طائرات سعودية إلى «انجرليك» والمدفعية التركية تقصف مواقع لـ«الوحدات» بريف حلب

14-02-2016

طائرات سعودية إلى «انجرليك» والمدفعية التركية تقصف مواقع لـ«الوحدات» بريف حلب

بينما كانت السعودية وتركيا تمهدان الأرضية وتزيدان الضغط والتهويل على الحلفاء والخصوم عبر التلويح بالتدخل العسكري البري في سورية بذريعة مكافحة تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، وجهت أنقرة رسالة سياسية وعسكرية لواشنطن مفادها «إما تركيا، وإما حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي». فبالترافق مع الهجوم الذي شنه رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو على الاتحاد الديمقراطي أطلقت مدفعية الجيش التركي نيرانها على مواقع لـ«وحدات حماية الشعب» التابعة للحزب في ريف حلب الشمالي.
وبعد القصف التركي، الذي انطلق غداة زيارة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى اسطنبول ولقائه أردوغان ورئيس وزرائه، بدا أن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد داعش يترنح.
وانتقل داود أوغلو أمس من التلويح الضمني بالتحرك عسكرياً ضد «حماية الشعب» إلى التهديد الصريح. ونقلت وكالة «أ ف ب» عنه، قوله: «نستطيع إذا لزم الأمر أن نتخذ نفس الإجراءات في سورية التي قمنا بها في العراق وقنديل»، في إشارة إلى حملة القصف التركية العام الماضي ضد أهداف حزب العمال الكردستاني في شمال العراق على معقلهم في جبل قنديل. وأضاف غامزاً من قناة واشنطن، «نتوقع أن يقف أصدقاؤنا وحلفاؤنا معنا».
وتعتبر أنقرة «الاتحاد الديمقراطي» و«وحدات حماية الشعب»، فرعاً لحزب العمال الكردستاني المصنفة على اللوائح التركية والأميركية والأوروبية للتنظيمات الإرهابية.
وأضاف داود أوغلو في كلمة متلفزة بمدينة ايرزينكان، إن «الكادر القيادي والإيديولوجي في حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي هو ذاته». وأضاف «من يقل إن الحزبين ليسا منظمتين إرهابيتين، فهو إما لا يعرف المنطقة، أو نواياه سيئة» في إشارة إلى الخلاف مع واشنطن.
وتابع ساخراً: «سنرسل وثائق إلى الولايات المتحدة قريباً جداً، لنبرهن أن حزب الاتحاد الديمقراطي هو فرع لحزب العمال الكردستاني». واتهم «الاتحاد الديمقراطي» بالتعاون مع النظام (السوري) وروسيا وارتكاب «جرائم حرب». وقال: «نتوقع موقفاً واضحاً جلياً من الولايات المتحدة التي نعتقد أنها حليفتنا، ضد هذا الذبح للإنسانية».
كما زعم المسؤول التركي أن «النظام» وروسيا تقومان بـ«عمليات تطهير عرقي» بمحافظة حلب، وتوعد بمحاسبة «الدول على كل هذا التهاون تجاه الشعب السوري»، وشدد على أن «تركيا لن تستشير أحداً لحماية حدودها، ولن تسمح إطلاقاً لأي قوة خارجية أن تسيطر على المناطق المجاورة لها».
وبالترافق مع كلمة داود أوغلو بدأت المدفعية التركية قصف مواقع «حماية الشعب» قرب إعزاز وعفرين وبالأخص في مطار منغ العسكري، والذي طردت الوحدات منه المجموعات المسلحة الأسبوع الماضي. وتلقي تصريحات داود أوغلو مع قصف مواقع «حماية الشعب» بظلالها على تماسك التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو إرسال السعودية طائرات حربية إلى قاعدة تركية.
ونقلت صحيفتا «يني شفق» و«خبر ترك» التركيتان عن جاويش أوغلو، قوله بعد مشاركته في مؤتمر ميونيخ: «إذا كانت هناك إستراتيجية (للتحالف) (ضد تنظيم داعش) فسيكون من الممكن حينها أن تطلق السعودية وتركيا عملية برية»، في مؤشر إلى أن الرياض وأنقرة تنتظران خطة من واشنطن على حين أن الجيش التركي قصف حلفاءها في الحرب ضد داعش «وحدات حماية الشعب».
ورداً على سؤال عما إذا كانت السعودية سترسل قوات إلى الحدود التركية للتدخل في سورية، قال جاويش أوغلو: «هذا أمر يمكن أن يكون مرغوباً. لكن ليست هناك خطة. فالسعودية ترسل طائرات، وقالت: «عندما يحين الوقت اللازم للقيام بعملية برية، يمكننا أن نرسل جنوداً».
وسبق للسعودية والإمارات أن أعلنتا استعدادهما لإرسال قوات ضمن أي هجوم بري تقوده الولايات المتحدة ضد داعش. وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر الجمعة: إنه يتوقع أن ترسل السعودية والإمارات قوات خاصة للمساعدة في استعادة الرقة من يد التنظيم المتطرف. وأيدت باريس الخطة السعودية لكنها أكدت أنها لن ترسل قوات برية إلى سورية.
وأعلنت الرئاسة التركية أن أردوغان أجرى الجمعة عدة ساعات من المحادثات في اسطنبول مع أمير قطر من دون الكشف عن فحوى المحادثات.
ومن ميونيخ، تحدث وزير خارجية آل سعود عادل الجبير خلال مقابلة مع شبكة «سي. إن. إن» الأميركية، عن وجود محادثات حول إرسال قوات برية للسيطرة على مناطق داخل سورية لا يمكن السيطرة عليها من الجو فقط.
وقال، رداً على سؤال حول إن كانت السعودية مستعدة أو تخطط لإرسال قوات برية لسورية: «نعم». وأضاف: إن «قرر التحالف.. إرسال قوات برية إلى سورية إلى جانب الحملة الجوية الحالية، فإن المملكة ستكون مستعدة للمشاركة بقوات خاصة في هذه الجهود.. قلنا إننا سنشارك ضمن التحالف (الإسلامي) الذي تقوده السعودية». ورفض التكهن بإمكانية إصدار التحالف الدولي مثل هذا القرار، وأردف قائلاً: «أستطيع القول بأن هناك محادثات جدية تجري في الوقت الحالي تتناول وجود عناصر برية في سورية لأن هناك احتمالاً بالإقدام والسيطرة على مناطق ولا يمكن القيام بذلك من الجو».
ورداً على تصريحات رئيس الوزراء الروسي، ديميتري ميدفيديف، بأن تدخل السعودية برياً في سورية سيؤدي إلى حرب عالمية، قال الجبير: «اعتقد أن هذا مبالغ فيه، التحالف الدولي كان يعمل في سورية منذ (أيلول) 2014، والروس تدخلوا الخريف الماضي لقتال داعش حسبما يقولون».
وعاد الجبير إلى معزوفته حول رحيل الرئيس بشار الأسد سواء بالحل السياسي أو الحل العسكري. وقال: «هناك طريقان لإنقاذ سورية، وكلاهما يتضمن إزاحة (الرئيس) بشار الأسد، أحد الطرق هو عملية سياسية عبر عملية جنيف ووفقاً لما تم التوصل إليه في جنيف 1 وهذه هي الطريقة المرغوبة»، وأضاف: «وفي حال إخفاق هذا الخيار فإن الخيار الثاني هو بالقوة، (الرئيس) بشار الأسد سيغادر لا شك بذلك أبداً، فهو إما سيغادر بعملية سياسية أو ستتم إزاحته بالقوة، فالشعب السوري لن يقبل أن يستمر بالسلطة».
وفي السياق ذاته، زعم الوزير السعودي لصحيفة «سود دويتشه تسايتونغ» الألمانية «لن يكون هناك بشار الأسد في المستقبل… قد يستغرق الأمر ثلاثة أشهر وقد يستغرق ستة أشهر أو ثلاث سنوات ولكن لن يتولى المسؤولية في سورية».
وانتقد الجبير مشاركة روسيا في الحرب الدائرة منذ خمس سنوات، قائلاً إن تصميم الشعب السوري على إسقاط (الرئيس) الأسد ثابت رغم الغارات الجوية الروسية العنيفة والاضطهاد داخل سورية.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...