إدلب: «النصرة» ترفض انتقال «حكومة الائتلاف» اليها والجيش يتابع الضغط على مسلحي الزبداني

31-03-2015

إدلب: «النصرة» ترفض انتقال «حكومة الائتلاف» اليها والجيش يتابع الضغط على مسلحي الزبداني

لم تكد «جبهة النصرة» والفصائل المتحالفة معها تسيطر على مدينة إدلب، التي شهدت نزوح معظم سكانها، حتى بدأت بفرض «شرائعها» وإقامة «الحد» على من وصفتهم بالمرتدين والكفار، لتسيل دماء أبناء المدينة على «مذبح القوانين التكفيرية» على وقع فتاوى «شيوخ القاعدة».
وانبرى «عضو الهيئة الشرعية في جيش الفتح» السعودي عبد الله المحيسني، وعيّن نفسه ناطقاً باسم الفصائل المتشددة في إدلب، ويرفض عرض «الائتلاف الوطني» المعارض بنقل مقاره من اسطنبول إلى المدينة الواقعة في الشمال السوري قرب الحدود التركية، وذلك في وقت شدد فيه الجيش السوري قصفه للمدينة، وارتفعت وتيرة حشده للمقاتلين تمهيداً لاستعادتها.
ورغم انقطاع الاتصالات عن إدلب، وخروجها بشكل شبه كامل عن تغطية الإعلام الرسمي، وتسلم وسائل إعلام المعارضة دفة قيادة المعركة الإعلامية، وتعتيم جميع الأخبار المتعلقة بارتكاب مجازر فيها، تفيد الأخبار المتسربة من المدينة، وشهادات من تمكدخان يتصاعد من مبنى تعرض للقصف في ادلب امس الاول (رويترز)ن من الهروب منها، بوقوع عدد كبير من «المجازر» بحق المدنيين على يد «النصرة» ومن يؤازرها، آخرها أفراد ست عائلات بالكامل، إضافة إلى انتهاكات وجرائم بحق المسيحيين القاطنين فيها.
وأكد أحد أهالي المدينة، أن المسلحين، فور اختراقهم المدينة، سيروا دوريات يقودها «مخبرون»، انقضوا على منازل بعض المواطنين وحرقوها، إضافة إلى القبض على بعض «المطلوبين»، ممن يؤيدون الحكومة، في وقت خصصت «جبهة النصرة» فصيلاً لمتابعة المسيحيين، حيث شهدت المدينة إعدام عدد منهم، آخرهم رجل يدعى إلياس الخال وابنه، بتهمة «بيع الخمور في فترة حكم النظام للمدينة».
وفي الوقت الذي ارتفعت فيه راية «جبهة النصرة» فوق معظم المباني الحكومية في المدينة، التي كانت إلى وقت قريب تشكل نقطة استقبال للفارين من جحيم الريف، ومركز تسيير شؤون المواطنين في دوائر الدولة، ما رفع عدد قاطني المدينة إلى نحو الضعف (عددهم كان حوالي 200 ألف ووصل إلى حدود 400 ألف)، حاول «الائتلاف» المعارض، الذي ينشط من تركيا و«حكومته المؤقتة» في المنفى، «الاستفادة من نصر المسلحين والسعي لنقل بعض مقاره إلى المدينة»، الأمر الذي قوبل باستهزاء كبير من قيادات «جبهة النصرة»، التي تسعى إلى تحويل إدلب إلى «عاصمة لإمارتها» المنشودة في سوريا، مستفيدة من تجربة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» في الرقة.
واللافت في طرح «الائتلاف»، الذي تناقلت وسائل إعلام ناطقة باللغة العربية رغبته في نقل مقاره إلى المدينة، تعمد «جبهة النصرة»، والفصائل التي تؤازرها، إلى تكليف المحيسني بمهمة الرد عليه والاستهزاء بقراره عبر تغريدات على موقع «تويتر»، في ما يبدو أنه رسالة سياسية إلى «الائتلاف» المدعوم من تركيا بأنه «لا مكان للإخوان في إدلب، رغم رفع راية الجماعة ومشاركة بعض الفصائل التابعة لها»، خصوصا أنها جاءت على لسان شخصية سعودية تعادي «الإخوان» وتعتبرها إرهابية، وفق تعبير مصدر معارض.
على المقلب الآخر، قال مصدر عسكري، إن قوات الجيش السوري، والفصائل التي تؤازره، تتابع حشدها في محيط المدينة، تمهيداً لتنفيذ عمل عسكري واسع لاستعادتها من براثن «القاعدة»، حيث شدد الجيش قصفه للمدينة، سواء بالصواريخ أو الغارات الجوية، نافياً في الوقت ذاته ما حاولت، وتحاول، بعض وسائل الإعلام تسويقه حول استخدام الجيش للغازات السامة في المدينة، مشدداً على أن «الهدف من هذه الشائعات محاولة ردع الجيش السوري عن استكمال عمليته، وتبرير عدد القتلى الكبير الذي وقع في صفوفهم جراء الغارات الجوية التي طالت مقارّهم في المدينة»، منوهاً أن المدنيين الموجودين في المدينة، والذين لم يتمكنوا من الخروج منها، عقد من مهمة الجيش وآخرها.
وفي السياق ذاته، قال مصدر معارض إن «جبهة النصرة» تحاول تلافي عملية الجيش عن طريق استباقها بفتح جبهات خارج المدينة، حيث تقدم المسلحون على طريق معسكر المسطومة، وتمكنوا من السيطرة على حاجزين تمهيداً للوصول إلى المعسكر الذي بات يشكل أكبر نقطة تجمع للجيش السوري في محيط المدينة.
وفي ريف دمشق، قال مصدر عسكري، إن الجيش السوري، بالتعاون مع «حزب الله»، تمكن من اختراق تلة ضهر البيدر الاستراتيجية المطلة على الزبداني، تمهيداً للسيطرة عليها بالكامل، موضحاً أن من شأن السيطرة على التلة، التي تكشف الداخل اللبناني والزبداني، أن تخنق المدينة التي يسيطر عليها مسلحو «جبهة النصرة» و «أحرار الشام»، وعزلهم عن الحدود اللبنانية، بالإضافة إلى اختراق المدينة، التي تبعد عن دمشق نحو 40 كيلومتراً، نارياً وتقطيع أوصالها وزيادة تأمين نقطة المصنع التي تعرضت للتهديد في الشهرين الماضيين بعد تحركات للمسلحين أحبطها الجيش.
وقال مصدر ميداني إن قوات الجيش السوري شددت قصفها لمراكز المسلحين في المدينة، بالتزامن مع حركة نزوح كبيرة من الأهالي نحو مضايا وبلودان اللتين تسيطر عليهما الحكومة السورية، موضحاً أن التمهيد الناري داخل المدينة ارتفعت وتيرته بالتوازي مع تحرك قوات المشاة واختراقها لتلة ضهر البيدر التي باتت السيطرة عليها وشيكة جداً.

علاء حلبي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...