نتائج "Jade Helm" تشي بفشل الولايات المتحدة في سورية والعراق

10-05-2015

نتائج "Jade Helm" تشي بفشل الولايات المتحدة في سورية والعراق

الجمل- * غوردون داف- ترجمة: رندة القاسم:
أضحت خسارات الولايات المتحدة في المجال العسكري و السياسة الخارجية لا تعد  و تزداد كل يوم. و ما من شك بأن الاعتماد المفرط على مقاولين خاصين، و تأثير إسرائيل، و مجموعات لوبي فعالة أخرى، و بنية القيادة ذات الفرعين مع وجود عناصر مارقة تدير عمليات خاصة، كل ذلك عوامل ساعدت على إضعاف أميركا.
نرى ذلك اليوم مع احتراق مدينة بالتيمور الأميركية ، نراه مع قرع الناتو لطبول الحرب ضد روسيا، نراه مع الشراكة الأميركية الجديدة مع اليابان و ما تمثله من ولع بالحرب. كما و نراه في تركيا و أوكرانيا ، و في  اليمن حيث الإعاقة البرية و البحرية لوصول معونات إنسانية لأمة تدمرها جارة تحمل قيم القرن الخامس و أسلحة القرن الواحد و العشرين. و بالنسبة لأميركا أصبحت قيادة العالم مهمة  صعبة بعد أن غدت دولة بوليس فاشلة داخليا و أمة تعتمد على الدول الفاشية في الخارج.
قبل شهرين أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن عملية تدريب عسكري تشمل معظم الولايات المتحدة، و بدأت نظريات المؤامرة تعلن "نهاية العالم الذي نعرفه". و الأهمية الحقيقية للعملية، التي حملت اسم     Jade Helm، لا تكمن في نظريات المؤامرة بل بالحقيقة المتعلقة بها،  إذ تخبرنا بأن العالم الذي نعتقد بأننا نعرفه قد انتهى منذ زمن، و لكن الكثيرين منا لم يدرك ذلك.
في السابع و العشرين من نيسان عقد منظمو   Jade Helm لقاء في بلدة صغيرة في تكساس لوصف خططهم. و الذين يحملون في داخلهم تعاطفا مع  الجيش همهموا بسخرية مع فشل محاولات المتحدث باسم الجيش  إثارة   مشاعر الحضور عن طريق التلويح بالعلم أو الكلمات الوطنية العاطفية ، فما عاد من أحد يتأثر بهذا.
بغض النظر عن الخوف الكبير الذي يحمله البعض في داخله من Jade Helm، فان الحقيقة المحزنة للعملية ربما تكون أسوأ. و بعد تحليل حذر لتصريحات الجيش، و إزالة الضباب و خيوط العنكبوت، و الكلام المزدوج، إليك ما قيل للعالم من بلدة تكساس الصغيرة:
*Jade Helm  هي تظاهر بتعليم الجيش ألا يقتل كل مدني يراه كما فعل في العراق و أفغانستان.
*Jade Helm سوف تعلم، كما يأملون، جيشا فاشلا بالكامل طريقة استخدام الإدراك البشري الذي قد يمتلكوه إذا لم يقوموا بإقصاء الجميع في العالم بالتصرف كحمقى أو غير مؤهلين.
*يفترض أن تعلم Jade Helm  جنود العمليات الخاصة كيف يستمروا في البقاء  دون البلاي ستاشيون و وجبات الغذاء ذات الستة آلاف حريرة .
*سوف تتعلم وحدات Jade Helm التحرك بشكل سري، و التظاهر، و نعني تماما كلمة "تظاهر" ، بكسب ثقة المدنيين الذي سيكون لهم دور يلعبوه.
* Jade Helm  محاولة لتسويق رواية أن الهزيمتين في العراق و أفغانستان و الفشل الرهيب الذي خلف الدولتين في دمار كامل أمور يمكن إصلاحها. و بالتأكيد ما هذا سوى تضليل.
*Jade Helm قائمة على افتراض أنه في حال تم تدريب الجنود للالتفاف حول الشعب بشكل أفضل، عندها يمكنهم الحصول على معلومات و مساعدة من السكان المحليين كما حصل مع طالبان، و هذا أمر غير واقعي.
* قد تضم Jade Helm  تدريبا جيدا من أجل القتال في أميركا وفق  سيناريو الفيلم الحربي الأميركي "الفجر الأحمر" Red) Dawn) أو حتى الحرب الأهلية.
*قد تكون Jade helm  مقدمة لتدخل أميركي في أوكرانيا.
*يبدو أن Jade Helm  "إصلاح بلا جدوى" لعدد من المشاكل التي ابتلي بها الجيش و التي لا تتم مواجهتها، مثل خوض حروب خاطئة ضد الشعوب الخطأ لأهداف خاطئة.
*Jade Helm، في المصطلحات المباشرة، محاولة للتدريب على فن "الهجوم الجميل".
و في محاولة لتبديد الإشاعات حول مصادرة الأسلحة و الاعتقالات الجماعية ، يستطيع أولئك القادرين على القراءة بين السطور التقاط رائحة الخوف و نظرة الذعر و اليأس.و إذا فهم المزيد من الأميركيين بوضوح ما تخبرهم إياه Jade Helm، فإنهم سيدركون سريعا أنه ما من جيش يحمي أميركا،  و بالتأكيد ما من وجود لما يستحق تريليون دولار سنويا و أكثر.
عشية السابع و العشرين من نيسان 2015 قامت وحدة قوات خاصة سورية قوامها 22 رجلا، بالتحرك إلى وراء خطوط النصرة المتاخمة للحدود مع تركيا، غرب مدينة حلب السورية. و هناك هاجموا مركز قيادة النصرة ، و اعتقلوا و أسروا القادة الكبار الواحد و الثلاثين لهذه المنظمة، هذه المعلومات و التفاصيل عن الهجوم تم الحصول عليها بشكل رسمي مباشرة من مصادر رفيعة في الحكومة السورية.
قتل سوريان، أحدهما ضابط و الآخر مجند ، و من بين خسارات العدو من القتلى و الأسرى كان هناك ستة ضباط أتراك و ضابطان قطريان.و المعلومات التي تم جمعها خلال هذه المهمة تشير بوضوح إلى الدعم الفعال من قبل تركيا و قطر للقاعدة و الذي ربما يعود لسنين طويلة. كما و يوضح دور شركات العقود الخاصة العاملة مع كل من جيش الولايات المتحدة و السي آي ايه داخل تركيا و علاقتهم مع الاستخبارات الإسرائيلية.
كما و ظهرت أدلة حول شحن أسلحة أميركية ثقيلة إلى تركيا، أسلحة انتقلت إلى يد النصرة أحد فروع القاعدة، و كانت في مخازن أسلحة داخل إسرائيل. و هذه المخازن ليست ذات ملكية إسرائيلية و لكنها أميركية و قد دفعت الولايات المتحدة من أجل تخزينها في إسرائيل.
إحدى الشحنات كانت تضم وحدها 500 صاروخ TOW  آخر طراز، إضافة إلى 50 قاذفة Stinger. و هذا وحده ليس بالأمر المفاجئ لو لم يكن تابعا لبرنامج "الفحص و التدريب" الذي يشرف عليه الجنرال السابق جون ألين، الذي كان يوما قائدا أميركيا في أفغانستان، و الذي يبادل الأشخاص و المعدات مع القاعدة. و قد تم فضح  كل جوانب هذه العملية الغريبة و غير الشرعية ، و التي تضم داعش و النصرة و الموساد و الاستخبارات التركية و جيوش كل من تركيا و قطر ، التي تعمل علنا على تسليح مجموعات إرهابية ، و تعمل مع السي آي ايه و الجيش الأميركي و عقوده الخاصة.
و حتى سوريه سوف تقر بأن ما تم اكتشافه ليس إشارة على ازدواجية أو خداع الرئيس أوباما،  و إنما هو في الواقع إشارة إلى  أمر أسوأ بكثير.
ماذا لو لم يكن الرئيس أوباما يعلم بالأمر؟ فمن بين الأمور المكتشفة لم يكن هناك دليل على أن الإدارة الأميركية ، و لا الرئيس أوباما و وزير الخارجية كيري من ضمن الحلقة. و هذا الأمر لا ينطبق على وزارة الدفاع الأميركية و لا على السي آي ايه،حيث  مدى الاشتراك في الجريمة كبير, و للتوضيح، اتصلت مع الكولونيل James Hanke،الملحق الثقافي السابق لدى اسرائيل و قال:
"في مراجعة عقود البنتاغون مع الشركات، و خاصة Raytheon مصنعة نظام صواريخ TOW، رأيت أكثر من "باب مظلم" . إنها عقود يتجاوز عدد منها ال 40 مليون دولار، من أجل أنظمة أسلحة غير محددة ، عقود مرتبطة بأخرى بطريقة تجعلها مضللة و من السهل إخفاؤها عن كل من الكونغرس و السلطة التنفيذية. و هي أسلحة كتلك التي استخدمت من أجل قضية ايران كونترا قبل سنوات، أو التي يتم توفيرها لداعش و النصرة  و مجموعات أخرى ، و هناك أدلة على أن الإسقاط الجوي لأسلحة من هذه الأنواع كان لأجل هذه المنظمات"
Jade Helm  محاولة لتعليم الجيش الأميركي المحطم و المحبط كيف يقترب من الناس، بينما يقوم الجيش ذاته  بدعم أعداء الولايات المتحدة بشكل فاعل. و من الأفضل لو أن الأموال التي تنفق  لتعليم الجنود كيفية كسب الأصدقاء و التأثير على الناس أنفقت من أجل الوصول إلى من يقوم داخل واشنطن بتحويل ملايين الأسلحة الأميركية إلى أعداء أميركا.


*مقاتل سابق في الجيش الأميركي ، و يعمل منذ عقود في قضايا المحاربين و مستشار للحكومة في قضايا الأمن.

عن مجلة New Eastern Outlook الالكترونيه

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...