أريحا تسقط بيد «القاعدة»: اندفاعة المسلحين مستمرة في إدلب

29-05-2015

أريحا تسقط بيد «القاعدة»: اندفاعة المسلحين مستمرة في إدلب

وقعت مدينة أريحا في جنوبي إدلب في أيدي المسلّحين أمس. وبسقوط أريحا، لا يبقى من محافظة إدلب الشمالية خارج سيطرة المسلّحين، سوى بلدات كفريا والفوعة (شمال إدلب، محاصرتان منذ آذار الماضي) وأورم الجوز وكفرشلايا ومحمبل (جنوب إدلب)، إضافة إلى مطار أبو الظهور العسكري (شرق إدلب، محاصر منذ نحو عام ونصف العام).

سقوط أريحا يمنح مسلّحي «تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة»، وحلفاءهم في غرفة عمليات «جيش الفتح»، دفعاً معنوياً جديداً، بعد التقدم الكبير الذي حققوه في المحافظة منذ آذار الماضي. ورغم أن الجيش السوري تمكّن من وقف تقدّم المسلحين في سهل الغاب المتصل بريف إدلب الجنوبي، إلا أن اندفاعة المسلحين لا تزال مستمرة في ريف المحافظة الشمالية. وفيما توعّد المسلحون بشن معركتين جديدتين قريباً في المنطقة، تتحدّث مصادر الجيش السوري عن «تحضيرات وتعزيزات ستؤدي خلال الأسابيع المقبلة إلى وقف زحف مسلحي «القاعدة» وحلفائهم، والانتقال في مرحلة أخرى من الدفاع إلى الهجوم».السيطرة على أريحا تُبعد الجيش أكثر من السابق عن كفريا والفوعة المحاصرتين (الأناضول)
ويُبعِد سقوط أريحا الجيش السوري أكثر عن بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين منذ سقوط مدينة إدلب في أيدي المسلحين أواخر آذار الماضي. وفيما انتقلت خطوط التماس إلى محيط بلدة أورم الجوز جنوب غرب أريحا، تقدّم الجيش السوري ببطء، خلال الأسابيع الماضية، في ريف حلب الجنوبي، انطلاقاً من منطقة خناصر، باتجاه مطار أبو الظهور المحاصر في أقصى شرقي محافظة إدلب على تخوم ريف حلب الجنوبي.
معركة أريحا التي سيطر المسلحون خلال الأسابيع الماضية على المناطق المحيطة بها من 3 جهات، بدأت قبل أكثر من أسبوع، عندما شنّ مسلحو «القاعدة» هجوماً عنيفاً على مواقع الجيش في جبل الأربعين المحاذي للمدينة. ثم مهّدوا لهجومهم بإطلاق أكثر من 1000 قذيفة على أحياء أريحا طوال ستة أيام. وبالتوازي، كثف المسلّحون هجماتهم الراجلة على أطراف البلدة الشمالية، وعلى جبهات كفرنجد والمعترم في محيطها الشمالي الغربي، ليتمكنوا من نقل خطوط التماس إلى داخل المدينة يوم أمس، والسيطرة على أرشايا في منطقة المعترم، إضافة إلى السيطرة على محيط جبل الأربعين، شرق أريحا، ومحاصرة عناصر الجيش المتمركزين فيه، ليتمكنوا فعلياً من السيطرة على كامل المدينة ليل أمس، ما عدا بعض النقاط التي حوصر فيها عناصر الجيش أثناء تأمينهم انسحابات الوحدات المقاتلة. في المقابل، عملت قوات الجيش على تغطية واسعة لانسحابها بالتدريج باتجاه منطقة كفرشلايا، جنوب غرب أريحا، عبر تأمين الطريق الدولي في غرب المدينة، فيما قاتلت وحدات أخرى من الجيش للحفاظ على مواقعها داخل المدينة أطول وقت ممكن لتغطية عملية الانسحاب بالكامل، وتمكّن قسم كبير منها من الانسحاب باتجاه كفرشلايا وأروم الجوز، جنوب المدينة، فيما ظلّت بعض المجموعات تقاتل بشراسة حتى وقت متأخر من يوم أمس على مدخل المدينة ونقاط في جبل الأربعين لدعم عمليات الانسحابات، بالرغم من خضوعها لحصار المسلّحين من كل الجهات. يقول مصدر عسكري: «الضغط الكبير الذي طبقه المسلّحون على أريحا في الأسبوع الفائت أظهر دعماً تركياً غير مسبوق لهم وسعياً محموماً لإخراج إدلب بالكامل من سيطرة الدولة. وأمام هذا النوع من التصعيد، كان خيار الانسحاب هو الأمثل بالنسبة إلى قواتنا التي أبلت بلاءً بطولياً في تأمين تلك العمليات وكلفتها الدماء والخضوع للحصار دون ذلك». ولفت المصدر إلى أن «معالجة الوضع في إدلب عموماً بات يستلزم التعامل مع ما يجري فيها كعدوان خارجي مباشر، نظراً إلى مستوى الدعم المزود للمسلّحين المتشددين».
إلى ذلك، قتل المسؤول العسكري في «لواء الاسلام» التابع لـ«الجيش الحر»، المدعو أبو أحمد، على الطريق الواصل بين ترمانين ومدينة الدانا في ريف إدلب على أيدي مسلحين مجهولين.
وفي درعا، جنوباً، أعلنت غرفة عمليات «معركة إزرع»، التي يعتزم المسلحون إطلاقها، «مدينة إزرع كمنطقة عسكرية». ووفقاً لهذا الإعلان، من المتوقع أن يبدأ المسلّحون بقصف المدينة بقذائف الهاون تمهيداً لشن العديد من الهجمات عليها. ودارت مواجهات عنيفة في بلدة كفر شمس في الريف الشمالي الغربي لدرعا، وبالقرب من حاجز الفقيع، والتل الشمالي في زمرين، وأدت بمجملها إلى مقتل وجرح عدد من مسلّحي «جبهة النصرة». إلى ذلك، كشفت أمس «تنسيقيات» معارضة عن مقتل العديد من مسلّحي «الجيش الحر» في اشتباكات دارت مع الجيش السوري في أحياء درعا البلد، كمخيم النازحين ومحيط أم الدرج بحارة البجابجة وشمال مدرسة البنين جنوب شرق بناء كتاكيت وجنوب جامع بلال الحبشي.
وفي ريف دمشق الشرقي، استهدف الجيش تجمعات المسلّحين في كل من دير العصافير وعربين ودوما وحرستا وزبدين وجوبر والطيبة، الأمر الذي أدى إلى مقتل العديد من المسلّحين، بعضهم يحمل الجنسيات الأردنية والفلسطينية واليمنية.
وفي تدمر، في ريف حمص الشرقي، فكّكت وحدات الهندسة التابعة للجيش أمس أكثر من 18 عبوة ناسفة زرعها مسلّحو «داعش» على الطريق الواصلة بين حمص وتدمر، بغية إعاقة قدوم وحدات الجيش إلى تدمر، فيما تجدّدت الاشتباكات بين الجيش و»داعش» في حقول خنيفيس النفطية، جنوب غرب تدمر.
وفي رأس العين، شمالي الحسكة، تمكنت «الوحدات الكردية» من بسط سيطرتها على قريتي راوية والدهماء، جنوب غرب مدينة رأس العين، بعد مواجهات عنيفة مع مقاتلي «داعش» أدت إلى مقتل وجرح عدد منهم.

ليث الخطيب

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...