بدعوى تشكيل «خلايا نائمة»…شبح داعش يخيم على إدلب واعتقال المدنيين مستمر

29-06-2015

بدعوى تشكيل «خلايا نائمة»…شبح داعش يخيم على إدلب واعتقال المدنيين مستمر

تواصلت لليوم الثاني على التوالي حملات الاعتقال التي شنتها مجموعات مسلحة، وفي مقدمتها «حركة أحرار الشام الإسلامية»، وامتدت لتشمل قرى وبلدات ومدناً عديدة في محافظة إدلب. وذكر مصدر معارض مقرب من الحركة، أن عدد المعتقلين ناهز 200 معتقل جلهم من المدنيين الذين لا ينضوون إلى أي مجموعة مسلحة وتم اعتقالهم بذريعة موالاتهم لتنظيم داعش الذي خيم بظلاله على المحافظة التي تديرها وتحكمها متزعمة ما يدعى «جيش الفتح» شقيقة جبهة النصرة، الفرع الآخر لتنظيم القاعدة في سورية. وأوضح المصدر، أن حملة الاعتقالات التي بدأت أمس الأول في مدينة سرمين وبلدة النيرب جنوب شرق مدينة إدلب اتسعت لتطول مدينة معرتمصرين إلى الشمال منها وقريتي مصيبين والرامي قرب أريحا وبلدة كفر رومة المتاخمة لمعرة النعمان، وتوقع أن تشمل حملات الدهم والاعتقال مناطق أخرى يعتقد أن سكانها مؤيدون للتنظيم أو تضم خلايا نائمة موالية له فيها.
وعزا مصدر معارض مطلع على خفايا حملة الاعتقالات ، أن الهدف الحقيقي من وراء ما يحدث تقوية نفوذ «أحرار الشام» وإظهارها على أنها القوة الضاربة والمتنفذ الوحيد في إدلب على خلفية الدعم الذي تقدمه لها حكومة تصريف الأعمال التركية «العدالة والتنمية» على حساب «النصرة» التي انتهت مهمة تبييض صفحتها ولم تلق رضا واشنطن والعواصم الغربية على الرغم من اتخاذها رأس حربة لتنفيذ مشروع المحور التركي السعودي القطري في المنطقة.
وبيّن المصدر، أن «أحرار الشام» أصبحت تسير على نهج «النصرة» في ترويع السكان واعتقال المدنيين بعدما قوي واشتد عودها وأنها تريد أن تظهر بمظهر المناهض لفكر داعش، ولذلك شنت حملتها في المناطق التي انشق فيها قادة عسكريون ومسلحون بايعوا التنظيم وانضموا له كما في سرمين ومصيبين.
وأشارت مصادر أهلية في مصيبين، إلى أن «أحرار الشام» أرادت تأديب سكان القرية التي انشق منها أحد قادتها بعتاده العسكري الثقيل وانضم للقتال في صفوف داعش.
ومن المفارقة أن تعادي «أحرار الشام» ألوية «صقور الشام» التي اندمجت معها قبل تشكيل «جيش الفتح» مطلع آذار الفائت وانضمامها إلى غرفة عملياته، وذلك لترهيب المسلحين الذين خرج بعضهم عن طاعتها وأعلن رفضه قتال داعش عند بزوغ نجمها في إدلب وسيطرتها على مدينة الرقة قبل أن تغيب عن الساحة وتخلف وراءها خلايا نائمة يقدر عدد أفرادها بالمئات، وهو ما يقلق قادة فصائل المعارضة الإسلامية المتشددة. وجاءت الاعتقالات بعد عمليات نهب ممنهجة للمرافق العامة ولممتلكات المدنيين نفذها مقاتلو «النصرة» في مدينة إدلب وأريافها بتهمة موالاة هؤلاء للحكومة السورية، كما تمت مصادرة ممتلكات السكان للذريعة ذاتها واعتقال المئات منهم في كل منطقة سيطرت عليها «النصرة» لمحاكمتهم لدى محكمتها «الشرعية». وكان القائد العام لما يسمى «جيش الإسلام» في إدلب راشد طكو بايع داعش وانضم مع عدد كبير من مسلحيه إلى مراكزه في الرقة بعد مبايعته له على خلفية الخلافات والاشتباكات التي دارت مع «صقور الشام» بقيادة أحمد عيسى الشيخ.
يذكر أن قائد «لواء داوود» والقائد العسكري لـ«جيش الشام» حسان عبود مع 500 من مسلحيه كانوا من أوائل قادة المسلحين الذين بايعوا داعش وانضموا إليه في الرقة ثم سار على هديهم «لواء الأمة» وأكثر من 100 مسلح من «لواء الحق» المصنفين كـ «معتدلين» لدى الإدارة الأميركية والحكومة التركية.
وإبان تنامي رقعة نفوذ داعش في ريفي حلب وإدلب، شكل هاجساً كبيراً أقلق قادة فصائل المعارضة المسلحة «المعتدلة» ودفعهم لبيع ممتلكاتهم والهرب إلى تركيا قبل أن تستكمل «النصرة» مهمتها بطرد ما تبقى من الفصائل «المعتدلة» وعلى رأسها «جبهة ثوار سورية» وحركة حزم» من ريفي إدلب وحلب.

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...