نصر الله: لن نُبقي للتكفيريين أثرا

25-05-2015

نصر الله: لن نُبقي للتكفيريين أثرا

دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس، شعوب المنطقة ودولها إلى تحمل المسؤوليات، ومواجهة «الخطر الوجودي » الذي تمثّله الجماعات التكفيرية كتنظيم « داعش» و «تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة» في سوريا والعراق وباقي دول المنطقة. وأكد نصرالله أن حزب الله سيقاتل إلى جانب الجيش والشعب السوري على كامل الأرض السورية، مشيراً إلى أن قرار طرد الإرهابيين من كامل الحدود اللبنانية ــ السورية قد اتخذ، بما فيها جرود عرسال اللبنانية.

وانطلق نصرالله في خطاب له خلال احتفال أقامه الحزب لمناسبة الذكرى الـ 15 لتحرير الجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال الإسرائيلي في مدينة النبطية، من مقاربة موقف المقاومة عام 1982 في مواجهة الجيش الإسرائيلي على الرغم من مواقف بعض اللبنانيين والعرب، وموقفهم اليوم من مواجهة التكفيريين.من إحتفال أمس في النبطية (أ ف ب)
وتوجّه نصرالله بالشكر إلى كل الذين ساهموا في إنجاز التحرير من المقاومين والشهداء والجرحى والعائلات واللبنانيين، موجّهاً التحية إلى إيران وسوريا على دعمهما لبنان والمقاومة لإنجاز التحرير. وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن «بعض اللبنانيين كان يدافع عن كل لبنان وكل العرب، ولم يحمه ذلك من الطعن بالظهر والعمالة والخيانة، ولم يمنعه من أن يهدي نصره إلى كل اللبنانيين والعرب »، مؤكّداً أن «التاريخ سيعيد نفسه مع المشروع التكفيري المتوحش، الذي يتهدد المنطقة وأهلها».
وأضاف أنه «في التجربة الإسرائيلية، ومنذ نكبة 1948 ، كانت الخسارة بتجزئة المعركة مع إسرائيل»، مشيراً إلى أن «أميركا وإسرائيل والنخب السياسية في بلادنا، عممت ثقافة (شو دخلنا بفلسطين) الأمر الذي كرس خطأ استراتيجياً قاتلاً».
من هنا، دعا نصرالله إلى «توحيد الجبهة ورفض التجزئة» في الحرب ضد الجماعات التكفيرية، مؤكّداً أن ما يقوم به «داعش» يجري «تحت أعين الأميركي والتركي والأردني»، وأنه «لو منعت داعش من التمدّد في سوريا، لما تمددت في العراق، والمسؤولية تقع على الذين سكتوا عما فعلته داعش في سوريا، وقبلها في العراق».
وتطرّق نصرالله إلى دور حزب الله في سوريا، مؤكّداً أن «قتالنا في سوريا تجاوز مرحلة التدريج من مقام السيدة زينب إلى القصير إلى القلمون، واليوم نحن نقاتل إلى جانب إخواننا السوريين في الجيش والشعب السوري، وما نقوم به دفاع عن لبنان وسوريا والعراق وفلسطين واليمن، وعن كربلاء ودمشق وعرسال واللاذقية، وحضورنا هذا سيحضر كلما اقتضت المسؤولية».

نصرالله: أهل عرسال أهلنا ولا نقبل أن يزايد أحد علينا

وأعلن أنه «في ذكرى التحرير ومن دون أي تحفظ، لم نعد موجودين في مكان دون مكان في سوريا، وسنكون في كل مكان في سوريا، ونحن أهلها ورجالها، وسنساهم مع الجيش والشعب في صنع الانتصار».
وتوجّه نصرالله إلى فريق 14 آذار وإلى «من يراهن على الجماعات التكفيرية»، مشيراً إلى أنه «إذا انتصر النظام في سوريا، فنحن سنمثّل ضمانات لهم في لبنان، لكن لو انتصرت داعش والنصرة، فهل تمثّلون ضمانة لأنفسكم قبل أن تمثّلوا ضمانة للبنانيين؟». وأضاف أن «معركة الجرود في القلمون متواصلة ومستمرة، حتى يتمكن الجيش العربي السوري والمقاومة من تأمين الحدود اللبنانية السورية»، مشيراً إلى أن «من الخطأ تصوير المعركة في عرسال بأنها معركة حزب الله، ويريد جر الجيش ولبنان إليها... بل هي معركة لبنان، لأنها معركة الدفاع عن لبنان وشعبه». وأكّد أن اول ضحايا «داعش» سيكون تيار المستقبل وقادة هذا التيار، اذا تمكن التكفيريون من الانتصار في سوريا. وسأل نصر الله المسيحيين في لبنان قائلاً: هل تعتقدون بأن مسؤولي 14 آذار قادرون على حمايتكم من داعش»، ثم وجه سؤالاً إلى قادة فريق 14 آذار قائلا: إذا انتصر النظام في سوريا، فنحن ضمانتكم، لكن إذا انتصرت «داعش» و»النصرة» فهل تستطيعون ضمان امن لبنان، بل هل تضمنون انفسكم؟».
وتابع شرحه حول عرسال، قائلاً: «بكل صراحة كانت السيارات المفخخة تأتي عبر عرسال، ومن بعض أهلها ومن خلال بعض أبنائها، لكننا نؤكد أن أهل عرسال أهلنا، ولا نقبل أن يزايد أحد علينا، ولا نقبل أن يتعرض أحد بأي سوء تجاههم»، منوهاً بـ«أهالي منطقة بعلبك والهرمل، وتصرفهم الأخلاقي تجاه أهلهم في عرسال». وطالب الدولة بـ«القيام بدورها»، مشيراً إلى قول وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق: «إن عرسال بلدة محتلة، ومثله تيار المستقبل، لهذا نحن نقول إن على الدولة، أن تقوم بدورها وتحرر عرسال، إن أثبتت الدولة أنها دولة، وألا تتهربوا من مناقشة هذا الأمر في مجلس الوزراء».
وكشف أن «معلوماته تفيد، بأن غالبية الناس باتت تشعر بالعبء الثقيل في عرسال، من هذه الجماعات المسلحة»، وأعلن «وقوفه إلى جانب أهل عرسال»، موجهاً «نصيحة» بـ«إخراج عرسال وأهلها من المزايدة».
وذكّر نصرالله بما قاله قبل معركة القصير في خطاب له في بلدة مشغرة، مؤكّداً أن «أهلنا في بعلبك ــ الهرمل وعشائرهم وعائلاتهم وكل فرد فيهم، لن يقبلوا بقاء تكفيري واحد في أي جرد من جرود عرسال وفي البقاع»، مؤكداً أن «هذا القرار أولاً يحمي أهل عرسال، كي يتمكنوا من الذهاب إلى جرودهم، ويأمنوا في بيوتهم، ويعيشوا تحت سلطة الدولة»، مجدِّدَاً «تمسكه بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، التي تحمي لبنان اليوم في مواجهة الإسرائيلي والتكفيري، وفي مواجهة أي تهديد».

نصرالله لـ 14 آذار: أنتم بفضل الشهداء تعيشون بأمن في هذه البلاد

وقال: «في معركة حفظ الوجود هذه، ولأنها معركة ضخمة داخل البيت بشكل أو بآخر، فإنها معركة تتطلب التضحيات، لذلك أقول لبعض اللبنانيين إنه من المعيب أن تعدّوا علينا شهداءنا في المعركة، فاخجلوا على أنفسكم». وأضاف: «أنتم بفضل هؤلاء الشهداء تعيشون بأمن في هذه البلاد»، نافياً «وجود أي أزمة لدى حزب الله وجمهوره». وانتقد نصرالله «الذين يتهمون حزب الله بتجنيد الصغار»، بالقول: «يا عيب الشوم عليكم»، نافياً أن يكون قد دعا إلى «التعبئة العامة، لأن الأمر لا يزال باكراً، ولكن إذا اضطرنا الأمر فستجدون عشرات الآلاف هنا، في كل الميادين».
وأقسم نصرالله بـ «الله العظيم، أنه لم يمر زمان على هذه المقاومة منذ 82 إلى اليوم، وكانت أفضل عتاداً كماً ونوعاً وأقوى خبرة، ومجاهدوها اكثر حماسة، واشد حضورا في الساحات كما نحن اليوم في 24 أيار 2015» ، جازماً بأن المقاومة « لم ولن تخلي جبهة الجنوب، ولن نغفل عنها، ونحن في جبهتين متكاملتين هنا وفي سوريا، ونتابع جاهزيتنا ونراقب نيات العدو الصهيوني. فيا أهلنا في الجنوب والبقاع وحاصبيا وراشيا وفي كل لبنان: إن المقاومة في أعلى جاهزيتها، والعدو يعرف أكثر ما يعرف بعض اللبنانيين».
وختم بمباركة «المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة»، مؤكّداً أنه إذا «توكلنا على الله، وتوكلت جيوش المنطقة وشعوب المنطقة، ولم ننتظر الدعم من أعداءنا، فإن هذا المشروع التكفيري سيهدم ويدمر، ولن يبقى منه اثر بعد عين».

--------------------------------------------------------------------------------

الحريري يردّ: الدفاع عن لبنان ليس مسؤولية حزب الله

رد الرئيس الأسبق للحكومة سعد الحريري، على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مشيراً إلى أن «الدفاع عن الأرض والسيادة والكرامة ليست مسؤولية حزب الله، لا في عرسال ولا في جرودها، وموقفنا من داعش وقوى الضلال والإرهاب لا تحتاج إلى شهادة حسن سلوك من أحد».
وأعلن أنه «في تيار المستقبل الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية هي ضمانتنا وخيارنا وملاذنا»، منتقداً «معادلة الجيش والشعب والمقاومة»، وأن «معادلة الحشد الشعبي لا مكان لها في لبنان، ولن نغطي أي دعوة لذلك تحت أي ظرف من الظروف».
وتساءل: «أي معنى لربط مصير النبطية وبعلبك وعرسال بمصير الرمادي والموصل وتدمر وصعدة وسواها؟ وإلى أي هاوية يريدون أخذ لبنان؟ وأي حرب يطلبون من الطائفة الشيعية وأبناء العشائر في بعلبك ــ الهرمل الانخراط فيها؟».
ورأى أنه «إذا كان المطلوب من لبنان أن يمثل درع البقاء لنظام (الرئيس السوري) بشار الأسد، وخط الدفاع عن المشروع الإيراني على شواطئ المتوسط، فإن ذلك سيؤدي إلى وقوع لبنان في أزمة لا نهاية لها، أما إذا كان المطلوب أن نفك ارتباط لبنان مع حرائق المنطقة، فالأمر في غاية السهولة، نعود إلى الدولة ونتوحد على مرجعيتها ونقف جميعاً خلف الجيش والقوى الشرعية في حماية الحدود ومواجهة مخاطر الإرهاب من أي جهة أتى، فهذا هو الطريق الوحيد لدرء الفتنة عن لبنان، وتصحيح الخلل الكبير في العلاقات بين المسلمين».

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...