ريف حلب يشتعل: تركيا تحاول لـ«استعادة النفوذ»

30-11-2015

ريف حلب يشتعل: تركيا تحاول لـ«استعادة النفوذ»

على جبهات بعيدة عن ميادين الحرب التي اعتادتها محافظة حلب، وفي مناطق حافظت على توازنها طيلة فترة الحرب المندلعة منذ خمس سنوات، شنّت فصائل «جهادية» هجمات عنيفة على مجموعة قرى قرب مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية، والتي تسيطر عليها الوحدات الكردية، ما اعتبرته مصادر كردية وميدانية محايدة «انتقاماً تركياً، وبحثاً عن النفوذ الذي بدأت تركيا تفقده» في المناطق القريبة من حدودها في ريف حلب الشمالي.جنود سوريون في ريف اللاذقية أمس الأول (ا ب ا)
المعارك التي بدأت، قبل نحو يومين، بهجمات شنتها كل من «جبهة النصرة» و «حركة أحرار الشام» و «تجمع فاستقم كما أمرت» على مواقع تسيطر عليها الوحدات الكردية وفصائل أخرى تؤازرها منضوية في تشكيل حمل اسم «جيش الثوار» ويتبع إلى «قوات سوريا الديموقراطية»، ارتفعت وتيرتها بشكل كبير في محيط مدينة عفرين، حيث شهدت بلدة مريمين هجوماً عنيفاً انسحبت إثره «الوحدات الكردية» قبل أن تتمكّن من استعادة البلدة، في حين اشتدت وطأة المعارك في كشتعار وأناب ومراش جنوب عفرين.
وطأة المعارك في الريف الشمالي انتقلت بدورها إلى حلب، حيث تعرّض حي الشيخ مقصود، ذو الغالبية الكردية، لقصف عنيف تسبب بسقوط عدد كبير من الضحايا وفق تقديرات أهلية، وذلك بعد أن تدخل «لواء أحرار سوريا»، القريب من «جبهة النصرة»، وأعلن حي الشيخ مقصود القريب من مناطق نفوذه في حي بني زيد «منطقة عسكرية»، موضحاً أن «هذا الهجوم جاء بعد ثبوت تعامل الأكراد مع القوات الروسية التي تؤمن للوحدات الكردية غطاء جوياً»، وهو ما نفاه مصدر كردي.
وربط مصدر ميداني،  بين سلسلة مجريات شهدها ريف حلب الشمالي، أدت بمجملها إلى «فقدان تركيا نفوذها في مناطق واسعة»، إثر تقدم الوحدات الكردية من جهة، وانقطاع خطوط إمداد الفصائل «الجهادية» من جهة أخرى بعد تقدم «جيش الثوار» وسيطرته على مناطق استراتيجية، إضافة إلى استهداف الطائرات الروسية لشحنة أسلحة كبيرة في معبر باب الهوى في إعزاز قبل يومين كانت في طريقها إلى «حركة أحرار الشام»، الأمر الذي أشعل فتيل المعارك في الريف الشمالي.
ورأى الصحافي ريزان حدو،  أن هذه الهجمات لها أسباب تاريخية تؤكد التورط التركي فيها، موضحاً أن أنقرة بدأت تشعر بفقدان نفوذها في المناطق الحدودية بعد سيطرة «جيش الثوار» على قريتي دخلة وحرجلة وطرد مسلحي تنظيم «داعش» منها وسيطرة قوات مستقلة غير مرتبطة بها على المنطقة.
وقال حدو «حصل مؤخراً اتفاق لتبادل الأسرى بين وحدات الحماية الكردية وحركة أحرار الشام. ذلك الاتفاق أغضب تركيا لأنه عرّاها أمام العالم، فالأسرى الذين قامت حركة أحرار الشام بتسليمهم للوحدات هم ستة مقاتلين كانوا أصيبوا في معارك (عين العرب) تمّ نقلهم إلى المستشفيات التركية، حيث قامت الاستخبارات التركية باعتقالهم من المستشفيات التركية وتسليمهم لحركة أحرار الشام».
ويرى الصحافي أن تركيا تحاول إشعال فتنة كردية ـ عربية بعد فشلها في إدراج الوحدات الكردية على لائحة الإرهاب في قمة العشرين التي عُقدت في أنطاليا، معتبراً أن الفصائل التي تحارب الوحدات الكردية تحاول دائماً تخوين «الوحدات» وتشكيل رأي عام ضدهم.
وفي السياق ذاته، رأى مصدر معارض أن المعارك التي يشهدها ريف حلب الشمالي، والتي امتدّت إلى حلب، جاءت بعد شعور الفصائل «الجهادية» أن طرق إمدادها من تركيا بدأت تنقطع، موضحاً أن سيطرة الوحدات الكردية والفصائل التي تقاتل معها على قرى حدودية من جهة، وتوسّعها قرب عفرين وسيطرتها على حي الشيخ مقصود، بعد طرد «جبهة النصرة» منه، وضع طرق إمداد هذه الفصائل على المحك، الأمر الذي أشعل فتيل المعارك، من دون أن ينفي في الوقت ذاته مؤازرة الطائرات الروسية لتحركات «الوحدات»، التي تتمتع أيضاً بعلاقات وطيدة مع التحالف الدولي الذي تقوده أميركا، إضافة إلى تشديد الطائرات الروسية، خلال اليومين الماضيين، عملية استهداف مراكز الفصائل «الجهادية» التي ترتبط بتركيا ارتباطاً وثيقاً، وعلى رأسها «جبهة النصرة» و «حركة أحرار الشام»، إضافة إلى العلاقات التي تربط أنقرة بتنظيم «داعش» الذي يقوم بتهريب النفط السوري وبيعه في الأسواق التركية.

علاء حلبي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...