تحت ستار «معركة الموصل».. «المارينز» يعودون إلى العراق!

20-02-2015

تحت ستار «معركة الموصل».. «المارينز» يعودون إلى العراق!

يبدو أن ما حرص على تكراره عدد من الخبراء والمسؤولين الأميركيين خلال الفترة الأخيرة حول إمكانية مشاركة قوات برية أميركية في العملية العسكرية على مدينة الموصل، بات واقعاً ملموساً، بل إنه قد يتعدى ذلك لناحية فرض هذه القوات «أمراً واقعاً» في المناطق التي تنوي أخذ المبادرة العسكرية فيها، خصوصاً في محافظتي الأنبار ونينوى.
وعاد الجنود الأميركيون للظهور في محيط القواعد العسكرية التي سبق لهم أن تمركزو فيها خلال حقبة الاحتلال قبل العام 2011، خصوصا في قاعدتي التاجي وعين الأسد، إلا أن التفويض الذي سعى الرئيس الأميركي باراك أوباما للحصول عليه من الكونغرس مؤخراً، شكّل المسوّغ القانوني للبنتاغون للدفع بالمزيد من القوات إلى العراق، ويلفت في هذا السياق الدفعة الأخيرة التي وصلت إلى الكويت، الأسبوع الماضي، يصل تعدادها إلى حوالي أربعة آلاف جندي أي ما يقارب لواءا عسكرياً كاملا.
إلا أن تركيز الإدارة السياسية الأميركية على سياسة عدم إرسال قوات برية مجددا إلى العراق، دفع نحو اعتماد أسلوب التفافي آخر، يتيح لها إرسال قوات تساعد في تنفيذ أجندة واشنطن العراقية، وتضمن لها «مصالحها» تحت مسمى «قوات خاصة»، وهي تتألف عادة من قوات «المارينز»، أو المظليين، التي تسعى إلى القيام بعمليات «أمنية» خاصة وإنشاء مراكز «سيطرة وتحكم» في المناطق التي يتم إنزالها فيها، وكان موقع «أرمي تايمز» المتخصص في الشؤون العسكرية لجيوش الولايات المتحدة قد أكد أن ما يقارب 1400 مظلي من اللواء 82 سيتم أنزالهم في العراق مطلع العام الحالي.
ويظهر سيل التصريحات الأخيرة من مختلف الأطراف العراقية حول طبيعة معركة الموصل وأهميتها والقوات التي من المحتمل أن تشارك فيها، سباقا ميدانيا محموما نحو المدينة، التي أظهرت التحضيرات لعملية «تحريرها» سعي الجميع إلى المشاركة في العملية، في ظل تناكف واضح بين قوات البشمركة وحلفائها الغربيين وقوات «الحشد الشعبي» التي تسعى إلى تطويق المدينة بعمليات عسكرية تستهدف تطهير محيطها وقطع خطوط الإمداد عليها.
ويتطابق تسارع الأحداث والتصريحات خلال اليومين الأخيرين، خصوصاً تلك التي أطلقها رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني حول مشاركة قوات البشمركة في العملية ووضعه الموصل وكركوك ضمن إطار «أراضي كردستان»، مع ما أعلنه رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي حول بدء التحضيرات الفعلية على الأرض لهذه المعركة، وهو ما أكده، أمس، خبير عسكري أميركي في العراق لقناة «سكاي نيوز»، حيث أشار إلى أن قوات من مشاة البحرية الأميركية «المارينز» وصلت بالفعل إلى البلاد للمشاركة في المعركة البرية، وقال: «ستتم عملية تحرير الموصل بمشاركة قوات المارينز الأميركية وقوات من البشمركة الكردية وقوات من الجيش العراقي».
وكانت تقارير غربية عدة قد تحدثت في السابق عن مشاركة قوات خاصة أميركية في معارك إلى جانب البشمركة، إلا أن المصدر أشار إلى أنها المرة الأولى التي ستشارك فيها قوات «المارينز» على الأرض بالعراق في معارك ضد «داعش»، وأضاف أن نحو 3 آلاف جندي من هذه القوات سيتمركزون في مواقع مختلفة من البلاد، وقال: «المئات من المارينز وصلوا بالفعل، بينما سيصل البقية خلال الأسابيع المقبلة، للتحضير لعملية تطهير الموصل».
وتعارض قوى سياسية عراقية عدة عودة الاحتلال الأميركي إلى العراق بشكل مقنع تحت عنوان «مواجهة داعش»، في هذا السياق يؤكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية ماجد الغراوي لـ «السفير» أن الولايات المتحدة أعدت لهذا «السيناريو مسبقا من خلال تصريحات المسؤولين الأميركيين التي ركزت على إطالة أمد الحرب في العراق»، ومن ثم طلب أوباما تفويضا جديدا من الكونغرس من أجل إدخال «قوات برية والقيام بعمليات عسكرية برية داخل العراق، ما أعطاه مبررا بحجة أن داعش بات يتوسع في الفترات الأخيرة».
وأشار الغراوي إلى أن مسألة توسع «داعش» هي أمر «غير واقعي»، معتبراً أن «أميركا تسعى لتنفيذ هذه الإستراتيجية لفترة طويلة، وبدا ذلك واضحا من خلال تصريحات السيناتور الاميركي جون ماكين»، لافتاً إلى أن السياق الجديد الذي ترسمه واشنطن في العراق يستهدف «السعي إلى تقسيم العراق، إلى أقاليم في الوسط والشمال والجنوب».
وكان رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي قد أكد في وقت سابق أن طائرات أميركية قامت بإلقاء أسلحة في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» وتشهد معارك مع فصائل «الحشد الشعبي»، ورأى الغراوي أن قيام طائرات «التحالف» بإنزال هذه «المعدات والاسلحة والتجهيزات لتنظيم داعش الارهابي، يؤكد سعيها إلى دعم المخططات الارهابية من أجل فرض الهمينة والاحتلال بصيغ أخرى»، في إشارة إلى سعي الولايات المتحدة إلى إطالة أمد المعارك مع تنظيم «داعش» في بعض المحافظات العراقية.
وعمل تنظيم «داعش» على تكثيف هجماته في محافظة الأنبار خلال اليومين الأخيرين، خصوصا في ناحية البغدادي في محافظة الأنبار التي بات يسيطر على مساحة واسعة منها، وبالتوازي قال المصدر العسكري الأميركي الذي تحدث لـ «سكاي نيوز» إن الجزء الأكبر من قوات المارينز التي وصلت إلى العراق «تمركزت في قاعدة عين الأسد (الأنبار)، بينما ذهب الجزء الآخر إلى العاصمة بغداد لحماية السفارة الأميركية من خطر داعش القادم من غرب العاصمة».
وأكد الغراوي في حديثه لـ «السفير» وجود ما يقارب 1500 جندي أميركي «بحجة مدربين ومستشارين عسكريين»، معتبراً أن هذه الأعداد لا يمكن أن تكون لغرض المشورة العسكرية فقط، «كون المستشارين والمدربين يفترض أن يكونوا بأعداد قليلة»، مؤكداً أن «هولاء مقاتلون» وهم يتواجدون في العراق بعكس إرادة الحكومة العراقية، التي «كان لها رأي واضح برفض التواجد الأميركي على الأراضي العراقية».
ولفت الغراوي إلى أن القوات الأميركية متواجدة «بصفة مدربين ولكن الحقيقية غير ذلك، وهم موجودون في قاعدة عين الاسد، وإقليم كردستان، وفي السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء، وفي أماكن يشعرون أنهم بحاجة لها»، معتبراً أن «إرسال قوات إلى الكويت يعطي صورة واضحة ورسالة مؤكدة عن نية أميركا إقامة قواعد برية مقاتلة».
بدوره، أكد نائب محافظ الأنبار جاسم محمد عسل لـ «السفير»، وصول قوات أميركية إلى قاعدة الحبانية في الأنبار، مشيراً إلى «أنه لم يتم حتى الآن اللقاء بهم»، كما أن أحداً لم يعرف إلى الآن «الأعداد الحقيقية لتلك القوات»، جازماً بأنها «حضرت لتحرير محافظة الأنبار» وليس الموصل.

إدارة أوباما تلتف على إرسال قوات برية.. عبر «متعاقدين»

نشر موقع «واريور سكاوت» المتخصص بالشؤون العسكرية الأميركية نهاية العام الماضي، وثيقة تظهر طلب شركة أمنية أميركية خاصة مركزها ولاية نورث كارولينا، التعاقد مع محاربين سابقين في مختلف الوحدات الخاصة الأميركية من أجل قيادة عمليات عسكرية في العراق، بأجر يتراوح بين 1250 و1750 دولاراً أميركياً لليوم الواحد. وتتجنب إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الخوض في عمل عسكري بري مباشر في العراق، بالاستعاضة عن ذلك بتكليف الشركات الأمنية الخاصة ـ بحسب الموقع ـ من أجل تجنيد عناصر من «القبعات الخضر»، وهي فرقة من نخب الوحدات الخاصة الذائعة الصيت.أجزاء من العقد الذي عرضته شركة "رايدون تاكتيكس"
وقامت شركة «رايدون تاكتيكس» بفتح دورة بشكل سريع للمتطوعين الذين يحملون خبرات قتالية محددة، من أجل إرسالهم لقيادة عمليات عسكرية في العراق حيث من المفترض أن يصلوا خلال الشهر الحالي والشهر المقبل.
 (http://media.scout.com/media/doc/144/1441931.pdf)
ويشرح الموقع الأميركي السبب الرئيسي وراء وجود إغراءات مادية كبيرة في العقد، لأنه يصف العمل المطلوب بأنه «القتال» وهو ما يدل على أن الشركات الخاصة ومقاتليها ممكن أن يلعبوا دوراً بديلا عن القوات الأميركية في العراق.
وينــقل الموقع عن مؤســس شركــة «بلاك ووتر» ايريك برنس ترديده خلال الأشهر الأخيرة بأن شركات العقود الخاصة ممكن أن تأخذ الصدارة في عمليات قتال تنظيم «داعش» وهزيمته.
ومن اللافت أن الشروط التي طلبتها الشركة لقبول التقدم إلى هذه «الوظيفة» تتضمن مؤهلات عسكرية عالية، من ضمنها مؤهلات جنود الوحدات الخاصة الذين تدربوا على تسيير طائرات من دون طيار من الأرض.
بعض الجنود السابقين الذين حصـــــلوا على عرض الشروط المطلوبة أشاروا إلى أن هذه المهمة بالتحديد تعـــــد «فريدة» نظراً للمتـــــطلبات القتالية المطلوبة، معتبرين أن استخدام المتعاقدين سيعوض عن ادارة أوباما مسألة إرسال قوات برية للقتال في العراق.

 

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...