من الجولان إلى الغوطة الغربية.. معارك لفتح الطرق

06-10-2015

من الجولان إلى الغوطة الغربية.. معارك لفتح الطرق

في الشكل، تبدو معركة «وبشّر الصابرين» التي يخوضها المسلحون في جنوب سوريا كأي مواجهة سابقة يسعون من خلالها لفتح الطرق بين درعا والجولان والغوطة الغربية، غير أن جملة من النقاط تدفع للتساؤل حول حقيقة ما يجري لجهة المشاركين والأهداف وإمكانية تغيير الخريطة الميدانية.
لعل نقطة التحول الأساسية كانت خلال اليومين الماضيين بالسيطرة على التل الأحمر، الذي يكشف مساحات واسعة باتجاه حضر وحرفا من جهة وباتجاه خان أرنبة، التي تتحصن خلف تل البقيع، الذي بات ساحة اشتباك، ما يعني أن التهديد باتجاه البلدات الثلاث بات أكثر جدية من أي وقت مضى، حيث تكاد معظم الطرق قد انقطعت، باستثناء ممرات ترابية تقع تحت سيطرة قناصة الفصائل، فيما بات وضع كل من بيت جن وجباتا الخشب أفضل بكثير.
ولكن ما الخطوة التالية بالنسبة لمسلحي الفصائل؟
 يقول مصدر معارض في الجولان إن «الأولوية لتشديد الحصار على حضر من خلال فتح مواجهات للسيطرة على السرايا المسؤولة عن تأمينها، وكذلك إدخال حرفا المجاورة في الطوق نفسه، مع تصاعد التهديد باتجاه الخان ولاحقاً مدينة البعث، من دون أن يعني ذلك إمكانية اقتحام المدينة مع ما يحمله ذلك من رمزية معنوية تعني سقوط ثالث مدينة كبرى بــعد الرقة وإدلب شمالاً».
ولعل السبب يعود، بحسب المصدر، إلى حجم التحصين الهائل الذي تتمتع به المدينة، مع إدراك القوات السورية جيداً لمدى أهمية المنطقة وقربها من الطريق نحو دمشق، وهو ما يفسر أيضا التحصين الهائل لتلال الشعار وكذلك الكروم وتل بزاق.
مسألة أخرى يتم العمل عليها، وهي تعزيز طرق الإمداد باتجاه بيت جن، ومنها إلى خان الشيح. ويقول المصدر إن «الممرات سالكة بشكل تام من وادي اليرموك والأردن جنوباً إلى بيت جن وسفح جبل شيخ المقابل للأراضي اللبنانية شمالاً ومنها إلى الغوطة الغربية، وهي ممرات تصلح لإدخال شحنات من الأسلحة، وكل ما يحتاجه المقاتلون في هذه المنطقة» .
أما بالنسبة إلى الغوطة الغربية فالمسألة تبدو أكثر صعوبة بحسب ما يشير له أكثر من مصدر معارض في الجنوب، على الرغم من تأكيدات بوصول شحنات أسلحة منذ سنة إلى بلدات هناك، أبرزها خان الشيح، ضمت حتى صواريخ «تاو» المضادة للدبابات. وعلى الرغم من وجود ممرات سرية تسمح بين الحين والآخر بتسخين المنطقة، لا سيما من جهة خان الشيح، إلا أن كل المؤشرات تؤكد أن العمل الجدي على هذه المنطقة يتطلب إيصال مزيد من الأسلحة إلى الغوطة أولا، وضمان ولاء المسلحين ثانيا، ذلك أن الثقة بينهم وبين المسلحين في الجولان لا تبدو في أفضل حالاتها .
ولكن من يقاتل الآن في الجولان ؟
 اللافت أن غالبية الصور والمقاطع المصورة تحمل توقيع «حركة أحرار الشام» و «جيش الإسلام»، فيما لا يشاهد أي منشور أو تعليق من إعلاميي «جبهة النصرة». ويعد حضور «الجيش الحر» قليلاً بالمقارنة مع «أحرار الشام» بالدرجة الأولى، وهو ما يطرح أسئلة حول من يقود المعارك حالياً في الجبهة، وهل بدأت الحركة السلفية باستيعاب مقاتلي الجنوب؟
 اللافت أيضا هو ما يقوله ناشطون في المنطقة عن قرار مستقل بخوض المعارك، وعدم ارتباط بقرار «غرفة عمليات ألموك»، رغم المعلومات من مصادر مراقبة بان قرار «ألموك» قضى بتخفيف القتال على جبهة درعا وتركيزها على القنيطرة لاعتبارات جغرافية وعسكرية، بل وبغض النظر عن التعاون مع «جبهة النصرة» صاحبة النفوذ في القنيطرة.

طارق العبد

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...