اليمن يعيش أحد أسوأ أيام القصف السعودي والجيش اليمني يستهدف مواقع عسكرية سعودية

05-07-2015

اليمن يعيش أحد أسوأ أيام القصف السعودي والجيش اليمني يستهدف مواقع عسكرية سعودية

لا هدنة إنسانية حتى الآن في اليمن برغم ما أعلن أن هدنة إنسانية ستدخل حيّز التنفيذ لمدة خمسة أيام، لكن بدلاً من الهدنة كثفت السعودية غاراتها على اليمن أمس الذي عاش خلالها أحد أسوأ أيامه من الغارات السعودية. وكان من المفترض أن يعيش اليمن في هدوء لخمسة أيام بعد إعلان الهدنة الإنسانية التي قيل إن السعودية والرئيس عبد ربه منصور هادي وافقا عليها. وقيل أيضاً أنه تم التباحث حولها بين حركة «أنصار الله» والأمم المتحدة، كما أكدت مصادر خاصة للميادين.
لكن الهدنة لم تعرف طريقها حتى الآن، فبدلاً منها عاش اليمن أحد أسوأ أيامه من الغارات السعودية المكثفة، وكأن في تصعيد السعودية للغارات رسالة أرادت من خلالها القول إن ما يطبخ في مسقط لم ينضج وفق أهوائها. وتقول المصادر الخاصة: إن الرياض تصرّ على تطبيق القرار 2216 قبل الدخول في أي هدنة، في حين ترى أنصار اللـه أن توقف العمليات العسكرية في الجنوب ومناطق أخرى مرتبط بتوقف السعودية عن مد وتزويد المجاميع الإرهابية والمسلحة بالسلاح السعودي.
ربما يتبلور الموقف أكثر خلال اليومين المقبلين عندما يزور المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ مسقط للالتقاء بقيادات أنصار اللـه ومسؤولين عمانيين. وإضافة إلى ذلك، تشير المصادر إلى أن الهدنة باتت ملحة ليس للدخول منها إلى حل سياسي فقط وإنما لمنع كارثة إنسانية من مجاعة وأوبئة كحمى الضنك التي بدأت تفتك بالعباد.
ميدانياً: جددت الطائرات السعودية، فجر أمس قصفها لمعسكرات ومخازن أسلحة الحوثيين في العاصمة صنعاء. وذكر موقع «المشهد اليمني» أن دوي انفجارين عنيفين سمع بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات التحالف فضلاً عن إطلاق مضادات الطائرات لنيرانها في سماء العاصمة.
وقال شهود عيان: إن نحو 15 غارة استهدفت معسكرات «النهدين»، و«الحفا»، و«خشم البكرة»، و«السواد»، و«الدفاع الجوي»، التابعة للحوثيين، ومخازن أسلحة تابعة لهم في منطقة «صرف». كما استهدفت الغارات مخازن أسلحة تابعة للحوثيين في جنوب وشمال ووسط صنعاء.
كما قصفت الطائرات السعودية جبل فج عطان المطل على صنعاء وتوجد به قاعدة عسكرية ومخزن أسلحة تكرر استهدافهما بالضربات الجوية خلال الحرب التي بدأت قبل ثلاثة أشهر.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»: إنه في الهجوم الذي وقع عند فجر أمس قصفت الطائرات أيضاً «مبنى تابعاً لوزارة الاتصالات ما أدى إلى احتراقه بالكامل وتدمير مبان أخرى».
إلى ذلك أفادت مصادر قبلية أمس أن طيران «التحالف العربي» الذي يشن غارات في اليمن بقيادة السعودية، قصف ليل الجمعة – السبت مصنعاً للصواريخ والذخائر قرب صعدة، ما أدى إلى مقتل 23 شخصاً. ورداً على العدوان السعودي أطلق الجيش اليمني واللجان الشعبية 13 صاروخاً على مواقع عسكرية سعودية في مناطق المعطن والشرفة وقرن خباش ومدينة الخوبة التابعة لجيزان إضافة إلى مطار نجران. وأوضح مصدر عسكري يمني في تصريح لوكالة «سبأ» أن القصف أسفر عن مقتل وجرح عدد من جنود آل سعود وتدمير آليات عسكرية لهم وفرار العديد منهم.
وتمكنت الأجهزة الأمنية اليمنية بالتعاون مع اللجان الشعبية في مفرق الجوف بمحافظة مأرب من ضبط سيارة على متنها أكثر من 50 قطعة سلاح إضافة إلى رشاشات متوسطة وكميات كبيرة من الذخيرة. وأوضحت مصادر أمنية أن السيارة المحملة بالأسلحة كانت في طريقها من محافظة مأرب باتجاه مدينة ذمار وخضعت خلال سيرها لمساندة جوية من الطائرات السعودية التي كانت تقصف النقاط الأمنية اليمنية المواجهة لها. وتمكنت الأجهزة الأمنية أيضاً في محافظة تعز من ضبط سيارة محملة بأسلحة متوجهة إلى الميليشيات المسلحة الموالية لآل سعود بمن فيهم إرهابيو تنظيم القاعدة.
في السياق قالت منظمة العفو الدولية، أن التحقيقات الميدانية الجديدة ونتائج تحليل الأسلحة التي أجرتها سلطت الضوء على الثمن الباهظ الذي يدفعه المدنيون مع استمرار الضربات الجوية التي تشنها قوات التحالف.
وأشارت المنظمة إلى أنها حققت في تفاصيل 8 ضربات جوية في أنحاء مختلفة من اليمن ولاسيما الضربات الجوية المتعددة التي طالت العاصمة صنعاء يومي الـ12 والـ13 حزيران، وتعز في الـ16 حزيران.
وقالت في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني «الحاصل أن الغارات الثماني تسببت في مقتل 54 مدنياً (27 طفلاً و16 امرأة و11 رجلاً) وشملت مولوداً لم يتجاوز عمره يوماً واحداً ولم يكن والداه قد منحاه اسماً وجرح 55 آخرين (19 طفلا و19 امرأة و17 رجلاً)».
وقالت كبيرة مستشاري الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية، دوناتيلا روفيرا: إن «القانون الإنساني الدولي واضح من حيث النص على وجوب قيام المعتدي باتخاذ جميع الخطوات الرامية إلى الحيلولة من دون وقوع إصابات بين المدنيين أو التقليص منها». وأضافت: «ولكن الحالات التي قمنا بتحليل تفاصيلها تشير إلى وجود نمط من الهجمات التي تعمد إلى تدمير منازل المدنيين، وتؤدي إلى مقتل وجرح العشرات منهم، ولا يوجد ما يشير إلى أن قوات التحالف بقيادة السعودية قد قامت بأي شيء يحول من دون وقوع هذه الانتهاكات أو التعويض عنها». وتمكنت منظمة العفو الدولية من التعرف على نوع القنابل المستخدم في هذه الضربة من خلال معاينة شظاياها واتضح أنها أميركية التصميم للأغراض العامة (MK84)، والمعروفة أيضاً باسم BLU-117) وأن تاريخ صنعها هو سنة 1983 وتحتوي على 400 كغم من المواد شديدة الانفجار.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...