«كارثة» في الرمادي: «داعش» يقترب

17-04-2015

«كارثة» في الرمادي: «داعش» يقترب

اقترب تنظيم «داعش» في هجومه على مدينة الرمادي، أمس، من مركز المدينة بشكل كبير مهددا باقتحامها، حيث تمكن من فرض حصار على المجمع الحكومي الذي تتواجد فيه غالبية القوات العراقية المدافعة عنها.
وأعلن التنظيم أيضا عن صده لمحاولات الجيش العراقي استعادة مصفاة بيجي التي ادعى أن مقاتليه تمركزوا في غالبية أجزائها، في وقت شن الجيش العراقي مدعوما بقوات «الحشد الشعبي» هجوما من ثلاثة محاور على قضاء الكرمة، بعدما أرسلت الحكومة تعزيزات إلى الأنبار.
وفي هذه الأثناء، حذر رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي، الذي يواصل زيارته لواشنطن، من خطورة الهجوم الذي يشنه «داعش» في الأنبار، مؤكداً أنه في حال لم يتم «كبح جماح» مسلحي التنظيم فإنهم سيتحولون إلى حالة يصعب إيقافها، ومتحدثا عن ضرورة تجهيز لواءين عراقيين بالأسلحة الثقيلة من أجل استعادة المحافظة.
وقال العبادي إن هذا الهجوم يظهر الخطر المتنامي الذي يشكله «داعش»، مؤكداً أن التنظيم «يقوم بتجنيد شبان ليس في العراق فقط بل في كل العالم»، ومشيراً إلى أنه يحاول «إنشاء كيان على الأرض، وفي تطوير هذه القدرة فإن أي جيش في العالم لن يتمكن من إيقافه. ويجب أن يتم إيقافه».
وواصل مسلحو التنظيم ضغطهم لليوم الثالث على التوالي من أجل الوصول إلى مركز مدينة الرمادي، ما أجبر حوالي ألفي عائلة عراقية على النزوح من منازلهم، بعد أن وجهوا هجومهم على وسطها عقب سيطرتهم، أمس الأول، على ثلاث قرى محاذية لها شرقا، مشكلين تهديداً كبيراً بامكانية اقتحامها.
ووصف الخبير العراقي هشام الهاشمي الوضع في الرمادي بـ «الخطير جدا»، مؤكداً أن «المدينة على وشك السقوط»، قائلا إن «داعش» سيطر بشكل كامل على الجزء الشرقي من المدينة، كما استحوذ على 80 في المئة من الجزء الغربي فيها، وبات مسلحوه يقاتلون على بعد كيلومتر واحد عن مركز قيادة الأنبار، وكيلومترين فقط عن المجمع الحكومي، وأضاف «الحقيقة هي أن داعش يتقدم بسرعة».
وبحسب مسؤولين عراقيين، قصفت طائرات «التحالف الدولي» أهدافا داخل قرى البوغنيم والسجارية والصوفية شرق الرمادي، بعد سيطرة «داعش» عليها، بينما تحول مركز محافظة الأنبار إلى مدينة أشباح، وبات هجوم التنظيم على مركز المدينة من الجهات الأربع متركزا في الشوارع والحارات الضيقة التي يقاتل فيها مسلحوه بأسلوب حرب العصابات، ما يصعب مهمة سلاح الجو في توجيه ضربات محددة.
وأعلن التنظيم عبر إذاعة محلية تابعة له تبث باللغة الانكليزية (إذاعة البيان) أنه سيطر بشكل كامل منذ، أمس الأول، على ست قرى شرق الرمادي ويتوجه للسيطرة على السابعة، بحسب ما ذكر موقع «سايت».
من جهته، وصف نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي الوضع في الرمادي بـ «الكارثي» وطالب الحكومة العراقية بارسال تعزيزات بشكل سريع.
ويتمركز في قاعدة عين الأسد في الأنبار مئات الجنود الأميركيين الذين يدربون قوات العشائر العراقية، وكانت قد تعرضت في شباط الماضي لهجوم بواسطة انتحاريين تم صده آنذاك، وذكر مسؤول أميركي لوكالة «أسوشيتد برس» أنه لا يوجد «خطط حالية» لانتشال القوات الأميركية المتمركزة في القاعدة التي تبعد حوالي 100 كيلومتر غرب الرمادي، مؤكدا أن القتال الدائر حول المدينة ليس له تأثير على القاعدة أو على الجنود الأميركيين المتمركزين فيها.
وبحسب «سايت» أعلنت إذاعة «البيان» أيضا عن أن التنظيم تمكن من صد محاولة للقوات العراقية لاستعادة السيطرة على مصفاة بيجي، وأشارت إلى أن مقاتلي التنظيم «تمركزوا في عدة أجزاء من المصفاة بعد أن سيطروا عليها بشكل شبه كامل».
وفي سياق الحديث عن مساعدات عسكرية محتملة من الولايات المتحدة للقوات العراقية، نفى العبادي في كلمة ألقاها في مركز «الدراسات الاستراتيجية والدولية»، أنه حمل إلى واشنطن قائمة من الأسلحة التي يطلب تزويد بلاده بها، وأضاف أنه تلقى «تطمينات» بتسليمه عددا من طائرات «اف -16» في الوقت المحدد، مشدداً على أن لواءين عراقيين سيبدآن تدريبات لاستعادة محافظة الانبار من «داعش»، وهما يحتاجان الى أسلحة ثقيلة في القتال.
ورحب العبادي بالمساعدة الايرانية في القتال ضد «داعش»، ولكنه اعتبر أن «كل شيء يجب أن يمر من خلال الحكومة العراقية»، معتبراً أن «السيادة العراقية مهمة جدا».
وردا على سؤال حول وجود قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني في العراق، شدد العبادي على أن «العراقيين يقدمون التضحيات لاستعادة بلادهم»، ولفت إلى أن العراقيين لا يقبلون القول إن «آخرين هم من يفعل ذلك نيابة عنهم»، وأضاف: «أنا مستاء جدا من الذي يحدث، وانا اتحدث مع الايرانيين عن ذلك»، مؤكدا ضرورة «وجود الحكومة... فالناس يجب أن يؤمنوا بأن الديموقراطية يمكن أن تنجح».
ونقلت صحيفة «واشنطن تايمز» عن العبادي قوله إنه «سيتخذ خطوة نحو تطبيق نظام اللامركزية في الحكم من أجل تشجيع الحرية الاجتماعية والاقتصادية، وتطوير الأمن على المستويات المحلية».
إلى ذلك، اعتبرت مجلة «نيوزويك» الأميركية أن على الرئيس الأميركي باراك أوباما «دعم العبادي من أجل هزيمة داعــش»، لافتة إلى أنه «خلف الميدان العراقي يكمن لغز محير حول الطريقة الأمثل لإعادة دمج» من أسمتهم «المجتمعات العربية السنية العراقية بعد طرد تنظيم داعش».
وأشارت المجلة إلى أن المسؤولين الأميركيين اقترحوا تطبيق مفهوم «الحرس الوطني» من أجل دمج «القوات العربية السنية ـ التي خلفت ميليشيات الصحوات في الأنبار ومناطق أخرى ـ في القوات العراقية»، معتبرة أن «هناك خيارا واحدا هو وجود اعتراف رسمي بالأمر الواقع باللامركزية التي نتجت عن الصراع مع تنظيم داعش»، مشيرة إلى أن زيارة العبادي أتاحت لادارة أوباما أن تطرح هذه المخاوف على مستوى عال.
وذكرت «نيوزويك» بأن واشنطن استخدمت، الصيف الماضي، شرط المساعدة العسكرية من أجل إزاحة رئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي من السلطة، معتبرة أن اليوم يمكن للولايات المتحدة وحلفائها في «التحالف» استعمال «نفس النفوذ» من أجل مساعـــدة العـــبادي «لإعادة بناء الســلطة» في الحكومة العراقية، و»صد التحـــديات الــتي يتعرض لها من الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...