بروبوغندا الغرب المعادية تقوي عود روسيا وسوريه

24-12-2015

بروبوغندا الغرب المعادية تقوي عود روسيا وسوريه

الجمل ـ * توني كارتالوشي ـ ترجمة رنده القاسم:
مع اقتراب العمليات العسكرية الروسية - السورية المشتركة ،ضد الإرهابيين المدعومين من الناتو في سورية ، من نهايتها المنطقية و هي قطع خطوط إمداد الناتو على طول الحدود السورية و تطويق و تدمير القوى الإرهابية في الداخل، يمر الغرب عبر مراحل عدة في محاولة لإنقاذ  ما تبقى من سنواته الأربع ، و التي أصبحت الآن  خمس تقريبا، من حربه التدميرية ضد الشعب السوري...
و من المثير للسخرية أن الغرب، بعد محاولته تدمير أمة كاملة بتسليح و تمويل و تدريب و دعم العمل الإرهابي في سوريه ما أدى إلى موت عشرات الآلاف من الجنود و المدنيين في كل أرجاء الدولة، يدخل الآن أحدث مراحل حملته الدعائية النشطة والتي تتمركز حول الإدعاء بإصابات مدنية ضخمه، و هذه المرة يزعم أن السبب هو الضربات الجوية الروسية.
و تحت العنوان المثير "الصراع السوري: الضربات الروسية قتلت مائتي مدنيا" قالت ال BBC:
"قتل على الأقل مائتي مدني جراء الضربات الجوية الروسية في سورية ، وفقا لتقرير العفو الدولية بناء على آراء شهود و نشطاء.. و قالت أنها قامت عن بعد بدراسة خمسة و عشرين هجوما روسيا في خمس مناطق ما بين الثلاثين من أيلول و التاسع و العشرين من تشرين الثاني"....
أول جملتين من المقال تكشفان أن كل المادة عبارة عن بروبوغندا رخيصة. "فالتحقيق عن بعد" الذي قامت به منظمة العفو الدولية حول الإدعاءات التي تقدمت بها المنظمات الإرهابية ذاتها العاملة في سوريه و "النشطاء" المدعومين من الدول الغربية ذاتها التي تقود حربا بالوكالة لا تشكل بأي حال دليلا أو حتى رواية يمكن تصديقها... و وسط هذه الحرب الحقيقية، و التي لم ينكر الغرب أنها تشن ضد مجموعات إرهابية، من غير المنطقي أن تهدر روسيا سلاحها لتتعمد قتل مدنيين يحتاجهم حلفاؤها في دمشق لدعم الانتخابات القادمة...
و لكن مقال ال BBC يلائم كثيرا الحملة السائدة الآن، و التي تغرق الرأي العام يوميا بروايات عن الضربات الجوية الروسية التي تقضي على السكان المدنيين في سوريه. و قبل حملة البروبوغندا حاول الغرب أولا حماية وكلائه المسلحين عسكريا، ثم اقتطع أجزاءا من سوريه من أجل الاحتلال الغربي، و فشلت هذه الجهود ... ثم كانت محاولات الوساطة من أجل "وقف إطلاق النار" و بهذا يتم إنقاذ بقايا القوات المقاتلة بالوكالة عن الناتو، غير أن هذه المحاولات باءت بالفشل أيضا....
و لم يتبقى الآن سوى تأثير حث  الإعلام الغربي و الاعتقاد بأن التقارير اليومية عن "الوحشية الروسية" سيمنح موسكو وقفة تأمل، و ستمكن هذه الوقفة الغرب من تمديد الصراع لوقت أطول...و لكن من الواضح أن تصرفات الغرب تصدر من موقع ضعف و هذه البروبوغندا الأخيرة ليست سوى إجراء يائس في وجه التقدم الروسي – السوري. بروبوغندا كهذه يجب أن تواجه من قبل وسائل إعلام روسيا و حلفائها ، و يجب أن تشجع حملة البروبوغندا الغربية موسكو على الاستمرار، بل و حتى توسيع عملياتها و إنهاء هذه الحرب لصالحها و صالح حلفائها في دمشق إلى الأبد...
و بغض النظر عن الادعاءات التي تطلقها وسائل الإعلام الغربية.. هي الحرب من يستنفذ حياة المدنيين أو يؤثر عليها بطريقة ما.. و هو الغرب في الأساس من تآمر لبدء هذه الحرب.. و هو الغرب من يسعى لتحويل سوريه إلى "ليبيا المشرق" خالقا نفس الفراغ الذي خلقه شمال إفريقيا و الذي أدى إلى سنوات من العنف المستمر هناك.. و لأولئك الذين يدعون الاهتمام بحياة المدنيين، نقول بأن أفعال الغرب تؤدي فقط إلى استمرار الفوضى و القتل في المستقبل.
موسكو و دمشق تعملان معا لأجل نهاية ستخلف حكومة قوية  مع جيش صقله القتال قادر على استعادة السلام و النظام عبر سورية و إنهاء سفك الدماء بشكل كامل.. من الواضح بين الغرب و روسيا من الذي يسعى حقا إلى المحافظة على الحياة و من يسعى للاستمرار في تدميرها....


*صحفي أميركي و ضابط سابق في المارينز مقيم في بانكوك...

عن موقع Land Destroyer


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...