أنباء عن إنزال بحري في عدن.. ينفيه «التحالف»

04-05-2015

أنباء عن إنزال بحري في عدن.. ينفيه «التحالف»

دخلت الحرب على اليمن، يوم أمس، منعطفاً جديداً، تمثّل بإنزال قوات برية في عدن، في مسعى لتحقيق أولى الأهداف المعلنة التي انطلقت من أجلها «عاصفة الحزم» قبل ما يزيد على شهر، بإيجاد موطئ قدم للحكومة «الشرعية» في المدينة، بعدما أثبتت الغارات الجوية عدم جدواها في تحقيق تلك الغاية، وسبق ذلك التطوّر معلومات أشارت إلى أنّ العملية كانت مقررة قبل حوالي الشهر، إلا أنها أرجئت لأسباب لوجستية.
وإذا نجحت تلك القوات إلى جانب الميليشيات المسلحة الموالية لعبد ربه منصور هادي، في السيطرة على عدن، بعد ورود معلومات غير مؤكدة عن سيطرتها على مطار المدينة، فإن ذلك يعني تهيئة الأرضية لعودة هادي وحكومته، ما قد يعقد أيّ جهود ديبلوماسية لحل الأزمة في اليمن.دخان يتصاعد من حي خور مكسر جراء اشتباكات في عدن، أمس (أ ف ب)
وفي هذا الإطار، أكّد مصدر ديبلوماسي غربي في رواية لـ «الأناضول» أنّ عملية الإنزال البحري، التي تمّت عبر ميناء جيبوتي، كان مخططاً لها في السابع من نيسان الماضي، لكنّها أرجئت بسبب اندلاع مواجهات عنيفة بين «اللجان الشعبية» التابعة لجماعة «أنصار الله» والجيش اليمني من جهة، والميليشيات التابعة لهادي من جهة أخرى، في محيط ميناء عدن، ما حال دون تنفيذ عملية الإنزال في ذلك الوقت.
وأشار المصدر إلى أنّ للعملية هدفين «الأول عسكري بإيجاد منطقة آمنة في مدينة عدن لتكون مرتكزاً تنطلق منه قوات التحالف، والثاني سياسي بتوفير موطئ قدم للحكومة اليمنية تدير منه شؤون البلاد».
وكشف الديبلوماسي أنّ بضعة آلاف من جنود قوات «التحالف» شاركوا في عملية الإنزال، موضحاً أنّ هناك دوراً مهماً لكل من واشنطن وباريس في العملية من خلال قاعدتين عسكريتين لهما في جيبوتي، حيث اختصرت الولايات المتحدة دورها في تقديم الدعم في المجال الجوي ومراقبة الأجواء وملاحقة عناصر «القاعدة» من خلال تعاونها مع السعودية في إطار اتفاقيات التعاون العسكري والأمني بين البلدين، فيما ستسخّر فرنسا كل إمكانياتها البحرية في البحر الأحمر لعملية الإنزال.
المصدر الدبلوماسي الغربي أكّد أنّ نحو 150 عسكرياً إماراتياً وصلوا إلى القاعدة الفرنسية في جيبوتي للمساعدة في عملية الإنزال البحري الأولى التي أرجئت، موضحاً أنّ هذه الخطوة جرت بالتواصل بين القاعدة الفرنسية في جيبوتي، ونظيرتها في أبو ظبي.
وأشار إلى أنّ عدداً كبيراً من هؤلاء العسكريين هم من أبناء اليمن الجنوبي الذين هربوا بعد حرب العام 1993، حيث حصل الكثير منهم على الجنسية الإماراتية وعملوا في المؤسسة العسكرية هناك. وذكر أنّ هؤلاء العسكريين، وهم من الطيارين والقوات البحرية والمرشدين، سيقدّمون إرشادات لعملية الإنزال بحكم معرفتهم وخبرتهم السابقة بطبيعة اليمن، والإمكانيات العسكرية التي قد يملكها الحوثيون والجيش.
مصدر آخر أكّد، في رواية مشابهة، أنّ جنود «التحالف» في عدن «لا يتخطون بضع عشرات، وهم من أصول يمنية وينتمون إلى القوات المسلحة السعودية والإماراتية».
ووفقاً لسكان في محافظة عدن فإنّ حوالي 30 عسكرياً من قوات «التحالف» تمّ إنزالهم بحراً، مساء أمس الأول في المحافظة، موضحين أنّ هؤلاء نزلوا على ساحل منطقة الخيسة، التابعة لمديرية البريقة في المحافظة عبر قوارب مطاطية، ثم اتجهوا إلى مركز المدينة.
ونزلت قوة ثانية قبالة مطار عدن الدولي، أمس، فيما نقلت «فرانس برس» عن مسؤول يمني محلي قوله إن «عدداً محدوداً» من جنود «التحالف» انتشر على الأرض لدعم الميليشيات، مؤكداً أنّ هناك «قوة أخرى قادمة».
معلومات الإنزال على مدى اليومين الماضيين، والتي أكدتها مصادر عدة، نفاها المتحدث باسم «التحالف» أحمد عسيري قائلاً، في تصريحات لقناة «الإخبارية» السعودية «أستطيع أن أؤكّد أنه لم يحصل أيّ إنزال (أمس) في عدن»، إلّا أنّه أضاف أنّه «لا يستطيع التعليق على عمليات جارية» وأن قوات «التحالف تبقي كل الخيارات مفتوحة لدعم المقاومة والحصول على النتائج المرجوة على الأرض». وختم قائلاً «ليس من مصلحة سلامة العمليات والذين يقومون بها تقديم تفاصيل» حول هذه العمليات.
ولم يتوصل مجلس الأمن، خلال جلسة طارئة عقدها يوم الجمعة الماضي، بطلب من روسيا، إلى توافق حول هدنة إنسانية تتيح وصول المساعدات إلى اليمنيين «بسبب النقص الخطير في الدواء والوقود هناك»، وهو ما أرجعه مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إلى «تردّد» أعضاء المجلس.
ومع تواصل العمليات العسكرية والحصار الذي يفرضه «التحالف» على اليمن، حذّر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن يوهانس فان در كلاو، من نفاد سريع لمخزون المحروقات والغذاء في هذا البلد، ما قد يؤدّي إلى انهيار في البنى التحتية الأساسية «في غضون أيّام».
وفي هذا الإطار، وجّهت جماعة «أنصار الله» رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تدعوه فيها إلى العمل على إنهاء الضربات الجوية السعودية.
وقال رئيس دائرة العلاقات الخارجية في الجماعة حسين العزي في الرسالة «يؤسفنا أن نبلغكم بأنّ الكميات المتبقية من الوقود مهدّدة بالنفاد خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة في معظم مستشفيات الجمهورية اليمنية المكتظة بآلاف الجرحى والمرضى مع نقص مخيف في كميات الدواء. كما نؤكد أنّ هذه الحالة الخطيرة والمأساوية تأتي في ظل استمرار العدوان السعودي السافر على بلادنا وشعبنا».
وخلال زيارة إلى سريلانكا، أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس الأول، عن أمله في أن تؤدّي المفاوضات الجارية في الأمم المتحدة حول مشروع هدنة إنسانية في اليمن إلى تفادي انهيار هذا البلد، مضيفاً أنّ بلاده تعمل «بجدّ من أجل تنظيم عملية تفاوض عبر الأمم المتحدة تتيح جمع الأطراف اليمنيين للتفاوض حول مستقبل بلادهم».
وفيما نددت إيران على لسان مساعد وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان بـ «مغامرات» السعودية في اليمن، أكدت أن «أمن اليمن من أمن المنطقة ومن أمن إيران.. لن يكون مسموحاً أن يلعب آخرون بأمننا المشترك».
وأضاف عبد اللهيان أنّ «تركيز السعودية على الحرب ضدّ اليمن لا يفيد سوى النظام الصهيوني والمجموعات الإرهابية»، موضحاً أنّ بلاده تدعم «حواراً بين اليمنيين في مكان تقبل به جميع الأطراف (اليمنية) من دون تدخّل خارجي».
وبعد الضجة الإعلامية التي أثارتها رسالة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى نظيره السعودي الجديد عادل الجبير، يوم الخميس الماضي، اعتبر مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية أنّ رسالة ظريف «لا تعني تأييد الإجراءات السعودية والتدخل العسكري السعودي ضدّ الشعب اليمني الأعزل إطلاقاً»، مشيراً إلى أنّ إيران والسعودية ترتبطان بعلاقات سياسية وديبلوماسية بالرغم من الأجواء السائدة «وان تبادل الرسائل يعتبر أمراً طبيعياً ومألوفاً في العلاقات بين الدول على أساس الأعراف الدولية المعترف بها».
وبعد تدمير مطار صنعاء لمنع طائرة مساعدات إيرانية من النزول على مدرجاته، أكد رئيس منظمة الهلال الأحمر الإيرانية علي أصغر أحمدي أنّ طهران أرسلت مساعدات إنسانية إلى اليمن عبر سلطنة عمان، مؤكداً أنّ هذه المساعدات ستصل في وقت قريب.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...