مصير الأمة مصير السنة

03-09-2015

مصير الأمة مصير السنة

إذا مرضت السنة تهاوت الأمة وإذا ارتقت السنة نهضت الأمة: مثال يشهد عليه تاريخنا منذ عصر الانحطاط وصولاً إلى عصر النهضة ثم نكوصاً نحو الانحطاط، بعدما بادرت السلفية السنية بابتلاع القوى العقلانية السنية وغير السنية، ويبدو أن المجتمعات الخليجية والسعودية قد استخدمت نفطها وحقدها الأسود لتحطيم بنية المجتمعات السنية التقدمية في بلاد الشام والعراق ومصر والسودان والمغرب العربي كما هو واضح أمامنا منذ بداية الهجوم على ليبيا..
وأسوأ ما في هجمة الإسلام السياسي هو أنه حرف بوصلة الصراع العربي الإسرائيلي، بل وتحالف مع اليهودية السياسية تحت المظلة الأمريكية. وكل ما تقدم أثبتته فورات المنطقة العربية خلال ألف يوم من الحرب السلفية على الدول العربية، حيث دمرت العراق وليبيا واليمن وسوريا، والأمل أن تفشل في الجزائر كما فشلت في تونس ومصر.
وبالعودة إلى المقدمة، ندعو اليوم كل الطوائف العربية غير السنية إلى الوقوف بجانب السنة العقلانية ضد السنة الإرهابية بدلاً من اتهام السنة ككل والجلوس مكتوفي الأيدي.. إنه النداء الأخير لسفينة الأمة التي تبحر نحو المغيب، إلى بحر الظلمات الذي تحدثت عنه أساطير الأولين.
ففي النهاية وصلنا إلى ما كنا نهرب من تسميته كما يخشى المرء من ذكر مرض السرطان باسمه، ذالك أن تجاهله لن يوقف تمدد خلاياه القاتلة في جسد الأمة العربية، فأول علاج المرض هو تشخيصه وتسميته باسمه..

أنقذوا السنة، أنقذوها اليوم كي لا تخسروا الغد، فمعاداة السنة ليس هو الحل، حيث السنة غدت سنتان متصارعتان: سنة الماضي السلفي المحنط والسنة الروحانية الكلاسيكية التي تحتاج بدورها إلى حركة تجديد في بنيتها الفقهية بما يميزها ويبعدها عن البنى الوهابية والإخونجية ويوقف نزيفها نحو التيارات السلفية العنفية التي تعيد إيقاظ جثة التاريخ مع كل هاذي العفونة الآيديولوجية التي استخدمتها المسيحية من قبل في حروبها الصليبية ثم ارتدت عليها بعد هزيمتها في القدس ..قال السيد المسيح: (دع الموتى يدفنون موتاهم واتبعني) بمعنى التخلي عن فكر السلف المستنقع في الزمن واتباع نور العقل المتجدد في رسالته .. ذالك إن انتصارنا على المد السلفي يعني انكفاء ما تبقى من مجاهديه إلى الدول التي صدرتهم ضدنا حيث يرتد العنف نحو منابعه ليأكل بعضه بعضا كما يظهر في بنية المذهب الوهابي السلفي الذي انقسم على نفسه لأكثر من 25 فرقة تكفر بعضها كما نرى في احتراب الجماعات الإسلافية فيما بينها منذ اشتعال أفغانستان وصولا إلى لهيب دمشق فحريق سيناء..

نبيل صالح

تنويه: انقسمت الوهابية السلفية الى فرق كثيرة يصعب حصرها لأنها في تزايد مستمر وكلها تنهش لحوم بعضها بعضا.. وهذه بعض فرق الوهابية السلفية علي سبيل المثال وليس الحصر :-
الألبانية: تتبع محمد ناصر الدين الألباني
البازية: تتبع عبدالعزيز ابن باز
الجامية : تتبع محمد أمان الجامي الحبشي ( الأثيوبي )
المدخلية: تتبع ربيع بن هادى من أهل نجران
الحدادية : تتبع محمود الحداد المصري
النجمية : تتبع أحمد النجمى
الفالحية : تتبع فالح الحربى
الحلبية : تتبع على الحلبى
الرمضانية : تتبع رمضان الجزائري
السليمانية: تتبع أبو الحسن السليماني
المغراوية : تتبع محمد عبدالرحمن المغراوي
العرعورية: تتبع عدنان عرعور
الحجورية : تتبع يحيى الحجوري
القوصية : تتبع أسامة القوصي
الجابرية : تتبع عبيد الجابري
المندكارية: تتبع فصيل منهم
الزمولية : تتبع محمد عمر بازمول
الشكرانية :تتبع مراد شكري المصري
العنبرية: تتبع أحمد العنبري
الهلالية : تتبع سليم الهلالي
الفركوسية : تتبع فركوس الجزائري
السرورية: تتبع محمد سرور (الحلبي)
الوادعية: تتبع مقبل بن هادي الوادعي
المقصودية: تتبع محمد عبدالمقصود من مصر
السعيدية: وتتبع فوزي السعيد المصري

ومن الملفت للنظر ان المدخلية نفسها انقسمت إلى عدة طوائف :
مرجئة مدخلية .
وإرهابية مدخلية .
- وقعدية مدخلية .
- وحزبية مدخلية .
- وقطبية مدخلية .
- واعتزالية مدخلية .
- و مدحلية مدخلية


التعليقات

هل تجوز عبارة الاسلام الشامي المعتدل ؟ ام انها رغبة من مفكرينا (بعضهم) بالابتعاد عن جلافة البيئة التي صاحبت نشوء الاديان ،والاسلام منها؟ في حوارات متفرقة مع البعض المتنوع (كثقافة فقهية ) من أهلي السوريين ،السنة على الأخص ،ادهشني شبه الاجماع على تهميش مفهوم الوطن لصالح مفهوم الامة الاسلامية ، هم يعتبرون الاسلام الدائرة الكبرى التي تحيط بكل مجتمع يوجد به مسلمون ، ولا ضرورة للاتصال الجغرافي لهذه المجتمعات ، وأهمية المسلم الصيني مثلا" عند المسلم السوري اكبر وأدعى للتعاطف مع غير المسلم السوري !!! للتأكيد ، المقياس هنا ديني صرف ، لا شأن للإنسانية او الاخلاق او التوافق البيئي الاجتماعي ، يكفي أنه مسلم ليتوجب علي الدعم والمساندة ، والمؤازرة . كيف تفسرون (هجرة) المجاهد الافغاني او الصيني وحتى الاميركي من بلاده البعيدة الى اماكن الجهاد المقدس (سورية وغيرها) ؟ دافعهم الاساسي ديني ، والسبي والارتزاق من الغنائم هي من مكونات الدين الاسلامي . (القيد ) السابق هو احد اهم الافكار المؤسسة لفكر الأخوان المسلمين بينما لا نجده ذو أهمية فعلية عند الفكر الوهابي . ما اريد قوله أن صفة اسلام شامي معتدل اكبر من الحقيقة ، اسلامنا معتدل طالما هو في العناية المشددة ، وبمجرد نقله الى العناية العادية تنشط اوبئته مجددا" . كثيرا" ما استوقفتني عبارة : دم المسلم على المسلم حرام ، لا ادري اذا كنت وحدي افهمها كدعوة للقتل ، ألا تعني ضمنا" دم غير المسلم حلال للمسلم ؟!! كم من المرات قيلت هذه العبارة على منابر جوامعنا ومن مشايخنا (المرضي عنهم) ، بل من المفتي بالذات ، اؤكد لكم انها قد أخذت عندها مفهوم /اقتلو غير المسلم فدمه حلال لكم / . ما نراه اليوم من موقف سلبي من السني السوري سببه كل ما سبق والكثير المشابه غيره . الامثلة كثيرة ، والتفاسير اكثر واخطر . ارموا المصاحف والاناجيل **** ، لطالما كنا ممنوعين من فهمها ، فسورية بخطر .

لم تنهض أوروبا باعتدال مسيحيتها، بل بالحجر عليها داخل مكانها الطبيعي وإبعادها عن التحكم برقاب البشر، وهذا ما يلزمنا، إعادة الدين إلى القلب، وإبعاده عن قصص السياسة والمجتمع وغيره، واستبداله (اجتماعياً) بالقوانين التي تفرضها الدولة بالقوة على المجتمع، قد يكون الإنسان بطبيعته طيباً و(ابن حلال)، بالرغم من ندرة الأمثلة على تلك الحالة، لكن فرض القانون يجبر جميع الناس على التعامل كأبناء حلال، إن لم يكن امتثالاً للأخلاق، فخوفاً من العقوبة. هل يعقل أن يرسب طالب في الثانوية العامة لأنه ضعيف في مادة ما، بالإضافة إلى التربية الدينية؟ بغض النظر عما إذا كانت تلك التربية الدينية معتدلة أم متطرفة. هل يعقل أن شعباً تزيد نسبة الفئة الشابة عمرياً فيه على 50% فيه من بيوت الدين ما يزيد على آلاف الأضعاف عن الجامعات والمدارس؟ لا يرى الناس مشكلة أن لا تكون هناك مدرسة أو حتى مكتبة في الحي، لكن هناك مشكلة إن لم يكن هناك مسجد في الحي؟ هل يعقل أن أمة صدرت الأبجدية للعالم، أصبح شعبها لا يعرف معنى للمكتبة إلا بيع الكتب أو بيع القرطاسية؟ هل يعقل أن دمشق الفيحاء لا يوجد فيها أكثر من 15 صالة للمطالعة (إن وجد الرقم المذكور)؟ دمشق الآن يا سادة يقطن فيها ما يزيد على 6 أو 7 ملايين إنسان، هل يعقل أن مراكز المطالعة فيها مجتمعة لا تحتوي على 100 قارئ؟ بينما لا يخلو بيت واحد للعبادة من 100 (مؤمن) على الأقل في أية لحظة ما دام مفتوحاً. أما آن الأوان ليرجع المتدينون لأول كلمة قرآنية نزلت؟؟ اقرأ... اقرأ... اقرأ، وليس ((اعبد)).

يقول إدموند بيرك "أولئك الذين لا يتعلمون من التاريخ، محكوم عليهم أن يعيدوه".

مامعنى مصطلح الأمة الاسلامية بالتحديد وماهوا دور المسيحي السوري او اليزيدي السوري في هذه الأمة ؟ لماذا نسمع هذاالمصطلح عالطالع والنازل في صحفنا وفضائياتنا ونغضب عندما يتحدث اليهود عن شيء اسمه الشعب او الأمة اليهودية؟ هل هناك أمة مسيحية او أمة بوذية وامة هندوسية ووو..؟ لماذا نعتبر الانتماء الديني أقوى من الانتماء الوطني القومي ونضعه فوقه حتى في دساتيرنا؟! وإلا كيف يمكن تفسير ان الكردي المسلم يستطيع ان يصبح رئيسآ لسورية وليس المسيحي السوري؟! ولماذا نفتخر ليلا نهارا بأننا احفاد خالد ابن الوليد وعمرو بن العاص ومعاوية ووو.. ولاأحد يجرؤ ان يقول اننا بالفعل احفاد المسيح وبولس وبطرس وزنوبيا وڤيليبوس العربي وهانيبال بالرغم أن هؤلاء أبناء سوريا الحقيقيين وليس خالد ابن الوليد وجماعته؟!!. أليس الانتماء الديني هو السبب؟ إن محاولة إصلاح الاسلام التكفيري بإسلام معتدل لن يجدي شيئا ولن يجلب لسوريا الا مزيدا من البلاء ويذكرني بمحاولة إصلاح الكنيسة الكاثوليكية المتزمتة من خلال ظهور الكنيسة الاڤانجيلية (المعتدلة) في أوروبا في العصور الوسطى وماأدى ذلك الى قتل وتدمير وخصوصا من ( المعتدلين) دام ٣٠ سنة. أوروبا تطورت بشكل سريع ومستمر حضاريا ثقافيآ علميآ وبالأخص انسانيآ بعد تحجيمها الراديكالي لدور الدين في إدارة مجتمعاتها. لذلك أنا أردد ماقاله القارئ الأخ Abou nabil دعونا نرمي المصاحف والأناجيل لأن الأمة السورية بخطر وانا شخصيا لاأشعر بأني جزأ من أمة عربية او إسلامية (الجمل): أخي السوري نحن نتحدث عن الواقع وأنت تتحدث عن المثال، ونتمنى لو أن الأمور تغدو كما تقول..الأديان فرقت البشر وأوجدت خلافات عميقة بين المؤمنين بالله، لهاذا مازلنا ندعو إلى التفريق بين التدين والإيمان ..

طالما المذاهب والفرق هي من اختراع أو لنقل اجتهاد البشر فهم وحدهم يتحملون تبعاتها وماآلت اليه. الم يصف تعالى النبي "وانك لعلى خلق عظيم" والم يقل النبي "انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق" فهذا يكفي لمعرفة انسانية الرسالة حيث فشلت المذاهب والفرق في الحد من سفك الدماء على مدى قرون متعاقبة وحتى الآن . لن نتمكن من تجاوز هذه الكوارث الموروثة ونحن نتطلع الى الماضي بصفته مقدساً ونريد حلولاً لحاضرنا الكئيب والمظلم بقدر ظلمة قلوبنا وناتج افعالنا وهي ماثلة امام اعيننا. مناط العقل هو يبني عقداً اجتماعياً مدنياً يحمل بين طياته صفة التطور وخاضعا للنقد الدائم ليكون مستجيباً لتطلعات وآمال الجيميع . " هم رجال ونحن رجال " فلماذا لانفكر الا بـ "هم" فقط أليس نحن ايضًا النصف الآخر من المعادلة ؟؟؟ (الجمل): هاذا صحيح، وماقلته يحتاج تحقيقه إلى الزمن وحرية التفكير في الدين بمعنى تحطيم الأصنام وتفكيك الأنساق القديمة المتكلسة ..

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...