تمديد المفاوضات النووية بين إيران والغرب إسبوعاً

01-07-2015

تمديد المفاوضات النووية بين إيران والغرب إسبوعاً

أعلنت الولايات المتحدة أن القوى العظمى في مجموعة "5+1" اتفقت مع إيران على تمديد المفاوضات حتى السابع من تموز بغية التوصل إلى اتفاق شامل في شأن الملف النووي الإيراني.
وفي موقف إيراني لافت، حذر الرئيس حسن روحاني القوى الكبرى، الثلاثاء، من أن طهران ستستأنف أنشطتها النووية المعلقة إذا تراجعت القوى عن الاتفاق النهائي المقترح.
  ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية "إرنا" عنه قوله في طهران: "إذا توصلنا إلى اتفاق فينبغي أن يلتزم به الجانبان. إذا انتهك الطرف الآخر الاتفاق فسنعود للمسار القديم وبأقوى مما يتخيلون".
وقالت المتحدثة الأميركية ماري هارف، في فيينا "إن دول 5+1 وإيران قررتا تمديد التدابير المتخذة في إطار خطة العمل المشتركة حتى 7 تموز، بغية إتاحة مزيد من الوقت أمام المفاوضات للتوصل إلى حل طويل الأمد في الملف النووي الإيراني".
وأضافت أن التمديد الجديد "لا يعني بالضرورة أن المفاوضات ستتواصل حتى السابع من تموز، أو أنها ستنتهي في هذا التاريخ".
وفي السياق، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من فيينا أيضاً، التي تشهد المرحلة الأخيرة من المفاوضات حول الملف النووي الإيراني إن اتفاقاً في هذا الصدد بين طهران والقوى الكبرى "بات في متناول اليد".
وقال لافروف، للتلفزيون الروسي العام، إن "المفاوضات تتقدم في الاتجاه السليم. تبقى قضايا تتصل في شكل رئيسي بمشاكل ذات طابع إجرائي أكثر منه تقنياً. لدينا كل الأسباب للاعتقاد بأن النتائج باتت في متناول اليد".
وقرر وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي يتنقل بعكازين بعدما كسرت ساقه، البقاء في فيينا انتظاراً لعودة نظيره الإيراني محمد جواد ظريف من مشاورات مع القيادة في طهران ووصول وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين الى العاصمة النمساوية.
وقال مسؤول رفيع المستوى في الحكومة الأميركية للصحافيين "هناك قضايا حقيقية وصعبة يجب أن تحل للتوصل إلى اتفاقية شاملة وما زلنا لا نعلم بعد هل سنتمكن من الوصول إلى هناك".
ووصل ظريف صباح اليوم الثلاثاء، بصحبة رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، الذي ما زال يتعافى من جراحة كبيرة أجريت له في أيار الماضي، ودخل الاثنان فوراً في مناقشات خاصة استمرت قرابة ساعتين مع نظيره الأميركي.
وقال ظريف للصحافيين في بداية اجتماعه مع كيري: "أنا هنا للتوصل إلى اتفاق نهائي وأعتقد أنه يمكننا ذلك".
بدوره، قال كيري، رداً على سؤال عن محادثاته الطويلة مع ظريف: "كانت مشاورات جيدة".
وكانت خطة العمل المشتركة أقرت في تشرين الثاني العام 2013 وباتت إطاراً للمفاوضات.
وأتاح هذا الاتفاق الانتقالي الذي مُدد مرتين، تعليقاً جزئياً للعقوبات الدولية على إيران مقابل تجميد قسم من برنامجها النووي.
وينتهي العمل بهذه الخطة مساء الثلاثين من حزيران، وهو الموعد الأقصى الذي كان حدد للتوصل إلى الاتفاق النهائي بين إيران والقوى الكبرى حول الملف النووي الإيراني.
لكن ديبلوماسيين قالوا إن المهلة الحقيقية تنتهي في التاسع من تموز وليس 30 من حزيران، لأن هذا هو آخر ميعاد يمكن تقديم الاتفاق فيه للكونغرس الأميركي لأن فترة المراجعة الإلزامية قبل أن يبدأ الرئيس باراك أوباما في تعليق العقوبات ستقتصر على 30 يوماً. فبعد ذلك ستمتد المراجعة إلى 60 يوماً وهو ما يزيد المخاوف من انهيار الاتفاق.
وتدور الخلافات الرئيسية حول وتيرة وتوقيت تخفيف العقوبات على إيران وطبيعة آليات المراقبة لضمان التزامها بالاتفاق.
ومن النقاط الشائكة الكبيرة مطالب الغرب بأن يدخل مفتشو الأمم المتحدة المواقع العسكرية الإيرانية ويتواصلوا مع العلماء النوويين.
ويقول ديبلوماسيون غربيون إنهم اقتربوا من التوصل إلى حل، لكن المسؤولين الإيرانيين يصرون على أن دخول المواقع العسكرية خط أحمر وضعه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.
وذكر مسؤول أميركي أن القوى الست توصلت إلى نظام لضمان السماح لـ"الوكالة الدولية للطاقة الذرية" بالدخول لكن لم ترد إشارة على موافقة الإيرانيين على ذلك.
وكان الاتحاد الأوروبي مدد أيضاً، الثلاثاء، ولمدة أسبوع تجميد بعض العقوبات على إيران "لإعطاء مزيد من الوقت للمفاوضات".
وهذه العقوبات كانت جمدت في كانون الثاني 2014، كبادرة حسن نية في إطار هذه المفاوضات التي يفترض أن تؤدي إلى اتفاق تاريخي قبل انتهاء المهلة المحددة لذلك. وأعلن المجلس الأوروبي الذي يضم الدول الأعضاء الـ28 في بيان، أن التجميد مدد حتى 7 تموز.
وفي طهران، تجمع عدد صغير من المتظاهرين، الثلاثاء، وهتفوا شعارات تطالب بالتوصل إلى "اتفاق نووي جيد" مع الدول الكبرى، وكشفوا عريضة قالوا إنها تحمل ملايين التواقيع التي تدعو إلى ذلك.
وشارك في التجمع السلمي ما يقرب من 200 من الرجال والنساء قالوا إنهم يريدون دعم فريق المفاوضين الإيرانيين إلى المحادثات النووية في فيينا.
وقال النائب علي رضا للحشد الذي تجمع في ساحة آزادي (الحرية بالفارسي): "جئنا لنقول إننا هنا من أجل الفريق المفاوض"، بحسب ما نقلت وكالة "فارس" للأنباء.
وأضاف "يجب أن يكون أي اتفاق شفافاً، ويجب أن تكون التزامات الطرفين واضحة يوم تطبيقها. ونأمل نجاح ممثلينا ونجاح الأمة الإيرانية".
وقال منظمو التظاهرة إن العريضة الموقعة التي تدعم الفريق التفاوضي و"الخطوط الحمراء" التي حددتها إيران للمحادثات، ستقدم إلى وزارة الخارجية غداً الأربعاء.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...