مَا هي «بوكو حرام»؟

27-04-2015

مَا هي «بوكو حرام»؟

«نعم، التربية الغربية ممنوعة. كل فكرة وعلوم تناقض الإسلام، يمنع الله عليكم أن تتعرّفوا إليها». حدث هذا في شهر تموز 2009، وكان المتكلّم هو محمد يوسف قائد مجموعة صغيرة دُعيت «جمعية المجاهدين» وبعد تظاهرة صغيرة تلت ذلك الخطاب، تم إلقاء القبض على محمد يوسف. وبعد ساعات تمّ اغتياله على يد القوى الأمنية. لقد تمّ تسجيل نظريات وأفكار يوسف في فيديوهات مصوّرة، استطاعت أن تخرق الجدار الإعلامي في البلد. وقد تمّ التعريف بها من قبل الإعلام الغربي باسم «بوكو حرام» والتي كانت في البداية حركة دينية مسالمة، تتوسّل النقاش الفكري وتنبذ العنف. ولكن اغتيال يوسف بتلك الطريقة جعلها تعيد النظر بأفكارها لتتبنى ايديولوجية السلفية الجهادية وأفكار «القاعدة».
منذ خمس سنوات تنشر «بوكو حرام» الاضطراب والفوضى في أجزاء من نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون. وقد قتل في تلك الأحداث أكثر من عشرة آلاف شخص، وهجر 1,5 مليون من منازلهم. وفي نهاية العام 2014، تمكنت الجماعة من السيطرة على ثلاث محافظات في نييجريا، وأعلنت رغبتها في إقامة إمارة إسلامية، وولاءها للدولة الإسلامية في العراق والشام.
لقد كتب الكثير عن الجماعات المتطرفة مثل «الدولة الإسلامية» و «القاعدة». ولكن لم يُكتب إلا القليل عن «بوكو حرام» وقادتها وأفكارها، على العكس من الجماعات الجهادية الأخرى التي تعتمد على تقنيات التواصل الاجتماعي. كما أن أجهزة الإعلام لا تستطيع بلوغ المناطق التي تسيطر عليها الجماعة، ووسائل الإعلام الغربية واستخباراتها لا تنظر إليها كخطر مباشر يهدّدها. وقد ألقى كتاب جديد ألّفه الصحافي البريطاني مايك سميث بعنوان «في داخل نيجيريا – بوكو حرام» مزيداً من الأضواء على الجماعة. وقد سُئل محمد يوسف عن أفكاره التي تريد إعادة أسلوب الحياة الذي ساد في القرن السادس الميلادي مع إنشاء دولة الرسول في المدينة المنورة، وكيف أنها تستعمل اليوم تقنيات العصر من حواسيب وأجهزة طبية حديثة، فأجاب: «هذه أمور أخرى مختلفة عن التربية الغربية، التي تعني تغريب الفرد».
خلف أبو بكر شيكاو، محمد يوسف في قيادة «بوكو حرام»، وهو معروف جيداً في نيجيريا من خلال الفيديوهات التي يصدرها تنظيمه. وفي كل مرة تعلن القوى الأمنية عن مقتله، تعود الفيديوهات لتكذّب ذلك. وقد لعب التنظيم دوراً مهماً في الانتخابات التي جرت منذ وقت قصير، والتي تم تأجيلها لستة أسابيع من أجل عودة الهدوء النسبي. لقد انتقل التنظيم في نشاطاته من الاغتيال الفردي إلى مهاجمة مراكز قوى الأمن، إلى السيطرة على مدن ومحافظات كاملة. وقد حققت القوات التشادية التي تدخلت في نيجيريا بعض النجاحات المحدودة، وهاجم الجيش النيجيري القرى والبلدات في الشرق الجنوبي للبلد بقسوة بالغة. ولا يزال الصراع مستمراً.

السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...