقة. وأشارت المصادر إلى مقتل 22 مسلحاً من التنظيم، جراء الغارات الجوية التي شنتها طائرات التحالف الدولي في المنطقة.
وكانت «قوات سورية الديمقراطية» أعلنت أمس الأول انطلاق عملية استعادة السيطرة على ريف الرقة الشمالي من قبضة تنظيم داعش.
وقالت القيادية في القوات روجدا فلات، في تصريحات إعلامية، حينها «نعلن انطلاق حملة تحرير شمال الرقة، بمشاركة لواء تحرير الرقة وبدعم من طائرات التحالف الدولي، نُطلق هذه الحملة بهدف الحد من الهجمات التي يتعرض لها شعبنا في الجزيرة وكري سبي وكوباني، وضمان أمن أبناء شعبنا، ونناشد الجميع لدعم ومساندة هذه الحملة».
من جهة أخرى ذكر مصدر من الوحدات التابعة لـ«الديمقراطية» أن مسلحي داعش قاموا بحرق المباني السكنية في قرية الفاطسة ومزرعة قرطاج شمال الرقة قبل انسحابهم منهما.
وكان المتحدث باسم الجيش الأميركي ستيف وارن، قال الثلاثاء من مقره في بغداد: إن «قوات سورية الديمقراطية بدأت عمليات لتطهير المناطق الريفية الشمالية، وهذا سيشكل ضغوطا على الرقة».
وأكد أن الجيش الأميركي سيشن غارات جوية لدعم تلك القوات موضحاً أنه يوجد في الرقة ما بين 3 آلاف و5 آلاف من المسلحين، مشيراً إلى أنه من غير الواضح متى سيتم شن الهجوم على مدينة الرقة نفسها.
وقال: إن العملية بدأت الثلاثاء الماضي، ولم تلق «قوات سورية الديمقراطية» مقاومة شديدة من تنظيم داعش، في المنطقة التي تكاد تخلو من السكان. وأضاف وارن أنه في حال سقوط الرقة «ستكون هذه بداية نهاية خلافتهم».
وفي مدينة دير الزور أكدت مصادر محلية  أن الطيران الحربي استهدف تجمّعات وأوكار داعش في حويجة صكر وحي الصناعة بأكثر من 20 غارة، أسفرت عن تدمير مرابض هاون وسقوط قتلى ومصابين في صفوف التنظيم، كما استهدف مدخل المدينة الجنوبي ومحيط المطار العسكري بعدة غارات، في حين ألقت طائرات شحن روسية أكثر من 20 شحنة، من المساعدات الغذائية والإنسانية على الأحياء المحاصرة من قبل التنظيم.
وفي مدينة البوكمال، بأقصى الريف الشرقي لدير الزور، قام طيران التحالف الدولي بإلقاء منشورات فوق المدينة الحدودية مع العراق تحث الناس على الابتعاد عن مقّار التنظيم، في حين قام التنظيم باستنفار عدد من مسلحيه من «أبناء المنطقة» لدفعهم إلى محافظة الرقة، التي يشهد محيط ريفها الشمالي معارك طاحنة.

دحام السلطان

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...