«داعش» يستبيح عرسال ذبحاً وخطفاً وتهجيراً

30-03-2015

«داعش» يستبيح عرسال ذبحاً وخطفاً وتهجيراً

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم العاشر بعد الثلاثمئة على التوالي.
وسط صخب السجالات الداخلية وغبار الحروب الإقليمية، يكاد كثيرون في الدولة اللبنانية، أو ما تبقى منها، لا يتنبهون الى الواقع الذي ترزح تحته بلدة لبنانية شاءت الجغرافيا أن تضعها على خط التماس الملتهب مع الأزمة السورية، وهي عرسال التي تنزف بصمت.أطفال مع شموعهم فوق أكتاف ذويهم في وسط بيروت، خلال احتفال أحد الشعانين لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي. وقد أقيمت في المناسبة قداديس وزياحات، ومسيرات احتفالية في العاصمة ومختلف المناطق اللبنانية (عباس سلمان)
وإذا كان وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق قد أكد قبيل أشهر أن عرسال محتلة، فإن لهذا التوصيف تبعات وامتدادات لا يشعر بها إلا من كان يقيم في هذه البلدة التي تخضع عمليا الى نفوذ «داعش» وغيره من الجماعات التكفيرية، وهو نفوذ يُترجم بأشكال عدة، تتراوح بين الخطف والقتل والذبح وطلب الفدية والمحاكمة أمام «محاكم شرعية» تكفيرية، وصولا الى محاولة فرض نمط حياة «داعشي» على الناس.
وفي مراجعة سريعة للحوادث التي رُصدت بين 19 و26 آذار الحالي، سُجلت لائحة طويلة من الاعتداءات بحق أشخاص من عرسال، أو مقيمين فيها، ما يؤشر الى حالة من الاستباحة لهذه البلدة التي باتت تحتاج الى تحريرها من خاطفيها، تماما كما تُبذل الجهود حاليا لتحرير العسكريين المخطوفين في الجرود.
وحدها الجغرافيا هي الرابط المتبقي بين عرسال ولبنان، أما صلة القربى المؤسساتية فهي مقطوعة بفعل غياب أي تأثير حقيقي لمؤسسات الدولة، على اختلافها، الأمر الذي أنتج فراغا في البلدة، تملؤه المجموعات التكفيرية على طريقتها.
وفي إطار معاناة عرسال، أصيبت عائلة المواطن يونس الحجيري، كما البلدة، بصدمة في أعقاب العثورعلى يونس الحجيري جثة مقطوعة الرأس في جرود عرسال، بعدما كانت قد اختطفته مجموعة مسلحة من «داعش» في 19 كانون الثاني الماضي من منطقة وادي حميد - شرق عرسال. ونشر «داعش» عبر الانترنت صورة لأحد عناصره وهو يحمل الرأس المقطوع.
مأساة أخرى، طالت عائلة علي عزّ الدين الذي قتل منذ فترة في عرسال على يد «داعش». لم يتوقف الأمرعند هذا الحد، إذ طلب المسلحون من عائلة الضحية، ليل أمس الأول، مغادرة عرسال وإلا فسيلقون مصير علي ذاته.
ويأتي هذا التهديد على خلفية الإشكالات المسلحة التي تلت إقدام «داعش» منذ أكثر من أسبوع على تصفية علي عز الدين الذي كان يُعرف بمعارضته للتنظيمات التكفيرية. وفي رد فعل على تلك الجريمة، أقدم شبان من العائلة على قتل السوري محمد الرنكوسي، أو الطرطوسي، (ينتمي لـ «داعش»)، انتقاماً لقريبهم.
وأمام التهديد، لم تجد العائلة خياراً سوى هجر عرسال، خصوصاً بعد تلقيها إنذارات ليليّة شفهيّة مباشرة من المسلحين، وصلت إلى باب منزل العائلة المؤلّفة من والدي عز الدين وزوجته وأبنائه الثلاثة وأخته، الذين أُمهلوا حتى الفجر كي يرحلوا وإلا يواجهون القتل.
ويُعتبر قرار «داعش» بتهجير عائلة علي عز الدين من منزلها في عرسال سابقة خطيرة في هذه البلدة التي بات سكانها أقلية أمام تدفق النازحين والمسلحين السوريين.
ولاحقا، رفض بعض أفراد عائلة عز الدين الخضوع الى الامر الواقع، ولحقوا بالعائلة حتى أعادوها من شتورا الى عرسال، رافضين أن «يهجرهم الداعشيون الذين تم احتضانهم سابقا كنازحين، فتحولوا اليوم الى إرهابيين».
وهذا ليس أوّل تهديد تتعرض له بعض العائلات العرساليّة، وإنّما اللافت للانتباه أنّ هذه التهديدات باتت تمرّ مرور الكرام على الأجهزة الأمنية التي ينحصر دورها حالياً في تدوين الكم الكبير من الحوادث الأمنية التي لم يجر التحقيق فيها.
ومن المفارقات في إحدى البرقيات الأمنية، تضمنها إقدام المدعو حسام طراد المسؤول الامني في «داعش» على «اعتقال»، وليس «خطف»، اللبناني من عرسال أحمد قاسم وهبي، الذي سجن في غرفة في وادي عطا مكبّل اليدين بتهمة «التعامل مع الجيش اللبنانيّ».
وكان من المفترض أن يعرض وهبي على «المحكمة الداعشية الشرعية»، وفق مفهوم هذا التنظيم، لكنه استطاع الهرب من سجنه وعاد الى عرسال.

لائحة الاعتداءات
 وفي ما يلي لائحة بالاعتداءات التي سُجلت في عرسال من 19 الى 26 آذار الحالي:
- خطف زاهر حسين رايد (مواليد 1983)، وطلب الخاطفون الحصول على مبلغ 35 ألف دولار أميركي مقابل الإفراج عنه، علما أنه سبق لرايد أن اختطفه مسلحون بتاريخ 11 الجاري وأفرج عنه بتاريخ 12.
- إطلاق شخصين ملثمين النار في اتجاه السوري محمّد كبار، ما أدى الى مقتله.
- إحراق مجهول «بيك آب» يخص أحمد صميلي أثناء إيقافه في محلة راس السرج في عرسال.
- اقتحام مجهولين ملثمين بحوزتهم أسلحة حربية منزل السوري طارق أحمد الريش الكائن في بلدة عرسال (محلة الجوبان)، حيث اعتدوا عليه بالضرب وسلبوه مبلغا من المال.
- إطلاق شخصين مجهولين يستقلان دراجة نارية في ساحة بلدة عرسال، النار في اتجاه السوري علي ابراهيم كبار (عمره حوالي 30)، ما أدى الى مقتله.
- اقتحام حوالي 5 أشخاص منزل السوري نزار محمد عامر (1976) حيث لجأوا الى تكبيله وزوجته وسلبوه مبلغ 9 ملايين ليرة لبنانية وهاتفين.
- إقدام أشخاص مسلحين وملثمين يستقلون سيارتين من نوع «كيا» لون أسود ذات زجاج حاجب للرؤية، في محلة عرسال - طريق الجمالة، على خطف أحمد صبحي وهبي، الملقّب بأحمد صبحي الغزال (1985 من عرسال)، والذي كان على متن دراجة نارية واقتياده إلى جهة مجهولة. ثم ترك المخطوف في محلة المبيضة في عرسال، ليتم نقله إلى مستشفى «يونفرسال» في راس بعلبك لإصابته برضوض وكسور نتيجة تعرضه للضرب المبرح من قبل الخاطفين.

سامر الحسيني

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...