الجيش السوري يرسم خطوط «معركة إدلب الكبرى»

20-04-2015

الجيش السوري يرسم خطوط «معركة إدلب الكبرى»

على خطى التقدم الذي حققه الجيش السوري مؤخراً في ريف إدلب شمال سوريا، والذي أصبح يشكل خطراً حقيقياً على تواجد المجموعات المسلحة في المدينة ومحيطها، تحاول المجموعات المسلحة إعادة ريف حماه، المتصل جغرافياً بريف إدلب، إلى واجهة الأحداث، معلنة عن معركة أطلقت عليها تسمية «شفاء الصدور»، بهدف «تحرير حماه».
وتضم العملية مجموعة تنظيمات، أبرزها «ألوية وكتائب صقور الغاب» و«لواء سيف الله»، التابع إلى «ألوية أحفاد الرسول»، و«لواء العاديات» وغيرها.
وانطلقت العملية باستهداف مناطق ريف حماه الغربي بالصواريخ والقذائف، خصوصاً منطقتي تل ملح والجبين، اللتين تقعان على جانبي طريق حيوي يربط ريف حماه الغربي ببلدة السقلبية، والتي يمرّ عبرها طريقي الغاب والساحل السوري.
ورسمت العمليات الأخيرة التي قام بها الجيش السوري في ريف إدلب، وسيطر خلالها على بلدات كفر نجد ونحلايا والمقبلة غرب المسطومة، المعالم الرئيسية والخطوط العريضة لمعركة «إدلب الكبرى».سوريون يتفقدون حفرة جراء غارة جوية في حلب أمس (ا ف ب)
وعلى خلاف توقعات المراقبين للميدان السوري لم تكن المسطومة هي قاعدة الانطلاق باتجاه المدينة، وحتى الجماعات المسلحة المتواجدة في إدلب ركّزت ثقلها داخل الكتل الممتدة من مجلس المحافظة حتى نهاية شارع القصور على المدخل الجنوبي في مواجهة تلة المسطومة، ولهذا كانت رؤية القيادة الميدانية في محافظة إدلب، كما يقول أحد ضباطها ، أن تكون تلة المسطومة نقطة الارتكاز في منتصف القوس العسكري الذي يسعى الجيش السوري لفرضه على الأرض، ولذا كان التحرك من الجنوب الغربي أولاً، تمهيداً للتقدم من المسطومة باتجاهي فيلون غرباً (تبعد كيلومترين) وقميناس شرقاً (تبعد ثلاثة كيلومترات).
ويضيف القائد الميداني «صحيح أن السيطرة على البلدات الثلاث (كفر نجد ونحلايا والمقبلة) اعتمدت على عنصر المباغتة، لكن الخطة لم تعد سرية»، حيث أن الجيش يسعى إلى فتح الكثير من نقاط الاشتباك في محيط إدلب، خصوصاً بالاتجاهين الغربي والشرقي.
ويوضح أن هذا الأمر سيضع المجموعات المسلحة أمام خيارين: الأول، أن تنشر عناصرها على المحاور كافة، ما قد يمكننا من إحداث خرق في إحدى نقاط الاقتحام المحددة لدينا بحسب التطورات، والثاني أن تركز قوتها في النقاط الإستراتيجية، ما سيجعل الجيش السوري يستغل ذلك لكسب المزيد من الأراضي المحيطة بالمدينة.
ويقول: «الأكيد أن الجيش يملك القوة والغزارة النارية لضرب التجمعات الرئيسية، إن اختاروا تركيز مواقعهم، واستقدمنا وحدات عسكرية مختصة بمعارك البساتين والأحراج للسيطرة على محيط المدينة إن اختاروا نشر مجموعاتهم خارج المدينة لمنع القوات العسكرية من تطويقها. فمن خلال العمليات الأخيرة، وفتح أكثر من نقطة اشتباك في المعركة أصبح أمام المسلحين أكثر من احتمال للمحاور التي قد تتقدم منها القوات. إن قيادة العملية تريدهم أن يصلوا إلى هذه الحالة من التخبط والتشتت، وفي هذه سيرسم الجيش السوري قوساً عسكرياً في محيط المدينة مهما كانت الظروف».
ولم تحقق المجموعات المسلحة أي تقدم باتجاه جنوب المدينة، في ظل انخفاض وتيرة الضخ الإعلامي حول عملية «تحرير معمل القرميد والمسطومة» التي أطلقها «جيش فتح» بعد سيطرته على المدينة، ما يؤكد المعلومات التي تقول إن التنظيمات المسلحة انتقلت من مرحلة الهجوم إلى مرحلة الدفاع، فعملها الآن يتركز على «دك» مقرات الجيش بالقذائف والصواريخ، كما قال عضو المكتب الإعلامي في «أحرار الشام» أبو اليزيد لإحدى قنوات المعارضة، نافياً الأخبار التي تنشرها الصفحات الداعمة للتنظيمات المسلحة على مواقع التواصل الاجتماعي، واصفاً إياها بـ «الحماس الزائد».
في هذا الوقت، تواصل التنظيمات المسلحة نعي من تصفهم بـ «الشهداء» في صفوفها، خلال معارك محيط المدينة، وإن كان أهمهم خلال الأيام الماضية القائد العسكري في «جند الأقصى» عبد الله الدخيل. وازدادت عملية نشر أسماء القتلى من القادة في صفوف «جبهة النصرة» و»أحرار الشام» مع توسع المعارك، إن كان في الريف أو خلال استهداف الجيش لتجمعاتهم في المدينة، وذلك من اجل الوصول الى الهدف النهائي، وهو إعادة السيطرة على إدلب ومحيطها وفك الحصار عن بلدتي كفريا والفوعة.
من جهة ثانية، اثنى وزير الدفاع العماد فهد جاسم الفريج، خلال زيارته برفقة عدد من ضباط القيادة العامة، إحدى القواعد الجوية في المنطقة الجنوبية، على جهود الطيارين وشجاعتهم في تنفيذ واجباتهم ومهامهم الوطنية، مؤكدا أن «قواتنا المسلحة ستواصل مهامها في القضاء على الإرهابيين وإحباط مؤامرات رعاتهم وداعميهم».

سيف عمر الفرا

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...