اليمن: الغارات تحصد الضحاياونصرالله ينتقدها: إما مبادرة سياسية أو الهزيمة والعار للغزاة

28-03-2015

اليمن: الغارات تحصد الضحاياونصرالله ينتقدها: إما مبادرة سياسية أو الهزيمة والعار للغزاة

انتهى اليوم الثاني من الحرب التي تقودها السعودية ضدّ اليمن على رأس «تحالف إقليمي» يسعى، في أهدافه المعلنة، إلى حماية «شرعية» عبد ربه منصور هادي، بمزيد من الضحايا في صفوف المدنيين والعسكريين، فيما حققت جماعة «أنصار الله» مكاسب ميدانية في جنوب اليمن وشرقه برغم الضربات الجوية التي تستهدفها، في حين جرى للمرة الأولى تأكيد إسقاط طائرة سودانية مشاركة في الغارات، وهو ما ينذر بانتكاس الحملة الجوية، وسط دعوات للحوار، قد تجد من يلتقطها اليوم في القمة العربية في شرم الشيخ، ومبادرة أطلقها الرئيس السابق علي عبد الله صالح يدعو فيها إلى ضرورة إنهاء العملية العسكرية والتئام طاولة الحوار.يمنيون يحملون رجلاً قُتل جراء غارة جوية استهدفت سوقاً في صعدة الشمالية أمس (رويترز)
في هذا الوقت، خرج الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله بموقف واضح من العدوان على اليمن، مشدداً على أنّ «الشعب اليمني سيقاتل دفاعاً عن عرضه وأرضه، لكنّ الفرصة لا تزال قائمة من أجل الحل السياسي بدل أن تكون الدول العربية شريكة في ذبح الشعب اليمني، ولتكن مبادرة عربية أو إسلامية لأن الهزيمة والعار سيكونان مصير الغزاة».
وعرض نصرالله في كلمة متلفزة عبر شاشة «المنار» (بثتها مباشرة قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين) تخللها هجوم هو الأعنف على السعودية، تاريخ نظام هذا البلد في مقاربة أزمات المنطقة، وأكد أن «من حق الشعب اليمني المظلوم والشريف والشجاع والحكيم أن يدافع وأن يقاوم وهو يفعل ذلك وسيفعل ذلك وسينتصر لأن هذه هي قوانين الله والتاريخ». ورأى أنه «لا تزال هناك فرصة أمام حكام السعودية لكي يتعاطوا مع اليمنيين بأخوة ويجنبوا نفسهم المذلة، ولا يجب أن يفرحوا ببعض الغارات الجوية، فكل المدارس العسكرية تعرف أن القصف الجوي لا يصنع نصراً».
ورأى أن «السبب الحقيقي لهذه الحرب هو أن السعودية فشلت في اليمن.. والهدف استعادة السيطرة والهيمنة على اليمن، واليوم المطلوب من أجل أن يستعيد ملوك وأمراء آل سعود الهيمنة، أن يُقتل ضباط وجنود من الجيش اليمني ومن جيوش أخرى»، داعياً إلى «وقف هذا العدوان من الآن، وإلى استعادة مبادرات الحل السياسي وهو أمر ممكن، وبعد ذلك يمكن ترتيب الأوضاع»، مطالباً «شعوب الدول التي تشارك حكوماتها في العدوان إلى مراجعة ضمائرهم ودينهم».
وبعدما تمكّن الحوثيون، الذين تشن عشر دول حرباً ضدهم، من السيطرة على ميناء المخاء إلى شمال غرب عدن وعلى المشارف الشمالية للمدينة، ذكرت مصادر قبلية أنّ الجماعة دخلت مدينة لودر في محافظة أبين، كما سيطرت على مدينة بيحان في شبوة، عبر محافظة البيضاء في وسط البلاد مواصلة زحفها صوب الجنوب.
وتستمر الاشتباكات بشكل متقطّع في حي خور مكسر وفي محيط مطار عدن، حيث استعاد الحوثيون السيطرة على مدرجه، بعدما انسحبوا منه يوم الخميس الماضي.
وجاءت تلك المكاسب، بينما أعلن المتحدث باسم «التحالف» أحمد عسيري، خلال مؤتمر صحافي في الرياض، أنّ الهدف الرئيسي للعملية هو تأمين مقر الحكومة في مدينة عدن الجنوبية، مؤكداً أن الحملة مستمرة، ما دامت هناك حاجة لذلك.
وأعلن القيادي في «انصار الله» أسامة ساري عن إسقاط طائرة حربية سودانية في منطقة بني الحارث شمال صنعاء، في حين نفى عسيري هذه الأنباء موكداً أنّ كل المقاتلات عادت سالمة على الرغم من ان مواقع التواصل الاجتماعي تناقلت صورة للطيار السوداني الأسير.
وفي وقت وصل الرئيس اليمني، المتراجع عن استقالته، عبد ربه منصور هادي إلى شرم الشيخ للمشاركة في القمة العربية التي تلتئم اليوم، برز موقف جديد لوزير خارجيته رياض ياسين الذي ترك الباب مفتوحاً أمام الحوار مع الحوثيين، بقوله إنّ هناك فرصة للحوار لحلّ أزمة بلاده لكن بشروط بينها الاعتراف بشرعية هادي، متوقعاً أن تستمر العملية العسكرية التي بدأتها السعودية أياماً وليس أسابيع.
وقال من شرم الشيخ «الحوار كان مطلوباً ولا يزال.. الحوار الذي يكون تحت ظل شرعية الرئيس وشرعية الدولة وليس شرعية الانقلابات والميليشيات التي تسيطر على مقدرات الدولة والتي تستبيح كل شيء من أجل أن تسلِّم اليمن إلى إيران».
وكان للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، الذي تقارب تكتيكياً مع «أنصار الله» في المرحلة الماضية، موقف دعا فيه إلى وقف «متزامن» للعمليات العسكرية لـ «التحالف» الذي تقوده السعودية من جهة، والعمليات العسكرية للحوثيين وميليشيات هادي، من أجل استئناف الحوار برعاية الأمم المتحدة في الإمارات أو في أيّ من مقار الأمم المتحدة.
واستمر القصف، أمس، مستهدفاً العاصمة اليمنية صنعاء ومعقل الحوثيين في صعدة الشمالية، في وقت أكد فيه عسيري أنّ الطائرات الإماراتية، المشاركة في العدوان، نفذت أولى ضرباتها في اليمن.
وقتل في هذه العمليات، حتى يوم أمس، 39 مدنياً على الأقل، وفقاً لمسؤولين في وزارة الصحة في صنعاء.
وذكرت مصادر قبلية أنّ الطائرات الحربية هاجمت منطقتين في معقل الحوثيين الشمالي في محافظة صعدة، مضيفة أنّ الضربات أصابت سوقاً في منطقة كتاف البقع إلى الشمال من صعدة، ما أسفر عن سقوط 15 شخصاً بين قتيل وجريح، كما استهدفت منطقة شدا.
كما سقط 12 قتيلاً في غارة استهدفت قاعدة الصمع العسكرية شمال صنعاء وأصابت حياً سكنياً قريباً.
وفي وقت باكر أمس، استهدفت ثلاث غارات أخرى، بحسب شهود عيان، المجمع الرئاسي في شمال صنعاء، فيما أفاد مصدر طبي عن مقتل 22 جندياً ومقاتلاً موالين للجماعة في غارات استهدفت مناطق عدة في العاصمة.
كما أكد مسؤول عسكري أنّ المقاتلات استهدفت معسكراً يحتوي على «مستودع ضخم للسلاح» في الضاحية الجنوبية لصنعاء، مشيراً إلى وقوع عشرات الضحايا في المعسكر الذي تُعدّ قيادته موالية لصالح.
وفي عدن، أكّد مصدر محلي أن 21 مقاتلاً من «أنصار الله» قتلوا في كمين نصبه مسلحون قبليون مناهضون لهم في قرية الوهط شمال المدينة.
وأفادت مصادر أمنية أن مقاتلة تابعة لـ «التحالف» نفّذت غارة جوية استهدفت كتيبة الدفاع الجوي 49 بالقرب من حقل وادي بنا في منطقة صافر النفطية شرق مدينة مأرب في وسط اليمن.
وفي المواقف، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إنّ السعودية شعرت بأنّه يتعيّن عليها التدخل في اليمن لتفادي سيطرة نظام مدعوم من إيران على البلاد المتاخمة لحدودها الجنوبية.
وأعلن هاموند أنّ بلاده ستقدّم مساعدة تقنية إلى السعودية في تدخلها العسكري في اليمن في إطار العلاقات العسكرية الوثيقة بين البلدين، من دون المشاركة في عمل عسكري مباشر.
واعتبر أن «الحوثيين ليسوا فعلاً إيرانيين بالوكالة على غرار حزب الله»، لافتاً إلى أنّ «الحوثيين هم شعب في ذاته». وأضاف «لا نستطيع أن نكون متساهلين حيال العلاقة بين الحوثيين وإيران، ولكن من الخطأ القول إن إيران تسيطر تماماً على الحوثيين في الوقت الراهن».
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إنّ الضربات الجوية التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن يجب أن تتوقف، داعياً كل الأطراف ذات النفوذ في البلاد إلى السعي إلى حل سياسي.
وانتقل العدوان على اليمن، إلى المساجد حيث ندّد خطيب الجمعة في طهران كاظم صديقي، بالعمليات العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، مؤكداً على قدرة الشعب اليمني على التصدي للتدخلات الأجنبية.
من جهته، قال إمام الحرم المكي عبدالرحمن السديس إنّ «المملكة وأشقاءها من دول مجلس التعاون الخليجي ودول العالم الإسلامي والعربي بادروا في نصرة أهلنا وأشقائنا في اليمن ورفع الظلم الذي تعرضوا له من قبل العصابات الحوثية المدعومة من جهات خارجية تسعى لإثارة البلبلة وإشاعة الفوضى ونشر الدمار والخراب لتنفيذ مخططاتها الخبيثة الماكرة في بلاد العالم الإسلامي بعامة وبلاد الحرمين الشريفين بخاصة».
وأبدت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية الموالية لحكومة طبرق «الشرعية»، أمس، استعدادها للمشاركة في العمليات العسكرية العربية التي تقودها السعودية ضدّ اليمن.
وأكدت باكستان، بدورها، أنها مستعدة للدفاع عن «وحدة وسلامة أراضي» السعودية «أياً يكن الثمن»، لكن ليس بالضرورة للتدخل في اليمن في إطار التحالف. كما دعم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز التدخل العسكري.
وقالت مصادر رئاسية إنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أجرى اتصالاً هاتفياً مع الملك السعودي سلمان أطلع خلاله على معلومات بشأن الحملة العسكرية في اليمن.
وفي خطوة تعطي دعماً للرياض، أعلن المغرب دعمه التحالف العسكري، وذكر بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية أن «المملكة المغربية قررت تقديم جميع أشكال الدعم والمساندة إلى التحالف من أجل دعم الشرعية في اليمن في بُعده السياسي والمعلوماتي واللوجيستي والعسكري».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...