واشنطن تعدّل خطتها: تسليح مجموعات سوريّة وعشرات الغارات الروسية من الرقة إلى اللاذقية

10-10-2015

واشنطن تعدّل خطتها: تسليح مجموعات سوريّة وعشرات الغارات الروسية من الرقة إلى اللاذقية

أجبِرت واشنطن، جراء فشلها الذريع في إيجاد «معتدلين» سوريين لتدريبهم وإرسالهم إلى سوريا لقتال تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، على تغيير خطتها الأولية، والاستعاضة عنها بتزويد مجموعات مسلحة «منتقاة بعناية» بأسلحة ومعدات، من دون الكشف عن هذه المجموعات، فيما كانت موسكو تؤكد أن الطائرات الروسية، التي شنت أعنف الغارات على مواقع المجموعات المسلحة، ستواصل القيام بهذا الأمر طوال الفترة التي سيستغرقها الهجوم البري الذي تشنه القوات السورية.صورة مأخوذة عن شريط فيديو وزعته وزارة الدفاع الروسية أمس لطائرة "سوخوي" خلال شن غارة على مواقع "داعش" في سوريا (رويترز)
ورفض الرئيس الأميركي باراك أوباما، في مقابلة ستبث في برنامج «60 دقيقة» على شبكة «سي بي اس»، فكرة أن التدخل العسكري الروسي في سوريا يشكل دليلا على أن موسكو أصبحت في موقف قوي. وقال «كانت سوريا الحليف الوحيد لروسيا في المنطقة. واليوم، بدلا من أن يتكل على دعمه يرسل (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين قواته، جيشه، محاولا الحفاظ على حليفه». وأضاف «إذا كنت تعتقد أن الحاجة إلى إرسال قوات لدعم حليفك الوحيد هو تأكيد لقيادتك، فإننا لا نملك التعريف ذاته حول مفهوم القيادة».
والبرنامج الأميركي، الذي بدأه «البنتاغون» مطلع العام الحالي بكلفة 500 مليون دولار، كان يتضمن تدريب نحو خمسة آلاف مقاتل سوري «معتدل» سنوياً لمحاربة «داعش»، لكن الفشل كان ذريعاً بحيث إنه لم يسمح سوى بتدريب عشرات المقاتلين، هاجمت «جبهة النصرة» المجموعة الأولى منهم، فيما قامت المجموعة الثانية بتسليم أسلحتها إلى «النصرة».
وأعلن المتحدث باسم «البنتاغون» بيتر كوك أن الولايات المتحدة ستقدم معدات وأسلحة «لمجموعة مختارة من قادة الوحدات» حتى يتمكنوا من تنفيذ هجمات منسقة في المناطق التي يسيطر عليها «داعش».
وقال كوك، في بيان، «يوجه وزير الدفاع أشتون كارتر وزارة الدفاع حاليا إلى تقديم معدات وأسلحة إلى مجموعة مختارة من القادة الذين تم فحصهم ووحداتهم، حتى يكون بمقدورهم مع مرور الوقت الدخول بشكل منسق في الأراضي التي ما زال يسيطر عليها داعش». وأضاف أن «الولايات المتحدة ستوفر أيضا دعماً جوياً لمقاتلي المعارضة في المعركة مع التنظيم».
وقال مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى إن التدريب سيوجه إلى قادة المسلحين بدلاً من تدريب وحدات مشاة كاملة كما كان الهدف السابق. وأوضح أن «الدعم الأميركي سيركز على الأسلحة ومعدات الاتصالات والذخيرة»، مضيفا أن البرنامج المعدل سيبدأ خلال «أيام».
وأوضحت مساعدة وزير الدفاع لشؤون السياسة كريستين ورمث أن وزارة الدفاع ستقدم «أنواعا أساسية من المعدات» لقادة الجماعات، وليس أسلحة أقوى مثل الصواريخ المضادة للدبابات وأسلحة الدفاع الجوي المحمولة على الأكتاف.
وأضافت أن الهدف الجديد يتمحور حول «العمل مع مجموعات على الارض تحارب داعش حالياً، ومدهم ببعض المعدات من أجل تقويتهم، بالتنسيق مع الغارات الجوية»، موضحة أن الولايات المتحدة ستدرب بعض قادة تلك المجموعات التي تحارب «داعش».
ودافعت ورمث عن برنامج البنتاغون الذي تكلف 500 مليون دولار، ودرب 60 مقاتلاً فقط بعدما كان مقرراً له أن يشمل 5400 مقاتل. وقالت «لا أظن أبداً أن هذا كان سوءاً في التنفيذ. لقد كانت بطبيعتها مهمة شديدة التعقيد». وأكدت أن «أميركا لا تدرس إقامة مناطق حظر طيران في سوريا»، مكررة أن «العمليات العسكرية الروسية في سوريا تقوض المجال أمام حل سياسي».
وقال كارتر، في بيان، إنه يعتقد أن التغييرات «ستزيد بمرور الوقت القوة القتالية للقوات المناهضة لمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية». وأضاف «ما زلت مقتنعاً بأن إلحاق هزيمة نهائية بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا يتوقف في جزء منه على نجاح القوات البرية المحلية التي لديها الحافز والقدرة».
وذكر كارتر أن الجهد الأميركي الجديد سيسعى لتمكين المسلحين على غرار ما فعلته الولايات المتحدة لمساعدة المقاتلين الأكراد السوريين على محاربة «داعش» خلال معركة عين العرب (كوباني). وقال «العمل الذي أنجزناه مع الأكراد في شمال سوريا مثال على نهج فعال يكون لديك فيه جماعة قادرة على الأرض ويمكن أن تساعد على نجاحها. هذا هو تحديدا المثال الذي نود السعي إليه مع جماعات أخرى في أجزاء أخرى من سوريا للمضي قدما. سيكون هذا هو جوهر فكر الرئيس».
روسيا
 وأعلن الكرملين أن الجيش الروسي سيواصل ضرباته العسكرية في سوريا طوال الفترة التي سيستغرقها الهجوم البري الذي تشنه القوات السورية.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «هذه العملية تهدف إلى تقديم دعم للقوات الحكومية السورية. ستستمر طوال هجوم القوات السورية». وأضاف ان «روسيا تحدثت عن الربط بين مدة عمليتها العسكرية وعمليات الجيش السوري منذ بدء غاراتها على الإرهابيين في سوريا».
من جانب آخر، شكك بيسكوف في صحة الخبر الذي نقلته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن مسؤول في الحكومة السعودية نية الرياض تزويد المقاتلين بأسلحة نوعية ردا على الغارات الروسية على سوريا. وقال «إننا لن نعلق بعد الآن على أنباء نقلت عن مصادر. المصادر تكذب».
وأعلن نائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية الجنرال إيغور ماكوشيف أن «سلاح الجو الروسي أصاب 60 هدفاً تابعاً لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي في محافظات الرقة واللاذقية وحماه وادلب وحلب خلال الـ24 ساعة الماضية»، مشيرا إلى أن طائرات «السوخوي» قامت بـ67 طلعة قتالية. وأشار إلى أن سلاح الجو الروسي سيزيد كثافة الضربات ضد مواقع «داعش» في سوريا.
وأعلن أن «القوات الجوية الروسية استهدفت قاعدة للمسلحين ومستودعا للذخائر قرب حلب ما أدى إلى مقتل 100 مسلح». وقال «تم تدمير مقر لتنظيم لواء الحق في محافظة الرقة بإصابة مباشرة بواسطة قنبلة كاب 500 إس، ما أدى إلى مقتل قياديين اثنين لداعش وقرابة 200 مسلح».
وأحرز «داعش» تقدما سريعا باتجاه مدينة حلب، حيث طرد مجموعات مسلحة من عدة بلدات، بينها تل قراح وتل سوسين وكفر قارص فضلا عن قاعدة مدرسة المشاة. وأعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل أحد «كبار مستشاري الحرس الثوري» حسين همداني على يد «داعش» في ريف حلب.
وكررت فرنسا اتهامها لروسيا بأن حملتها الجوية تهدف إلى حماية النظام السوري عوضا عن استهداف «داعش». وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان إن «80 إلى 90 في المئة من العمليات العسكرية الروسية منذ نحو عشرة أيام لا تستهدف داعش، بل تسعى خصوصا إلى حماية (الرئيس) بشار الأسد». وأعلن أن المقاتلات الفرنسية قصفت معسكر تدريب للتنظيم في الرقة، مؤكدا عزم بلاده على تنفيذ ضربات أخرى ضد «الدولة الإسلامية».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...