"الخطف" .. تجارة رائجة في مدينة "السلمية"

28-05-2015

"الخطف" .. تجارة رائجة في مدينة "السلمية"

تنتشر في مدينة السلمية وريفها تجارة جديدة ، لا تعتمد في بورصتها على ارتفاع الدولار او انخفاضه ، ولا تتأثر بالعقوبات الاقتصادية المفروضة ، ولا بحالة السوق من عرض او طلب.

حيث كثرت حالات الخطف في المدينة الوادعة ، الواقعة بريف حماة ، حتى أصبحت تجارة رائجة ، يعتمد القائمون عليها على مؤشرات محددة في تجارتهم ، هي الحالة المادية للمخطوف ، او اقاربه ، بحيث يتم طلب فدية مالية منهم .

والغريب في هذه التجارة انها تحدث داخل المدينة امام اعين السكان, أصحاب هذه التجارة يضربون بعرض الحائط التواجد الأمني الكثيف في المدينة ، أو يستغلونه ، بطرق عدة .

يتحدث احد سكان المدينة و يدعى أبو هادي  " ان الخاطفين اذا أرادوا شخصا فسوف يخطفونه من بيته اذا اضطر الامر " فأغلب عمليات الخطف متشابهة الطريقة ، فالخاطفون باتوا يرتدون اللباس العسكري مستغلين كثرة الجهات والمجموعات التي تحمل السلاح من عائلات و" زعامات ".

ويتابع " ينتحل الخاطفون صفة أي جهة امنية بحجة اعتقال الشخص المستهدف ليتبين لاحقا انه مخطوف وليس معتقل ، وأن هؤلاء مجموعة من اللصوص ، ولا علاقة لهم باي جهة رسمية ".

الشاب " أكرم. ا " خطف منذ فترة قصيرة من داخل محله الكائن بحي مكتظ بالسكان قرابة الساعة 9.5 ليلا ، أحد المارة رأى سيارتين (مفيمتين) امام محل اكرم ، الاشخاص داخل السيارة كانوا مسلحين قاموا بإجبار اكرم على الركوب بالسيارة ".

وبعد يوم على الحادثة وصلت رسائله من موبايل أكرم لأهله، تفيد ان الخاطفين يريدون مبلغ وقدره 5 مليون ليرة سورية ، ومازال مصير أكرم مجهولا حتى اللحظة . وتكررت هذه الحادثة والعديد منها بنفس الطريقة والأسلوب .

ويروي الشاب " أ .ع " عن حادثة اختطافه ، التي تمت بالقرب من محله في وسط المدينة الساعة 9 ليلا من خلال سيارة من نوع فان ( مفيمة) ، طلبت منه المساعدة بحجة ان السيارة معطلة ، ليتم خطفه مباشرة واقتياده الى جهة مجهولة خارج المدينة علما ان المدينة محاطة بحواجز تفتيش من جميع مداخلها.

وتبين ان الشاب " أ.ع " خطف بطرق الخطأ حيث ان الخاطفين كانوا ينتظرون شخصا معينا ولكن الشاب " أ.ع " افشل مخططهم بالصدفة ، بسبب تواجده بنفس الشارع ، بهذا الوقت .

بقي الشاب مكبلا لمدة يومين وتم التفاوض مع اهله وبسبب وضع اهله المادي المتوسط توصلوا لفدية بسيطة مقدارها 300 الف ليرة سورية.

وتحدث أحد أقرباء الشاب انهم لم يتجرؤا على الإبلاغ عن الحادثة للجهات المعنية بسبب خوفهم على حياة قريبهم.

ويتحدث انس ، احد شباب المدينة " انا اعود الى البيت متأخرا ، لا أخاف من موضوع الخطف ، لأنن لو بدن يخطفوني بياخدوني من نص بيتي مو خايفين من حدا ".

ومنذ فترة شكلت قصة الفتاة ليلى مكحل مفاجأة جديدة في مدينة السلمية ، التي تم خطفها من قبل أشخاص مسلحين بالقرب من صالة أدوينا ، حيث حاولت الفتاة الهروب قبل ان يتجه اليها بعض الشباب من الحي لمساعدتها ، فقام الخاطفون بإطلاق الرصاص باتجاههم ، وتم خطف الفتاة ومازال مصيرها مجهولا.
وتعرض المواطن " ع . ش " للخطف وهو متجه الى محله قرابة الساعة 6.5 صباحا ، من قبل اشخاص مسلحين وملثمين ، وتم التفاوض مع أقاربه ودفع مبلغ مالي ما يقارب 2 مليون ليرة سورية.

هذه الحالات وغيرها لم يتم ضبطها من قبل الجهات المعنية ، رغم كثرة المناشدات ، والمطالب ، ويقول الأهالي بشكل صريح ان كثرة انتشار السلاح ، بالإضافة الى كثرة السيارات " المفيمة "رغم القرار الصادر بمنعه .

وشهدت المدينة خلال اقل من سنة عدة سرقات للمحال التجارية ، وبحسب مصادر غير رسمية ، بلغ عدد سرقات المحلات قرابة 20 حالة.

ويقول الأهالي في المدينة انهم يعيشون في خوف مستمر من حالات الخطف والسرقة بالإضافة الى الاستهداف المستمر للمدينة وريفها من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة واخرها مجزرة المبعوجة ، وسقوط قذائف الهاون على المدينة أدى لاستشهاد 10 مواطنين.

المصدر: الخبر

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...