ما سر شاحنات تويوتا و داعش؟

11-10-2015

ما سر شاحنات تويوتا و داعش؟

الجمل ـ* توني كارتالوتشي ـ ترجمة رنده القاسم:
مؤخرا بدأت وزارة المالية الأميركية تحقيقا حول استخدام الدولة الإسلامية (داعش) لأعداد كبيرة من شاحنات جديدة نوع تويوتا. و ذلك اثر بدء العمليات الجوية الروسية فوق سوريه و نمو الشك العالمي حول قيام الولايات المتحدة ذاتها بلعب دور أساسي في تسليح و تمويل و إبقاء جيش الإرهابيين في سوريه و العراق.
في مقال تحت عنوان: " مسؤولون أميركيون يتساءلون عن كيفية حصول داعش على هذا القدر من شاحنات تويوتا"  كتبت ABC News :
"المسؤولون الأميركيون المعادون للإرهاب طلبوا من تويوتا، ثاني أكبر مصنّع للسيارات في العالم، مساعدتهم لتحديد كيف استطاعت داعش الحصول على عدد كبير من شاحنات و سيارات رياضية متعددة الاستعمالات من   تويوتا ،و التي تظهر بشكل بارز في المشاهد الدعائية لداعش في العراق و سوريه و ليبيا... و قالت تويوتا أنها لا تعرف كيف حصلت داعش على العربات و هي "تساند" التحقيق الذي تقوده وحدة تمويل الإرهاب في وزارة المالية ، و هو جزء من الجهود الأميركية الواسعة لمنع البضائع غربية الصنع من الوصول  إلى يد مجموعات إرهابية. و استشهد التقرير بكلام السفير العراقي لدى الولايات المتحدة لقمان عبد الرحيم الفيلي  إذ قال: "هذا سؤال نوجهه إلى جيراننا ، كيف يمكن وصول هذه الشاحنات الجديدة تماما ...هذه السيارات رباعية الدفع ، المئات منها، من أين أتت؟"
و من غير المفاجئ أن وزارة المالية الأميركية تسأل الطرف الخطأ، فعوضا عن التحقيق مع تويوتا يجب أن تتوجه الوزارة إلى الخارجية الأميركية .
و قبل عام ذكرت التقارير أن وزارة الخارجية الأميركية كانت ترسل قوافل من عربات تويوتا جديدة إلى سوريه و صرحت أنها للجيش السوري الحر.موقع محطة الإذاعة  Public Radio International(PRI) ، الممولة من قبل الولايات المتحدة، نشر مقالا عام 2014 تحت عنوان "شاحنة تويوتا على قائمة المشتريات من أجل الجيش السوري الحر و طالبان" و جاء فيه:
"مؤخرا و مع استئناف الخارجية الأميركية إرسال مساعدة غير قاتلة للمتمردين السوريين ، ضمت قائمة التسليم ثلاث و أربعين شاحنة تويوتا...تويوتا هايلوكس كانت على قائمة أمنيات الجيش السوري الحر. أبي شهبندر ، مستشار الائتلاف الوطني السوري المقيم في واشنطن، مولع بهذا النوع من الشاحنات و يقول: "تجهيزات خاصة مثل تويوتا هايلوكس هي ما نعتبره قوة ممكنة لقوات المعارضة المعتدلة على الأرض".. و أضاف شهبندر أن الشاحنات التي توفرها الولايات المتحدة ستقوم بنقل الجنود و المعونات إلى المعركة، بل إن بعض العربات يغدو سلاحا في أرض المعركة.."
و باعتراف الجميع قامت الحكومة البريطانية بتوفير عدد من العربات للإرهابيين المقاتلين في سوريه، و في مقال نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية عام 2013 تحت عنوان: "كشف ما الذي يعطيه الغرب لمتمردي سوريه" ورد أن المملكة المتحدة أرسلت ثمانية ملايين جنيه مساعدات غير قاتله ، وذلك وفقا لأوراق رسمية اطلعت عليها الاندبندنت ، و تضم هذه المساعدات عربات رباعية الدفع وشاحنات و سيارات رياضية متعددة الاستعمالات و سيارات بيك آب و  بدلات واقية ، و بطاريات تشحن بالطاقة الشمسية و أجهزة راديو و أجهزة لتنقية المياه و أدوات لتنظيف القمامة، و حواسب محمولة و أنظمة أقمار صناعية صغيرة و طابعات.
و من الإنصاف القول أنه مهما كان  الخط الذي تستخدمه الخارجية الأميركية و الحكومة البريطانية لإمداد الإرهابيين في سوريه بهذه الشاحنات ، فعلى الأرجح تم استخدامه لإرسال عربات إضافية قبل و بعد أن أضحت هذه التقارير علنية.
لقد تم حل اللغز المتعلق بطريقة وصول مئات الشاحنات المتشابهة الجديدة من تويوتا إلى داعش في  سوريه. فلم تقر الولايات المتحدة و الحكومة البريطانية في الماضي تزويد داعش بالشاحنات فحسب، بل أيضا تقوم قواتهما العسكرية و وكالاتهما الإستخباراتية بذرع الحدود مع تركيا و الأردن و حتى العراق ذهابا و إيابا حيث عبرت بالتأكيد  قوافل هذه الشاحنات في طريقها إلى سوريه، حتى و إن كان عاملون إقليميون آخرون قد قاموا بذلك أيضا. و بينما كانت الاعترافات السابقة بتوفير العربات تدل على تورط الغرب بشكل مباشر، فان هذا لا شيء مقارنة بالعمليات المحظورة التي كانت تتم على طول كل هذه الحدود و التي تشير إلى تورط الغرب و أطراف أخرى بتوفير العربات للإرهابيين داخل سوريه.
بالطبع الكثير مما ذكر ليس بالمعلومات الجديدة. لذا يبقى التساؤل حول سبب قيام وزارة المالية الأميركية الآن بهذه التمثيلية؟ ربما أولئك الذين في واشنطن يعتقدون أنه إذا كانت حكومة الولايات المتحدة هي من يسأل حول كيفية تمكن داعش من خلق هذا الجيش الآلي المؤثر وسط الصحراء السورية ، فما من أحد سيظن أن لها دور في ذلك.
و بالتأكيد ، لم تخلق الشاحنات في سوريه، لقد صنعت في الخارج و أحضرت إلى سوريه، بأعداد كبيرة ، و بمعرفة واضحة من قبل الولايات المتحدة و حلفائها الإقليميين و/ أو تورطهم بشكل مباشر. و سؤال تويوتا من أين أتت الشاحنات العائدة للخارجية الأميركية ما هو سوى مؤشر آخر على مدى فقدان السياسة الخارجية الأميركية لشرعيتها و مصداقيتها.
يجب أن يتذكر التدخل الروسي، و ما يمكن أن يكون تحالف واسع ضد الإرهاب ، جرائم الولايات المتحدة و شركائها حين يقوم باختيار شركائه في الجهود المبذولة لأجل استعادة الأمن و النظام عبر الشرق الأوسط و شمال إفريقيا.
*صحفي أميركي و باحث جيوسياسي مقيم في بانكوك


عن مجلة New Eastern Outlook الالكترونية

الجمل

التعليقات

في وقت متأخر من مساء السبت تسلمت الحكومتان السورية والروسية تقريرا أوليا من "تويوتا" بشأن صور السيارات التي تسلمتها الشركة من المخابرات العسكرية الروسية.
وذكر التقرير أن "بعض أرقام المحركات تخص سيارات من أصل 22500 سيارة اشترتها شركة استيراد سعودية الجنسية"، موضحا أن "بعض ارقام المحركات تخص سيارات من اصل 32000 سيارة اشترتها شركة استيراد قطرية الجنسية".
وأشار الى أن "البعض الآخر من ارقام المحركات تخص سيارات من اصل 11650 سيارة استوردتها شركة استيراد إماراتية"، لافتا الى أن "بعض ارقام المحركات تخص سيارات من اصل 4500 سيارة استوردها الجيش الاردني باعتماد ائتماني من عدة بنوك سعودية الجنسية".

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...