حماه: فشل جديد للمسلحين

03-03-2015

حماه: فشل جديد للمسلحين

بعد بضع ساعات من إعلان الفصائل المسلحة شَنَّ هجومٍ، وُصِف بأنه «الأعنف» على قرى في ريف حماه الشمالي، وَنَشْرَ أخبارٍ عن سلسلة «انتصارات» في محيط مدينة محردة الإستراتيجية، عادت وسائل إعلام المعارضة إلى نشر أخبار متواترة عن «خسائر فادحة في صفوف المهاجمين»، وفشل ذريع للعملية، التي حملت اسم «لبيك يا رسول الله» التي شاركت فيها سبعة فصائل «إسلامية وجهادية»، أبرزها «جبهة النصرة» و «أحرار الشام»، بالإضافة إلى «جيش الإسلام» و «فيلق الشام» و «جند دمشق» و «لواء سيف الإسلام».
وأشعل الهجوم العنيف، الذي بدأ حوالي الساعة السادسة مساء أمس الاول، محاور عدة في بلدات اللطامنة وكفرزيتا وحصريا والزكاة، في محيط محردة، حيث تمت مهاجمة حواجز الزلاقيات، وزلين، والمصاصنة، والبويضة، والكسارة، لتتداول وسائل الإعلام المؤيدة للفصائل أخباراً عن سيطرتها على هذه الحواجز، قبل أن تعود وتعلن «فشل العملية».مسلحون من «فرقة السلطان مراد» خلال توجههم الى منطقة حندرات في ريف حلب امس الاول (رويترز)
وأوضح مصدر ميداني، أن المسلحين شنوا هجوماً عنيفاً بالقذائف على الحواجز ومحيطها، وطال بعضها مدينة محردة ما تسبب بإصابة عدد من المواطنين، قبل أن يرد الجيش السوري بشكل عنيف على الهجوم، عن طريق الطيران والقصف المدفعي.
وفي حين أشاعت بعض وسائل الإعلام أنباء عن «انشقاق ومقتل عدد من عناصر الجيش»، نفى مصدر عسكري هذه الأنباء، مشدداً على أنها تأتي «في سياق الحرب الإعلامية المؤازرة للمعارك على الأرض»، موضحاً أن المعارك، رغم أنها كانت عنيفة جداً، انتهت بمقتل ثلاثة عناصر من الجيش وإصابة عدد آخر، في حين «تَمكَّنَّا من قتل عشرات المهاجمين، بينهم قياديون»، في إشارة إلى «قائد فوج المدفعية في تجمع صقور الغاب» أسامة محمد العارف، الذي قتل خلال الهجوم.
وفي الساعات الأولى للهجوم العنيف، أعلن المهاجمون نيتهم «تحرير ريف حماه الشمالي بشكل كامل، وصولاً إلى محردة والسيطرة عليها»، قبل أن تعود الفصائل ذاتها وتنعى عدداً كبيراً من قتلاها خلال المعارك، مبررة فشل الهجوم بأنه ناجم عن «قيام بعض المراصد الإعلامية بنشر خبر كاذب يفيد بانسحاب احد الحواجز تحت ضربات المدفعية، وانتشر الخبر في أوساط الأخوة المقتحمين، ما دفعهم للتقدم داخل الحاجز وتعرضهم لنيران العدو، ما تسبب بعدد كبير من الجرحى والشهداء»، على حد تعبير مصدر معارض.
ورأى مصدر عسكري في هذا الأمر «إقرارا بالفشل الذريع»، مضيفاً: «من المضحك تحميل وسائل التواصل الاجتماعي مسؤولية فشلهم في الهجوم، فالمسلحون لا يتلقون أوامرهم عبر مواقع الانترنت، أو عن طريق تويتر. لديهم أجهزة اتصال حديثة جداً، وقد شنوا الهجوم بعد فترة طويلة من التحضير له، لكننا كنا جاهزين»، مشيداً «بالدور الكبير الذي لعبه سلاح الجو في الجيش السوري والذي قضى على أي أمل لهم بالتقدم»، قبل أن يضيف: «ما حصل في ريف حماه يمكن اختصاره بأن السحر انقلب على الساحر. هاجموا بقوة وخسروا الكثير».
وعن الأوضاع الحالية في المنطقة التي تعتبر إستراتيجية، وتشكل نقطة وصل مهمة بين المحافظات السورية، ذكر المصدر العسكري أن «الهدوء يسود»، مشيراً إلى أن «تعزيزات كبيرة وصلت إلى الحواجز المنتشرة في المنطقة، للتصدي لأي هجوم جديد متوقع».

علاء حلبي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...