حمص: اتفاق الوعر إلى التنفيذ السبت

02-12-2015

حمص: اتفاق الوعر إلى التنفيذ السبت

بعد سبعة أشهر من المفاوضات، و17 لقاء جمعت بين مسؤولي مدينة حمص وقادة فصائل ووجهاء مدنيين في حي الوعر، تنفس محافظ حمص طلال البرازي الصعداء، إذ أصبح على مشارف القول إن سلطة الدولة في حمص باتت على وشك أن تُستكمل.
وأعلن أمس عن توصل الطرفين إلى اتفاق ببدء تنفيذ مراحل عملية إخلاء حي الوعر من الوجود المسلح، ابتداءً من السبت المقبل، على أن يخضع التنفيذ لمراحل عدة، يفترض أن تنتهي خلال 60 يوماً من بدء التنفيذ، ليصبح الحي خالياً من أي وجود عسكري خارج سلطة الدولة السورية.جندي سوري قرب مطار كويرس في ريف حلب امس (ا ف ب)
ونفى المحافظ، أن يكون قسم من المسلحين بدأ بمغادرة الحي، مشيراً إلى أن الاتفاق يبدأ السبت المقبل، على أن تقوم حافلات بنقل ما يقارب 300 مقاتل وصفهم البرازي بـ «المتشددين والرافضين لأي اتفاق» مع أسرهم بإشراف منظمتي الهلال الأحمر السوري والأمم المتحدة، وذلك إلى «خلف مناطق تماس»، من المرجح أن تكون في إدلب وريف حماه خاصة.
وتضم المجموعة الأولى مقاتلين من «جبهة النصرة»، جناح تنظيم «القاعدة» في سوريا، ومتعاطفين مع تنظيم «داعش».
وقال البرازي إن الدفعة الثانية من المقاتلين ستنتظر ما بين 45 إلى 60 يوماً قبل أن يقرر من فيها إما «تسليم سلاحه للسلطات أو المغادرة»، علماً أن الأرقام المتداولة تتحدث عمّا يقارب ألفي مقاتل من مجموعات مختلفة، بينها «أحرار الشام» و «كتائب الجهاد الإسلامي».
وسيحتفظ هؤلاء بأسلحتهم الفردية والخفيفة مع بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تتضمن تسليم السلاح الثقيل والمتوسط الموجود في الحي، بحيث يتم خلال فترة الأسابيع التالية الاستمرار في تأمين المواد الإغاثية والتموينية، ودراسة أوضاع المطلوبين، وتأمين سهولة أكبر لحركة دخول وخروج المواطنين غير المطلوبين للجهات المختصة، إضافة لإمكانية «تسوية أوضاع من يرغب بحيث يتمكن لاحقاً من العودة إلى عمله أو الالتحاق بالخدمة الاحتياطية، وتعود مؤسسات الدولة للعمل وتقديم خدماتها في هذا الوقت أيضاً هي الأخرى.
وعُقد أمس اجتماعان بين مسؤولين رسميين وممثلين عن الحي والفصائل، حضر الثاني فيهما المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا يعقوب الحلو وممثلة مكتب المبعوث الخاص في سوريا خولة مطر، (كانا قد زارا الوعر) حيث اتفق على أن تقدم الأمم المتحدة الخدمات اللوجستية اللازمة لتسهيل تنفيذ الاتفاق.
ويعتبر حي الوعر الواقع في غرب مدينة حمص، آخر الأحياء تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في المدينة، وسبق إجراء محاولات مصالحة سابقة من دون جدوى كانت الجهات الحكومية تحمّل مسؤولية فشلها لـ «المتشددين الموجودين في الحي» وتأثير الفصائل المقاتلة في مناطق الرستن على مجموعات حي الوعر، فيما كانت فصائل الحي تتهم الحكومة بقصف الحي لتجنب تحقيق مصالحة.
ووفقاً لمسؤولين حكوميين، فإن هدنة ووقف للعمليات العسكرية سيسريان منذ خمسة شهور تقريباً على الحي، لكن وسائل الإعلام سبق وسجلت اختراقات محدودة خلال تلك الفترة. وإذا تم تنفيذ الاتفاق خلال الشهرين المقبلين تكون مدينة حمص قد خلت تماماً من أي وجود عسكري منظم خارج إطار القوات الحكومية، وذلك بعدما تمكنت في أيار العام 2014 من السيطرة على كل أحياء حمص القديمة التي كان يتحصن فيها مقاتلو الفصائل.
ويقيم في الحي حالياً وفقاً لما سبق وأعلنه البرازي حوالي 75 ألف نسمة مقابل 300 ألف قبل بدء النزاع في سوريا في آذار العام 2011.
ويبقى الريف بدوره معضلة كبيرة بسبب تشتته، وارتباطه بالبادية من الشرق. وتسيطر القوات السورية على مجمل محافظة حمص التي تعد أكبر محافظة سورية من حيث المساحة البالغة 42 ألف كيلومتر مربع، لكن باستثناء بعض المناطق في الريف الشمالي بينها مدينتا الرستن وتلبيسة الواقعتان تحت سيطرة مقاتلي الفصائل، ومدينة تدمر الأثرية الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» منذ 21 أيار الماضي.

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...