غالبية الألمان: الإسلام ليس جزءاً من ثقافة البلد

14-05-2016

غالبية الألمان: الإسلام ليس جزءاً من ثقافة البلد

وفقا لاستطلاع للرأي أجرته وكالة الأبحاث الألمانية "إنفراتست ديماب" لصالح قناة " WDR" الألمانية، نشر أمس الأول، فإن ما يقرب ثلاثة من أصل أربعة مواطنين ألمان يخشون حدوث هجوم إرهابي وشيك في بلادهم من قبل المتشددين الإسلاميين.
وبحسب الوكالة نفسها فإن ما يقرب من ثلثي الشعب الألماني يقول إن دين الإسلام ليس له مكان في بلادهم.
وتم الإعلان عن هذا البحث المثير للجدل مع استمرار التوترات الناجمة عن وصول أعداد كبيرة من اللاجئين إلى ألمانيا، الذين تجاوز عددهم حاجز المليون لاجئ.
وسجل هذا الاستطلاع ارتفاعاً بنسبة 10 في المئة عن دراسة في عام 2014، حيث عبر آنذاك 55 في المئة من الألمان على أن الإسلام ليس جزءاً من الثقافة الألمانية.
وبشكل مثير للاهتمام، كانت الاعتراضات أكثر وضوحاً بين الألمان الأكبر سناً، حيث أعرب 71 في المئة من الذين تزيد أعمارهم عن 64 سنة عن تحفظهم من فكرة انتماء الإسلام إلى ألمانيا. في المقابل، ما يقرب من نصف الألمان، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 34 سنة، قالوا إنه ليس لديهم مانع من أن يكون الإسلام جزءاً من المجتمع الألماني.
وتشير هذه الأرقام إلى تحول كبير في الرأي العام منذ عام 2010، عندما قال الرئيس الألماني السابق كريستيان فولف، في خطاب متلفز، إن الإسلام جزء من ألمانيا. في ذلك الوقت، وافق 49 في المئة من المستطلعين مع الرئيس في حين رفض 47 في المئة بيانه.
وبحسب المراقبين للشأن الألماني، فإن هذا الاستطلاع سيعيد تأكيد نتيجة استقصاء آخر صدر الأسبوع الماضي من قبل صحيفة "بيلد" الألمانية جنباً إلى جنب مع معهد البحوث "إينسا"، والتي خلصت إلى نتائج متماثلة تقريباً، الأمر الذي قد يوحي بأن هناك اتجاهاً قوياً في ألمانيا نحو الابتعاد عن الإسلام.
وفي الدولة المجاورة، أظهر استطلاع مماثل في فرنسا الأسبوع الماضي أن الآراء أشد تطرفاً تجاه الإسلام، فهناك "رفض تام" للإسلام من مختلف ألوان الطيف السياسي، حيث قال 47 في المئة أن المسلمين "يهددون" الهوية الفرنسية.
وتأتي هذه الدراسة وسط تزايد الشكوك تجاه اللاجئين ذات الغالبية المسلمة في ألمانيا، وخاصة بين مؤيدي حزب "البديل من أجل ألمانيا" و"الحزب الديموقراطي الحر".
ووفقا للاستطلاع، فإن أكثر من ثلاثة أرباع أنصار "الحزب الديموقراطي الحر" يعتقدون أن الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا، بينما نسبة المعارضة أعلى بكثير بين أنصار الـ"بديل من أجل ألمانيا"، وصلت نسبتها إلى 94 في المئة.
علاوةً على ذلك، يعتقد 58 في المئة من الألمان أن الأحزاب القائمة في البلاد مثل "المسيحي الديموقراطي"، و"الاتحاد المسيحي الاجتماعي"، و"الاشتراكي الديموقراطي"، و"الخضر" واليسار، و"الديموقراطي الحر"، فشلوا جميعاً في اتخاذ خطوات جدية للحد من مخاوف انتشار التطرف الإسلامي في البلاد، والذي ترعاه تركيا والسعودية.
الجدير بالذكر أن "البديل من أجل ألمانيا" استفاد من هذه المخاوف في الأشهر الأخيرة، وعزز مكانته على المستوى الوطني، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن نسبة الدعم الشعبي للحزب تتزايد على حساب الأحزاب التقليدية القائمة.
في المقابل، دافع المؤرخ الألماني ميخائيل بورغولته، المتخصص في حقب العصور الوسطى، عن الإسلام قائلاً أنه هو أحد أسس الثقافة الأوروبية والألمانية. وبحسب بورغولته فإن "النهضة التي عرفها الغرب الأوروبي في القرن الـ11 و12 و13 لم تكن ممكنة دون مساعي التراث الثقافي الإسلامي واليهودي". وقال، في حوار مع وكالة الأنباء الكاثوليكية، "نحن نستفيد حتى يومنا هذا من العلماء المسلمين".
بالمثل تحفظ نائب رئيس "الحزب المسيحي الديموقراطي" أرمين لاشيت على نتائج هذه الاستطلاعات، لكنه وجَّه سهام نقده إلى حزب "البديل"، قائلاً إن "قرار حزب البديل يمثل هجوماً على كل الأديان تقريباً"، مضيفاً أن "القول بأن الإسلام جسم غريب في ألمانيا، هو دعوى للانقسام بحد ذاته".
بغض النظر عن أسباب صعود المشاعر المعادية للإسلام، يبدو أن أزمة اللاجئين ومسألة "أسلمة ألمانيا" ستكون من الموضوعات الرئيسية التي ستقرر مستقبل السياسات الألمانية. فهل تتجه ألمانيا نحو اليمين؟


 كيفورك ألماسيان

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...