"الناتو" سيدافع عن تركيا ضدّ أي تهديد

08-10-2015

"الناتو" سيدافع عن تركيا ضدّ أي تهديد

تطوّر التوتّر الديبلوماسي بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وموسكو إلى مرحلة التهديد بإرسال قوات "أطلسية" للدفاع عن أنقرة ضدّ التهديدات القائمة على حدودها الجنوبية، في إشارة إلى الانتهاك الروسي للمجال الجوي التركي.
كما ذكّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موسكو بمصالحها التجارية الهامّة مع أنقرة في مجال الطاقة النووية والغاز الطبيعي و"يجدُر بها ألا تخسرها" من أجل سوريا في وقت تشهد العلاقات توتراً بين البلدين على خلفية النزاع في سوريا.
وفيما يهيمن النزاع في سوريا على اجتماع وزراء دفاع "حلف شمال الأطلسي" اليوم، ندّد الأمين العام لـ"حلف شمال الأطلسي" ينس شتولتنبرغ بالتصعيد "المقلق" للنشاط العسكري الروسي في سوريا.
وقال شتولتنبرغ للصحافيين لدى وصوله للمشاركة في اجتماع لوزراء الدفاع الـ28 لـ"الحلف الأطلسي" في بروكسل: "لاحظنا في سوريا تصعيداً مقلقاً للنشاطات العسكرية الروسية"، مضيفاً: "سنعمل على تقييم آخر التطوّرات وانعكاساتها على امن الحلف".
وأضاف: "شهدنا ضربات جوية وإطلاق صواريخ وعمليات اختراق للمجال الجوي التركي وكل ذلك يدعو بالطبع الى القلق. عبرنا عن هذا القلق ونبقى على اتصال وثيق مع السلطات الروسية"، مؤكداً وجود "حاجة أكبر من أي وقت مضى الى مبادرات لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا".
ورداً على سؤال عما إذا كان "الناتو" مستعداً لدرس امكانية توسيع مهمته، على ضوء القصف الصاروخي الروسي الأخير، قال شتولتنبرغ إن "الحلف الاطلسي قادر وجاهز للدفاع عن جميع حلفائه بمن فيهم تركيا ضدّ أي التهديدات".
وأكد وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، بدوره، أنه على روسيا استخدام نفوذها لمنع النظام السوري من قصف المدنيين، معتبراً أن التدخل العسكري الروسي جعل الحرب "أكثر خطورة".
وقال فالون، لدى وصوله إلى بروكسل لحضور اجتماع لوزراء الدفاع في دول "حلف شمال الأطلسي"، إن بريطانيا سترسل عدداً قليلاً من الجنود إلى الحدود الشرقية للحلف لردع أي عدوان روسي محتمل هناك.
إلى ذلك، دعا اردوغان موسكو إلى المزيد من الاحتراس في تصرّفاتها، كي لا تخسر مصالحها مع أنقرة.
ورداً على سؤال عما إذا كان التوتّر الحالي سينعكس على مشروع إقامة محطة اكويو (في ولاية مرسين)، قال اردوغان: "إن لم يقم الروس ببناء المحطة، سيأتي آخرون لبنائها".
وتُنفّذ روسيا مشروعاً بقيمة 19 مليار يورو (21 مليار دولار) لبناء المحطة، على أن تبدأ الخدمة في العام 2020.
ونقلت صحيفة "حرييت" عنه قوله إن الروس "سبق أن استثمروا ثلاثة مليارات دولارات في المشروع. وانطلاقاً من هنا يجدر بروسيا التصرّف بمزيد من الاحتراس".
كما تُسيطر روسيا إلى حد بعيد على إمدادات الغاز الطبيعي لتركيا وتؤمن لها أكثر من 50 في المئة من حاجاتها.
وقال اردوغان بهذا الصدد: "نحن المستهلك الأول للغاز الطبيعي الروسي وخسارة تركيا ستُشكّل خسارة فادحة لروسيا"، موضحاً أنه في حال قطعت روسيا الإمدادات عن أنقرة فسوف يتوجّه غلى موردين آخرين.
وأضاف: "نستغرب أن تتصرّف روسيا بطريقة يُمكن أن تؤدي إلى خسارة" مصالح اقتصادية في تركيا.
وفي سياق متصل، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أنه لم يتمّ اتخاذ أي قرار للمضي قدماً في إقامة منطقة حظر جوي في سوريا، وذلك في أعقاب تقارير بأن وزير الخارجية جون كيري أثار احتمال إقامة مثل هذه المنطقة لحماية المدنيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي إن الإدارة تواصل بحث أفضل السبل لملاحقة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"-"داعش" في سوريا، مشيراً إلى أنه "حتى الان لا يوجد أي قرار للمضي قدماً في إقامة منطقة حظر جوي."
ونقلت شبكة "سي ان ان" الأميركية عن مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية قولهم، إن كيري أثار احتمال إقامة منطقة حظر جوي في سوريا على امتداد الحدود الشمالية، مع حديث أولي عن إقامة منطقة أخرى قرب الحدود الجنوبية مع الأردن.
وأشارت "سي ان ان" إلى أن الفكرة طرحت خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الخميس الماضي، على الرغم من اعتراض الرئيس الأميركي باراك أوباما عليها، معتبراً أن السبيل لحلّ أزمة سوريا هو إجراء انتقال سياسي يتنحى بموجبه الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...