موقع «فايْس نيوز» يحتفي بالقاعدة

30-05-2015

موقع «فايْس نيوز» يحتفي بالقاعدة

ضمن سلسلة الأفلام التي تبثّها سوريا، عرضت شبكة «فايس نيوز» أمس الأوّل، وثائقياً قصيراً بعنوان «الجهاديون في مواجهة نظام الأسد: الثوار يتقدمون» (17 د.). تناول العمل تقدم الفصائل الجهادية في الشمال السوري، وخُصِّص الجزء الأكبر للحديث عن معركة مدينة جسر الشغور، وظروف الحرب في المنطقة.
يتضمّن الوثائقي سرداً سريعاً لأجواء الحرب، ويعرّف بالفصائل المقاتلة على الجبهات، محاولاً إظهار «انتصارها الكاسح»، على وقع الشتائم والألفاظ النابية التي قد تمتنع من العرض حتى عبر القنوات الناطقة باسم الفصائل المعارضة.
نقاط عدّة يمكن الوقوف عندها في الفيلم، أبرزها أنه يكشف حقيقة الفصائل التي قاتلت وما زالت تقاتل على الجبهة الشمالية السورية. فـ «جيش الفتح» ليس سوى مظلّة سياسيّة وإعلاميّة للفصائل التي يقودها تنظيم «جبهة النصرة»، أحد فروع تنظيم القاعدة في سوريا.من الفيلم
يلتقي معدّ الفيلم سلام رزق قياديين في تلك الفصائل، يقدمون شهاداتهم، ويوضحون انتماءاتهم. تصطف مجموعة صغيرة منهم حول ملثم يرفع راية تنظيم «جبهة النصرة». يهدي كبيرهم «هذا الانتصار للفاتح أبو محمد الجولاني»، فيما يقدم قيادي آخر شكره للجماعات التركستانية في مشاركتها في العمليات العسكرية، مشدداً على أن «التركستان كان لهم الفضل الأكبر في هذا النصر».
على الرغم من عدم تطرق الفيلم بدقة إلى خلفيّات الفصائل المقاتلة إلا أن الجو العام يقدم الإجابة، فنشيد «جبهة النصرة» الذي يصدح في الثلث الأخير من الفيلم يساهم في إكمال الصورة. ويتطرق قيادي آخر إلى أهداف التنظيم القاعدي وهي «تحرير بلاد الشام»، فيما يصوّر معدّ الشريط «جيش الفتح» كمحارب مقدام لـ«داعش» والنظام في آن.
«اذهبي واشتمي الرئيس»، جملة عابرة تمر خلال الفيلم، يلقنها أحد الشبان لامرأة تسير في الظلام هرباً من ريف إدلب، فتطلق المرأة سيلاً من السباب والشتائم. وفي لقطة أخرى، يقول شاب يحمل طفلة صغيرة: «الجميع فروا إلى تركيا هربا من قصف النظام». وبالطبع لا يرد في الشريط أيّ ذكر لمجازر «جبهة النصرة». الصورة التي يخلص إليها الفيلم أن «هؤلاء الثوّار حمائم سلام، جاؤوا لنصرة المظلومين، والقضاء على النظام النصيري».
يقدّم الفيلم مقاربة «بوليووديّة» للمعارك في الشمال السوري، لكنّه لا يختلف عن أفلام أخرى أنجزتها «فايس»، مثل وثائقي طويل عن «داعش» تناول «فضائل دولة الخلافة»، أو حتى تصوير عناصر «جبهة النصرة» عند المناطق الحدودية مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.
يتضمّن الشريط لقطات تلمّع صورة جبهة «النصرة»، منها مشاهد لتوزيع المساعدات الإنسانية والخبز على المواطنين، وأخرى لأطفال يهللون لها. ينتهي الأمر بمتابع الفيلم إلى تشكيل صورة «طوباوية» عن ذلك التنظيم، وأخرى «شيطانية» للحكومة السورية التي تسببت بتهجير المواطنين.

علاء حلبي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...