«داعش» تضيق الخناق على مصفاة بيجي والقوات العراقية المحاصرة تطلب المساعدة

05-05-2015

«داعش» تضيق الخناق على مصفاة بيجي والقوات العراقية المحاصرة تطلب المساعدة

وجهت قوات عراقية محاصرة داخل أكبر مصفاة للنفط في العراق، في بيجي شمال العراق، مناشدة لإنقاذهم من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"- "داعش" الذين توغلوا في مجمّع المصفاة الأسبوع الماضي. يأتي ذلك بينما ينفد مخزون القوات العراقية المحاصرة من الغذاء.
ويسيطر المتشددون الآن على أجزاء كبيرة من مجمع مصفاة بيجي، حيث يتحصن نحو 200 من رجال الشرطة والجنود وأفراد القوات الخاصة.
ويقول الشرطي مهند، في اتصال هاتفي من المصفاة حيث تمركزت وحدته في مواقع دفاعية في دار للضيافة في الجانب الشرقي من المجمع: "تحاصرنا داعش من كل الجهات".
ويضيف: "يمكننا سماع مقاتلي داعش يصيحون ويهددون بقطع رأس أي فرد يمسكون به. نقصت الذخائر والطعام ومياه الشرب من عندنا. نأكل وجبة واحدة يومياً، قطّعنا ملابسنا العسكرية لتضميد جراح جنود وأفراد شرطة آخرين."
ويشير مهند المتحدر من بغداد، الى أنه وضع جانباً رصاصة واحدة ينهي بها حياته في حال تغلب المتشددين عليهم، قائلاً "هذه وسيلة أسهل للموت بدلاً من أن يقطع رأسي."
ومصفاة بيجي واحدة من أكثر المواقع التي دارت عليها معارك طاحنة في العراق منذ أن اقتحم متشددو "داعش" شمال البلاد الصيف الماضي وأعلنوا قيام خلافة.
وفي العام الماضي ظلت القوات الحكومية شهوراً تحت الحصار في داخل المصفاة. وكسر الحصار في تشرين الثاني الماضي ولكن المقاتلين شنوا هجوماً جديداً الشهر الماضي بعد طردهم من مدينة تكريت القريبة.
وبعد أن سيطر الإرهابيون على جزء كبير من المجمع، قال مسؤولون عراقيون في 18 نيسان إنهم عادوا للسيطرة الكاملة على المصفاة. ولكن بعد ذلك حقق المتشددون مكاسب مرة أخرى.
ويقول ضابطان من قيادة العمليات العسكرية في محافظة صلاح الدين التي تضم بيجي، إن المتشددين توغلوا في المجمع بحيث صار من المستحيل تقريباً على الطائرات استهدافهم من دون إلحاق أضرار بالمصفاة أيضاً.
ونشرت "داعش" صوراً تظهر صناديق ذخيرة قالوا إن القوات العراقية تركتها في بيجي وصوراً لجثث مشوهة لرجال شرطة لم يمكن التعرف عليهم إلا من خلال زيهم المموه. وليس بالإمكان التحقق من صحة الصور من مصدر مستقل.
ويلفت العقيد عماد السعيدي الذي يقود وحدة مشاة متمركزة بالقرب من المصفاة، الانتباه إلى أن التنظيم يحاصر المصفاة تماماً بعد أن قطع المتشددون جميع طرق الإمداد التي كانت تستخدمها قوات الأمن.
وأضاف أن مقاتلي "داعش" يشنون عدة هجمات انتحارية باستخدام سيارات ملغومة ضد مواقع القوات بشكل يومي. ونتيجة لعدم وجود تعزيزات صار نحو ثلثي المصفاة تحت سيطرة "داعش".

وقال مسؤول عراقي رفيع المستوى، في حزيران الماضي، إن المصفاة كانت تضخ قبل إغلاقها نحو 175 ألف برميل يومياً. وهذه الكمية هي نحو ثلث استهلاك العراق الداخلي من الوقود.
كما يشير عضو مجلس محافظة صلاح الدين خزعل حمادي إلى أن نحو نصف المجمع بات الآن تحت سيطرة المتشددين.
ويضيف حمادي أن هناك استغاثات من رجال الشرطة المحاصرين داخل المصفاة مع تناقص إمدادات الغذاء ويطلبون نقل مناشداتهم لرئيس الوزراء حيدر العبادي كي ينقذهم من نهاية مأساوية على أيدي متشددي "داعش" إذا لم يتم إرسال تعزيزات.
وألحقت قوات عراقية وقوات "الحشد الشعبي" المؤازرة هزيمة كبيرة بالتنظيم الارهابي، مطلع الشهر الماضي، في تكريت. وهذا أول هجوم مضاد منذ الهجوم الخاطف لمقاتلي "داعش" العام الماضي. ولكن المتشددين وجهوا ضربة في بيجي ومحافظة الأنبار في غرب البلاد.
ويفيد قائد في القوات الخاصة، كان قد أصيب الأسبوع الماضي في اشتباكات في المصفاة وجرى نقله عبر طريق في الجهة الشرقية أغلقه المتشددون فيما بعد، بأن المتشددين سيطروا على مصافي "صلاح الدين 1" و"صلاح الدين 2" و"الشمال الفرعية".
ويضيف أن معظم مخزون الخام في الجزء الشمالي من المصفاة وخزانات الوقود والغاز في الجزء الجنوبي واقع تحت سيطرتهم. ووصف حال الجنود العراقيين قائلاً إنهم في حالة صدمة وتشتت تامة.
ويتابع قوله إن هذا التهديد أكبر بكثير من أن يتعاملوا معه بمفردهم، مشيراً إلى أن السبيل الوحيد لكسر الحصار هو أن تستعيد القوات العراقية بلدة بيجي القريبة من المتشددين، بحيث يتم فتح ممر إلى المصفاة من جهة الجنوب.

المجر تقرر إرسال ١٥٠ عسكرياً لتدريب القوات العراقية

أعلن وزير خارجية المجر، بيتر زيغارتو، أمس، أن بلاده قررت إرسال قوة عسكرية قوامها ١٥٠ جندياً تدريب القوات العراقية وتقديم المشورة لها في الحرب ضد تنظيم "داعش". تصريحات الوزير المجري، جاءت في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري في بغداد التي وصلها المسؤول المجري أمس في زيارة رسمية غير معلنة المدة.
وقال زيغارتو إن "العراق يواجه تحدياً كبيراً، ويجب أن نقف سوية لمواجهة هذا التحدي وأن نقاتل سوية هذه المنظمة الإرهابية المتوحشة داعش".
وأضاف أن "المجر قررت إرسال قوة عسكرية من ١٥٠ شخصاً سيكتمل إرسالها في شهر آب المقبل لإنجاح الحرب ضد تنظيم داعش". ولفت إلى أنه اجتمع مع وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، وأن الأخير أبلغه باحتياجات العراق.
وقال أيضاً إن "المجر أرسلت ٢٢٠ طناً من الذخيرة إلى إقليم كردستان منذ البداية، فضلاً عن توفير الاحتياجات الإنسانية للنازحين".

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...