«داعش» يحاول تغيير المعادلة: هجوم عنيف على مطار دير الزور

07-10-2015

«داعش» يحاول تغيير المعادلة: هجوم عنيف على مطار دير الزور

منذ نحو أسبوع، كثف تنظيم «داعش» هجماته على مواقع تمركز قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره داخل مدينة دير الزور، وفي محيط المطار العسكري، في ما وصفها مصدر ميداني بأنها «الأشرس» في دير الزور.
وأشعل التنظيم محاور قتال عدة في دير الزور، عبر تفجير سيارات في المدينة، وعن طريق محاولات متتالية للتقدم نحو المطار الشديد التحصين.تلميذات خلال توجههن الى المدرسة في عين العرب (كوباني) امس (ا ف ب)
مصدر «جهادي» أكد،  أن التنظيم استقدم قوات من العراق للمشاركة في الهجمات، وقام بتفجير سيارتين في حي حويجة في محاولة لفتح ثغرة في جبهات القتال، تصدت لها قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره، في حين قام بإرسال مفخخات عدة إلى محيط المطار، انفجرت إحداها قرب كتيبة الصواريخ في خاصرة المطار. ورغم وقوع عدد كبير من القتلى في صفوف مسلحي التنظيم، إلا أنه تابع هجماته العنيفة نحو المطار، الأمر الذي أدى إلى استمرار المعارك العنيفة عند أسواره من دون أن يتمكن من تحقيق أي خرق حقيقي في خريطة السيطرة.
سلاح الجو السوري، بدوره، ساهم بشكل كبير في استهداف مواقع تمركز مسلحي التنظيم، حيث كثفت الطائرات الحربية السورية غاراتها على مواقع «داعش» في محيط المطار، ما أدّى إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوفه. وعلى الرغم من ضراوة الهجوم أكد مصدر عسكري سوري أن القوات المدافعة عن المطار لن تسمح بأي خرق على هذه الجبهات، مشددا على أن المطار «شكل شوكة في حلق التنظيم وسيبقى».
ورأى مصدر ميداني،  أن استماتة مسلحي التنظيم في هذه الهجمات، ومحاولة تحقيق أي خرق على جبهة المطار، مردها تحقيق ضربة استباقية قبل مشاركة سلاح الجو الروسي في العمليات الدائرة شرق سوريا، خصوصا أن روسيا لم تنفذ أية غارة حتى الآن في تلك المنطقة، بالتزامن مع تواتر الأنباء عن تجهيز حملة عسكرية كبيرة سينفذها الجيش السوري بمؤازرة وإسناد روسي شرق سوريا.
وإضافة إلى هجمات التنظيم على مطار دير الزور العسكري، رفع «داعش» من وتيرة معاركه في ريف الحسكة، حيث وقعت اشتباكات عنيفة في الجهة الجنوبية الغربية للمدينة، في المواقع التي تسيطر عليها الوحدات الكردية، حيث تمكن «داعش» من التقدم والسيطرة على قرى عدة في منطقة جبل عبد العزيز، قبل أن تتمكن القوات الكردية من استعادة هذه القرى تحت غطاء جوي من قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
ويسعى «داعش» إلى التمدد في المنطقة الجنوبية الغربية من الحسكة، بحثا عن حصن منيع لقواته، بسيطرته على منطقة جبل عبد العزيز الإستراتيجية، استباقا لأي تحرك عسكري سوري بمساندة روسية يتوقع حدوثه في المناطق الشرقية من سوريا. ووفق ما هو مسرب، فإنه يجري الاستعداد لإطلاق عملية عسكرية واسعة، مركزها مدينة الحسكة، نحو دير الزور لفك الحصار عن المدينة من جهة، ونحو معاقل «داعش» في مدينة الرقة من جهة أخرى، الأمر الذي يعني القضاء على أهم معاقل التنظيم في سوريا في حال تم إطلاق العملية فعلاً، وما يعني أيضا أن «داعش» سيرفع من وتيرة معاركه وهجماته بشكل مطرد في المنطقة الشرقية من سوريا، الأمر الذي يفتح الباب على معارك عنيفة من المنتظر وقوعها.

علاء حلبي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...