كل دروب الدواعش تؤدي إلى إسرائيل

03-04-2015

كل دروب الدواعش تؤدي إلى إسرائيل

الجمل ـ * غوردون داف ـ ترجمة رنده القاسم:
منذ عام 2011 قامت الطائرات و المروحيات الإسرائيلية بالتحليق أكثر من مئة مرة ضد الجيش السوري و حلفائه ، كدعم مباشر لفرق داعش العاملة داخل الأراضي السورية. مهمات كهذه كان من الممكن أن تكون مستحيلة لولا وجود مرشدين ملاحين على الأرض داخل  سوريه، عاملين إسرائيليين مع داعش.
بشكل مشابه، قامت المدفعية الإسرائيلية المتحركة في الأراضي السورية المحتلة بعد حرب 1973  ببسط مظلة حماية في سوريه لدعم وحدات داعش. و أشارت مصادر ضمن UNTSO (منظمة مراقبة ميثاق الأمم المتحدة) ،تعمل برادارات متقدمة داخل المنطقة منزوعة السلاح ، إلى مئات الانتهاكات التي شوهدت و لم تسجل.
ومؤخرا ألقي الضوء على أمر لافت للانتباه. فإسرائيل تعمل منذ زمن من أجل السيطرة على وسائل الإعلام الاجتماعية و مواقع انترنيت بما فيها ويكيبيديا . و تستخدم دولارات الإعانة الأميركية من أجل تقديم العون لطبقات من ربات البيوت غير الموظفات، و اللواتي تصل أعدادهن إلى المئات و تزدحم بهن غرف المحادثة الافتراضية، و ينشرن مواد غير لائقة على ويكيبيديا. و الآن، بعد إمكانية الانتقال بين عدد لا منته من عناوين الانترنيت،تُنشر إعلانات داعش و تهديدات مصدرها من إسرائيل ، من نفس المجموعة.
و مؤخرا صدرت تهديدات ضد مارينز الولايات المتحدة و عائلاتهم من نفس المصدر الذي جاءت منه أفلام فيديو قطع الرؤوس، و هو ذاته الذي نشر التسجيلات الصوتية لابن لادن و صورا غريبة.و "استوديوهات بن لادن" سيئة السمعة في تل أبيب هي أيضا  مقر "انتاجات داعش".
ريتا كاتز من استخبارات SITE، مصدر الكثير من المعلومات المزيفة التي استخدمتها إدارتا بوش و بلير لتبرير غزو العراق و أفغانستان بعد تدمير مركز التجارة العالمي عام 2001، "تعثر" الآن على معلومات داعش. و قد وجدت أن عشرات وكالات الاستخبار الأميركية بما فيها NSA  و CIA تفتقد المهارة و التجهيزات التي تتمتع بها ربة منزل في حي بروكلين في نيويورك.
مع بداية الحملة الجوية بقيادة الولايات المتحدة ضد داعش، دمرت القوات الجوية الأميركية كل مصادر الوقود المحتملة التي قد تستخدمها داعش بما فيها تلك السورية التي يخشى من وقوعها بيد داعش.و في الحقيقة لم يكن هناك من مصادر لإنتاج البنزين أو الديزل من أجل آلاف العربات المستخدمة من قبل داعش. و ما من مصدر للوقود من أجل الباصات العاملة في الموصل، و لا من أجل الدبابات أو التجهيزات الأرضية المتحركة  و الحيوية جدا من أجل بناء دفاعاتهم.
الوقود لأجل داعش قدم لوقت طويل من تركيا، لتزويد مقاتلي داعش و النصرة العاملين قرب حلب و الذين التقوا مع السيناتور جون ماكين .
و بقية الوقود المستخدم من قبل داعش كان يتبع نفس طرقات نقل الأسلحة الثقيلة إلى كل من سوريه و العراق، مجرى لا ينتهي من شاحنات تويوتا المعدلة بشكل احترافي ، و التي يبدأ طريقها من إسرائيل عبر الأردن و تعمل تحت مظلة جوية لا توفرها القوات الجوية الإسرائيلية فحسب ، بل و الأردنية أيضا.
ثبت منذ زمن طويل أن عشرات الآلاف من الجهاديين الذين تدفقوا إلى الموصل عبروا تركيا و إسرائيل. و منذ أسبوعين أوقفت فتاتان من الاتحاد الأوروبي داخل تركيا، في طريقهما إلى الموصل. و بنفس الوقت عبر حوالي ألف مقاتل إسرائيل و الأردن و لم يتم إيقاف أي منهم ، معظمهم قدموا من ليبيا مستخدمين نفس الطائرات التي استخدمتها خدمات السي آي ايه لنقل ضحايا التعذيب من و إلى مواقع السجون السوداء، و غالبا ما تحمل الطائرات أيضا الهروين الأفغاني. لا زالت تلك الطائرات تحمل المخدرات و زاد عليها اليوم حمولة تضم آثارا مسروقة و لاجئين أسروا إما من أجل المتاجرة بالأعضاء البشرية أو للمقايضة.
قبل أسبوع ، تم تهديد وفد من البرلمان الدولي، و مقره باليرمو الايطالية،يضم  رئيس الوزراء العراقي السابق المالكي. فقد كانوا يحققون في جرائم الحرب المرتكبة ضد شعبي العراق و سوريه، و لم تطل التحقيقات تركيا و الاتحاد الأوروبي فحسب بل و إسرائيل أيضا.
سعى موقع "ويكيبيديا" إلى تشويه سمعة البرلمان و أعضائه عبر ،ما يعتبر وفقا لمقاييسه هو، مقالا عنيفا. و محرر ويكيبيديا كان متورطا بالأمر الذي أدى إلى تهديدات بالقتل، و كل العناوين الالكترونية كانت من حيفا في إسرائيل.
و نفس المجموعة من العناوين الالكترونية كانت مصدرا لأناشيد مؤيدة لإسرائيل إضافة لعشرات مواقع الأخبار البديلة ، بعضها مرتبط بمجموعة InfoWars، و يعتقد أنها جبهة استخبارات إسرائيلية مرتبطة بمركز Bronfman  للدراسات اليهودية و مقرها كندا.
يد داعش، و مقرها حيفا و تل أبيب، كانت مشغولة مؤخرا بمؤامرة الحديث عن موت بوتين أو تنحيته. و مباشرة بعد نشر هذه الإشاعات، نشرت تقارير من نفس المصادر  تذكر بأن الحكومة الروسية نقلت إلى غرف نووية محصنة تحت الأرض بعد محاولة انقلاب في الولايات المتحدة. و الفكرة ببساطة تكمن في استمرار الروايات المضللة ، بحيث تتوافق نظريات المؤامرة المسعورة في وسائل الإعلام البديلة ،الواقعة تحت السيطرة،مع نظريات المؤامرة في التيار الرئيسي لوسائل الإعلام.
الذي تم اكتشافه لم يكن فقط مجموعة من ربات البيوت اللئيمات اللواتي يعشن إحباطاتهن عبر الانترنيت تحت رعاية برنامج إرهابي ممول حكوميا.
النقود و الرسالة و اللاعبون يذهبون لأبعد مما يظنه المرء مبدئيا. إذ ذكرت مصادر في نيجيريا أن منظمة دولية ذات مردود مادي عال و وسائل اتصال متطورة (لا تقل سويتها عن تلك المستخدمة من قبل News of the World  التابعة لمردوخ في ابتزازها للسياسيين البريطانيين و ضباط الاستخبارات)  تستخدم هناك دعما لمجوعة بوكو حرام الإسلامية.
إذ قامت منظمة تجسس خارجي تعمل في نيجيريا برشوة و ابتزاز مسؤولين منتخبين  وزودت بوكو حرام بمعلومات متقدمة عن أعمال عسكرية ضدهم.و ربما نسقت المجموعة ذاتها إسقاط طائرة الخطوط الماليزية MH17 فوق أوكرانيا، بتوفير معدات خداع رادار متطورة لإخفاء هوية المركبة  الحقيقية المتورطة. و مع الأخذ بعين الاعتبار لإمكانيات هذه المركبات، من حيث  القدرة على إخفاء النوع  و الموقع و الارتفاع و السرعة و المصدر، يمكن القول بأن الطائرة المتورطة يمكن أن تكون من أي مكان و من أي نوع.
و القصة هي ذاتها: استخدام قدرات عسكرية و إستخباريه متقدمة يتبعها نسج قصص زائفة و تسريب معلومات كاذبة و صور معالجة و مؤامرات كبيرة يتم تقبلها بسرعة من قبل تيار وسائل الإعلام الرئيسي.
اذن نحن الآن أمام نموذج يمكن إدراكه، يشير إلى مجموعة نشطه من "المشتبه بهم  المعتادين" ، حلقة حقيقية تنسق الأحداث. و رغم تدريبهم و التمويل الكبير و التجهيزات المتطورة ، و رغم القدرة على زرع قصص في وسائل الإعلام، فان هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم"أسياد العالم، يرتكبون أخطاء بين الحين و الآخر، و هجوم "تشارلي" في باريس مثال واضح.
إذ أكدت مصادر كثيرة أن هجمات تشارلي، و استغلال الحادث فيما بعد من قبل الضيف غير المرحب به "بينيامين نيتينياهو"،  كانت عملية إسرائيلية تهدف إلى تأمين غطاء للانتخابات الإسرائيلية المزورة.
نعم، فعندما تختلف النتائج عن الاستطلاعات الموجودة فأنت أمام انتخابات مزورة. فرئيس المضاربات شيلدون أديلسون كانت مستعدا لإنفاق مائة مليون دولار لضمان بقاء نيتيناهو في حكم إسرائيل. و من دون موقعه كقائد عالمي، سيكون نيتيناهو أقل فاعلية بكثير ليس كمدير لحلقات تجسس تعمل ضد الولايات المتحدة، و لكن أيضا كممثل مباشر عن إمبراطورية أديلسون للقمار في اليابان و حول العالم.
هجمات شارلي كانت ببساطة لصالح نيتينياهو ، بعض أفلام الفيديو المزيفة، مقتل عنصر شرطه فرنسي كان قريبا جدا من الحقيقة، كل هذا إضافة إلى استعراض الحداد الداعر.
و قبل أسبوع، أشار الرئيس أوباما إلى تغير في  علاقات الولايات المتحدة مع إسرائيل. إذ أدت تصريحات أطلقها نيتيناهو متعلقة بالحل الفلسطيني ، و هي تصريحات مختلفة تماما، إلى إحراق أي علاقة بين إسرائيل و رئاسة أوباما.
و أكدت مصادر أن الرئيس أوباما لا يفكر فقط بدعم قرار الأمم المتحدة من أجل "حل الدولتين"، بل و يفكر أيضا بتسمية إسرائيل "دولة نووية غير شرعية". و هذا الاختيار لا يحتاج إلى موافقة تشريعية و لكن قوانين محدثة مباشرة تسن عقوبات واسعة تتضمن تجميد حسابات مصرفية و إنهاء المعونات الأجنبية و وضع الكثير من القادة الإسرائيليين الأساسيين في قائمة الحظر.
و أكدت منظمتا الحد من نشر السلاح النووي الأميركية و التابعة للأمم المتحدة أن إسرائيل هي أوقح تاجر في العالم في مجال اليورانيوم المخصب غير الشرعي و تجهيزات محظورة. و كان هذا بالتوازي مع برود في العلاقات بين الفيدرالية الروسية و إسرائيل. فدعم الولايات المتحدة للمجلس العسكري في كييف و بربوغندا الحرب ضد روسيا و الرئيس بوتين بشكل شخصي مصدرها إسرائيل أو المؤسسات الإعلامية التي تعتبر تحت سيطرة إسرائيل.
إذن، في الوقت الذي تبدو فيه الولايات المتحدة أكثر لينا في موقفها تجاه سوريه و تنحي الرئيس الأسد، أصبحت كل من روسيا و الولايات المتحدة أكثر ريبة من التدخل الإسرائيلي في شؤونهما السياسية الداخلية.
و أضف إلى ذلك، إلى أن  مناطق "حظر الطيران" السورية أو الهجوم الصاروخي على MH17، و السلاح إلى داعش، و الجهاديين على "بساط الريح" إلى الموصل، و الويكيبيديا و فيلق الشعارات المكررة المؤيدة لتل أبيب، كلها أمور تروي القصة ذاتها. و هي أن كل الطرقات تؤدي إلى إسرائيل.
*جندي سابق في قوات المارينز الأميركية ، و مستشار حكومي في شؤون الأمن.


عن مجلة New Eastern Outlook
 


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...