النساء السوريات على خطوط القتال الأمامية

28-03-2015

النساء السوريات على خطوط القتال الأمامية

دفعت الأزمة في سوريا بعدد من الشابات السوريات إلى حمل السلاح دفاعاً عن أرضهن، ضمن صفوف الجيش السوري، الذي كان يتيح تاريخياً تطوع النساء ضمن الكلية الحربية والقطع العسكرية المختلفة.
وعند أحد مداخل حي جوبر قرب العاصمة دمشق، تستلم كتيبة من الحرس الجمهوري السوري من النساء مهام القتال دفاعاً عن عاصمة البلاد، حيث تمارس الجنديات السوريات المهام القتالية المختلفة من قنص وقيادة المدرعات واستعمال الأسلحة المتوسطة والثقيلة في المتاريس من أجل مواجهة الجماعات المسلحة.
وتنتمي الرقيب ريم البالغة من العمر 20 عاما، والرقيب أول سمر (21 عاما) إلى كتيبة المغاوير الأولى للبنات في الحرس الجمهوري السوري، والتي أوكلت إليها الجبهة الأكثر صعوبة في مواجهة المجموعات المسلحة في مثلث جوبر ـ زملكا ـ عين ترما، عند الأطراف الشرقية لمدينة دمشق.
وأحدثت الجنديتان ثقباً في أحد الجدارن أمامهما، لتستخدماه كمربض لقناصة روسية حديثة من طراز «اس في 98»، إذ تصوِّبان إلى الجهة المقابلة حيث تتحصن مجموعات المعارضة المسلحة بين الأبنية المدمرة، والمنازل المتضررة وهياكل السيارات المحترقة، في منطقة مزروعة بخنادق وممرات تحت الأرض.
وقدّم قائد الكتيبة الفتاتين على أنهما من «أفضل القناصة»، وقالت ريم: «صحيح أن لدينا الكثير من الصبر، وهي صفة أساسية لأي قناص»، بينما يختزن وجهها المستدير وعيناها الضاحكتان والمكحلتان تصميماً جدياً للقتال دفاعاً عن وطنها.
وأكدت ريم أنها تقضي «على ثلاثة أو أربعة أهداف في اليوم»، وقالت: «بصراحة عندما لا أصيب أحد المسلحين في الجهة المقابلة، قد أبكي من الغضب».
ويقع المبنى الذي تطلق منه الجنديات السوريات النار على بعد مئتي متر فقط من خط الجبهة الأمامي، وتتمركز فيه بكامله عناصر عسكرية نسائية، حيث تقف زينب أيضا وراء جدار آخر حاملة قاذفة قنابل من طراز «بي 10»، وتضع خوذتها وتطلق طلقة تحدث دوياً عنيفاً، وتصيب هدفاً على بعد خمسمئة متر، وتقول بفخر «أصبت الهدف».
اختارت زينب البالغة من العمر 21 عاما ذات الشعر الطويل المنسدل، أن تدخل الجيش بعد حيازتها البكالوريا، ولقيت تشجيعا من عائلتها وأصدقائها، وبعد ثلاثة أشهر من التدريب، انضمت إلى كتيبة المغاوير، وردا على سؤال عن سبب استخدامها هذا السلاح الضخم، تقول «القنص هو قتال فردي، شخص يقتل شخصا آخر، أما الـ بي 10 الذي استخدمته للتو... فقد دمر البيت وكل ما بداخله».
وأنشئت كتيبة المغاوير الأولى في الحرس الجمهوري قبل حوالى سنتين، ولا تزال أبرز كتيبة نسائية عاملة في الجيش السوري وتعد 800 عنصر، ويقول قائد الكتيبة علي إنها شُكلت «بقرار من الرئيس بشار الأسد الذي أراد أن يعطي دفعاً لدور المرأة السورية ويثبت أنها قادرة على النجاح في كل الميادين».


 أ ف ب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...