الرياض تنشئ جيشا من المرتزقة في حضرموت وتجهض «جنيف»

25-05-2015

الرياض تنشئ جيشا من المرتزقة في حضرموت وتجهض «جنيف»

بعد خسارتها جميع رهاناتها على العدوان الذي يدخل اليوم شهره الثاني، تحاول السعودية تطبيق «الخطط البديلة» لجني بعض المكاسب قبل أن توقف إراقة الدماء في اليمن، وتذهب إلى عمليةٍ سياسية كان من المفترض أن يطلقها «مؤتمر جنيف»، وفيما تشتعل الحدود اليمنية السعودية مع تكثيف الجيش اليمني و»اللجان الشعبية» والقبائل عملياتهم ضد مواقع عسكرية سعودية، أفادت مصادر خاصة بشروع السعودية في إنشاء «نواة جيش» في منطقة العبر في محافظة حضرموت، يقع مقر قيادته في منطقة شرورة السعودية، أما المعسكر ففي منطقة العبر داخل الأراضي اليمنية، ويقوده اللواء محمد علي المقدشي، وذلك في تنفيذٍ لأحد مقررات «إعلان الرياض»، الذي نصّ على إنشاء جيش يمني جديد.

ووجه المقدشي نداءً إلى «أبناء القوات المسلحة» يوم أمس، أعلن فيه أنه «بصدد تجهيز جيش وطني يشمل جميع أبناء الوطن من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه... جيش لن يستثني أحدا من أبناء الشعب اليمني، سيكون ولاؤه لله والوطن لا للاسرة ولا للفرد». وأضاف المقدشي عبر موقع «فايسبوك»: «كونوا على أتم الاستعداد حتى حينه والتحقوا بالجيش فيما يجري الاعلان عن ذلك عبر الوسائل الرسمية». «أنصار الله»: نأمل أن ندخل بعد جنيف في حوار يمني ـ يمني
ولا تزال المعلومات عن قوام هذا الجيش وعديده وآليات عماه متضاربة. وبرغم تأكيد المقدشي أنه «جيش يمني»، أفادت معلومات بأن جنسيات عناصره ستكون، إلى جانب اليمنية، سنغالية ونيجيرية. في المقابل، تقدم الجيش و»اللجان الشعبية» في اليومين الماضيين في مناطق «مثلث الصعيد» (بلحاف، حضرموت، شبوة) حيث استطاعا تطهيرها من عناصر تنظيم «القاعدة»، الذين قتل العديد منهم وجرى اعتقال الآخرين، ما أدى إلى فرار محافظ شبوة السابق، أحمد علي باحاج، الذي لقي مصرعه مع 5 من مرافقيه على أيدي قبائل البدو الساكنين في منطقة العبر، وهو في طريقه الى منفذ الوديعة الحدودي بين حضرموت والسعودية. يُذكر أن باحاج الذي شيع في محافظة شرورة السعودية أمس، كان معروفاً بقيادته مجموعات من التكفيريين في تلك المنطقة، بحسب مصادر محلية.
وكانت السعودية قد رفعت يوم أمس، حالة التأهب القصوى على شريطها الحدودي الجنوبي، بعد استهداف الجيش و»اللجان» والقبائل منطقة جيزان الحدودية بقذائف الهاون والكاتيوشا، بالتزامن مع تبادل القوات السعودية والمقاتلين اليمنيين إطلاق نيران المدفعية الثقيلة، ما أدى إلى تدمير جزء من معبر حرض الرئيسي بين البلدين، في انعكاس واضح لتصعيد نوعية العمليات العسكرية على الحدود.
ومع اقتراب الموعد المقرر للمفاوضات السياسية، جددت حكومة هادي التعبير عن ترددها إزاء حضور المحادثات. وجدد المتحدث باسم الحكومة المستقيلة، راجح بادي، من الرياض شرط التزام من سماهم «الحوثيين وقوات علي عبد الله صالح» قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بسحب قواتهم من المدن اليمنية الرئيسية، بالدرجة الاولى.
وكان هادي قد طالب الامم المتحدة، بضرورة بذل المزيد من الجهود لتنفيذ قرار مجلس الامن الداعي إلى انسجاب الجيش و»اللجان الشعبية» من المؤسسات العامة، باعتباره «المرجعية الرئيسية الناظمة لعملية الانتقال السلمي باليمن». وخلال لقائه المبعوث الدولي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ، يوم أمس، أشار هادي إلى أن «مؤتمر الرياض» مثّل نقطة تحول للمسار السياسي اليمني.
في هذا الوقت، وفي إطار المحادثات السياسية والدبلوماسية المتواصلة منذ بدء العدوان، وصل وفد من مسؤولي حركة «أنصار الله» أمس، إلى سلطنة عمان لبحث تطورات الصراع مع الحكومة العمانية. وعبّر المتحدث باسم الجماعة، محمد عبد السلام، في حديثٍ إلى قناة «المسيرة» التلفزيونية، عن أمله في أن يكون هناك توافق على وقف العدوان، وخصوصاً قبل مؤتمر جنيف ثم الدخول في حوار يمني ـ يمني يصل باليمنيين إلى بناء الدولة، فضلاً عن تثبيت الأمن والاستقرار».
من جهة أخرى، أعلن قائد القوات البحرية في الجيش الايراني، الادميرال حبيب الله سياري، أن الاسطول الـ34 موجود حالياً علی مقربة من خليج عدن ومضيق باب المندب ويسيّر دوريات هناك». وأوضح سياري ان «الهدف من ابحار هذه القطع البحرية هو ضمان الامن الاقليمي والملاحة البحرية ومرافقة السفن»، في وقت أفرغت فيه سفينة المساعدات الإيرانية حمولتها في جيبوتي على أن تُنقل إلى اليمن في إطار برنامج المساعدات الدولية.
وعلى الصعيد الميداني، أعلنت حركة «أنصار الله»، أمس، تطهير وتأمين آخر «أوكار عناصر القاعدة» في منطقتي الحمراء والمجحفة بمحافظة لحج (جنوب البلاد). وأوضحت الجماعة في أخبار عاجلة على قناة «المسيرة»، أن المنطقتين تعدان آخر معقل لعناصر القاعدة في محافظة لحج. وقالت الجماعة إن «أبناء القبائل في المنطقتين بدأوا مواجهة مع تلك العناصر لطردهم من بلادهم، ثم تدخل الجيش واللجان الشعبية لمساندتهم». وللمرة الأولى منذ بدء العدوان، قصفت طائرات التحالف محافظة ريمة غربي اليمن، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وشن التحالف غارات جوية مكثفة على معسكر قوات الامن الخاصة في محافظة الضالع، فيما تجددت غاراته على محافظات عمران وصنعاء والحديدة.


الأخبار

----------------------------

السعودية تجهض مؤتمر جنيف... مؤقتاً؟
 في تطوّر أذهل الدوائر الدولية وجعلها تلغي مؤتمر جنيف حول اليمن، الذي كان مقرراً في ٢٨ أيار الحالي، فرضت الرياض شروطاً على المشاركة اليمنية، من النوع الذي يعد إهانة للأمم المتحدة لا للشعب اليمني وحده. الشروط، التي وضعتها الرياض أثناء زيارة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد، فاقت كل التصورات، ذلك أنها طلبت اختيار المشاركين وإدارة المؤتمر وتوجيه دفّته وتحديد نتائجه قبل انعقاده.

أمر أرغم الأمين العام للأمم المتحدة ــ صاحب الدعوة ـــ إلى إرجاء المؤتمر، بسبب شعوره بالإهانة المتكررة. بان كي مون كان قد طالب مراراً بوقف إطلاق النار في اليمن، وأعرب عن استيائه من عدم التجاوب، واليوم يواجه تعنّتاً سعودياً دفعه إلى تجميد مبادرته، بينما بدأت الكارثة الإنسانية تعضّ الجسم اليمني، برغم تدفّق بعض المساعدات، التي كان جزء منها يقصف بعد وصوله إلى المستودعات.
وهكذا بات مؤتمر جنيف في حكم المؤجل، بعد إيقاف الفريق المعني بتنظيمه، من السفر إلى جنيف. الفريق كان سيسافر ليل الأحد، وألغى حجوزاته في اللحظة الأخيرة. الرياض وهادي تعمدا «إهانة «الأمم المتحدة وتعطيل
دورها
وجاء خطاب الرئيس الفار عبدربه منصور هادي الذي وجهه، الجمعة الماضي، إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ليكشف مستوى التردي في لغته الدبلوماسية السعودية، التي تملي على هادي ما يفعل ويقول، في الوقت الذي تسعى فيه إلى استبداله برئيس الوزراء ونائب الرئيس خالد البحاح. اطلعنا على نص الخطاب الذي يظهر غطرسة من يشعر بأنه يستطيع توجيه الأوامر إلى الأمم المتحدة وفرض أجندته عليها تحت غطاء التشاور معها.
الرسالة وجهها هادي إلى بان كي مون، حين كان مبعوث الأمم المتحدة في زيارة إلى الرياض، آتياً من طهران. وكان يفترض بإسماعيل ولد شيخ أحمد أن يتوجه من طهران التي زارها وحده إلى جنيف، ولكن الرياض استدعته وتوجه إليها وحده ليسمع هناك إملاءاتها. أرادت الرياض أن تبدو رسالة هادي كما لو أن الأمر جرى بالتنسيق مع الأمين العام للأمم المتحدة، خلال وجود ولد شيخ أحمد هناك.
وبرغم إعلان رئاسة مجلس الأمن أن المشاركة في جنيف «يجب أن تكون غير مشروطة»، فقد وضع هادي مجموعة من الشروط على الأمم المتحدة في رسالته إلى بان، على رأسها أن يؤخذ في رأيه ورأي مجلس التعاون الخليجي، بما سيجري في مؤتمر جنيف. وترغب الرياض في الاطلاع على أسماء كل الذين سيحضرون إلى جنيف، وأن تتولى أمانة مجلس التعاون الخليجي إدارة الجلسات وإلقاء الكلمة الافتتاحية التي تحدّد الإطار العام للحوار ونتائجه، بعدما رفضت الرياض أي مشاركة إيرانية في المؤتمر.
وقال هادي، في الرسالة التي أرسلها من الرياض، إن «الحكومة اليمنية معنية بأن يكون لها دور رئيسي وفاعل في رعاية ومتابعة المشاورات التي تجريها المكونات السياسية والتنسيق في ما بينها، لأن الحكومة مسؤولة عن عملية الانتقال السياسي السلمي».
ولم ينسَ هادي أن يسبغ على «مؤتمر الرياض» الذي عقد الأسبوع الماضي، شرعيّة دولية، كانت قد حجبتها الأمم المتحدة عنه ولم تقبله جملة وتفصيلاً لأسباب معروفة، بل إن الأمانة العامة للأمم المتحدة لوّحت، على نحو صريح، بأن الحصار الذي تفرضه السعودية والقصف العشوائي للبنى التحتية والمراكز الصحية في اليمن، أمور يحرّمها القانون الإنساني الدولي. وهي عبارة مرادفة لـ«تمثّل جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب».
كذلك، يصر هادي على تحديد من يستحق المشاركة في المؤتمر التشاوري الدولي في جنيف، فقال في الرسالة إن «مؤتمر الرياض»، «اجتمعت فيه الأطياف والمكونات السياسية اليمنية على نحو غير مسبوق. وعبروا من خلال إعلان الرياض عن توحدهم في رفضهم القاطع للانقلاب». وأضاف أنه «لا يمكن التنازل عن مكتسبات الشعب ومنجزاته وشرعيته»، مشدداً على أنهم «حدّدوا المرجعيات والسقف الذي يمكن أن تجري في إطاره أي مفاوضات».
وإذ أكد أن المرجعية الرئيسية لأي حلّ يجب أن تكون المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن الدولي ٢٢١٦ ومخرجات الحوار الوطني ونتائج «مؤتمر الرياض»، تجاهل اتفاق «السلم والشراكة» واشترط تخلي الحوثيين عن السلاح والمدن والسلطة وكل مقومات القوة، من دون قبول واضح بمشاركتهم بعد ذلك في الحوار.
ولخص هادي مطالب «الشرعية اليمنية» بالتحدث باسمه وباسم الأمم المتحدة، مؤكداً أن «الأهداف والمرجعيات للمشاورات والقدرة على تحقيقها تظل، بالنسبة إلينا في الحكومة اليمنية وفي الأمم المتحدة، دليلاً نلتزمه».
وأضاف «نبدي استعدادنا للتعاون والتشاور في الخطوات المطلوبة لتنفيذ مرجعيات المشاورات الممثلة في (المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن الرقم (2216) لعام 2015م ومقررات إعلان مؤتمر الرياض)». والهدف يبقى بعد التخلص من الحوثيين وسلطتهم، «انسحابهم من كافة المناطق التي استولوا عليها وتسليمهم للأسلحة ومؤسسات الدولة، وألا يكون اليمن مرتعاً للمنظمات والتنظيمات الإرهابية، وضمان عدم تهديد أمن الدول المجاورة، وتعزيز الأمن والسلم في المنطقة». وكان سفير هادي لدى الأمم المتحدة خالد اليماني قد حدّد «أنصار الله» بأنهم التنظيم الإرهابي الأكبر لا القاعدة.
وعوضاً عن تلبية الدعوة الدولية كما هي، قال هادي إنه يرغب أولاً في التشاور بشأنها، «لبحث التاريخ المناسب لعقد المشاورات التي ستُجرى في جنيف وإجراءاتها، بما في ذلك التفاهم على الأسس التي ستجري بموجبها تلك المشاورات، وأسس الدعوات التي ستوجه لتحديد من سيشارك في المفاوضات على أسس مشروعة».
وفي موقف يفتقر إلى الحد الأدنى من الحنكة واللياقة الدبلوماسية ــ كما لو أن مجلس التعاون الخليجي يمثل سلطة أعلى من الأمم المتحدة ــ طلب أن يتولى المجلس المشاركة، برغم أنه من المفترض أن الحوار أن يكون يمنياً ـ يمنياً، كما ورد في بيان الأمم المتحدة. في هذا الإطار، قال «انطلاقاً من رعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية… فإن الحكومة اليمنية ترغب في توجيه الدعوة للأمانة العامة لمجلس التعاون لحضور المفاوضات لدعم هذه الجهود».
الرسالة بشروطها وإملاءاتها، فضلاً عما نقله السعوديون لولد الشيخ أحمد، من أن أسماء الحاضرين للمؤتمر يجب أن تمرّ أولاً في مجلس التعاون الخليجي لقبولها، تبدو متناقضة مع التحرك العماني على خط الحلّ السياسي، ذلك أنها لم تعترض على هبوط الطائرة العمانية في صنعاء لنقل وفد قيادي من حركة «أنصار الله» إلى مسقط. أمر فسره مسؤول أممي بأنه يوحي بأن السعودية لم تعد تضع شروطا أمام الحوار مع «أنصار الله»، وهذا يعد تراجعاً كاملاً عن الأهداف التي بدأت «عاصفة الحزم» من أجلها.

نزار عبود

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...