القمل والجرب يغزوان مناطق سيطرة العصابات الإرهابية في حلب

30-01-2015

القمل والجرب يغزوان مناطق سيطرة العصابات الإرهابية في حلب

مدارس الجزء الشرقي من مدينة حلب موبوءة بالقمل والجرب. خبر ضاع في زحمة الأحداث السورية ودمويتها، في مؤشر يدل على بؤس الحالة الإنسانية التي وصلتها تلك المناطق تحت سيطرة المعارضة، والتي منعت بعض «كتائبها» التلاميذ في مناطق سيطرتها من ارتياد المدارس بدعوى إسقاط النظام، وكتب على جدرانها: «لا دراسة ولا تدريس حتى اسقاط الرئيس».

في مدرسة «براعم الحرية» التي تسيّرها المعارضة بلغت نسبة الإصابة بالقمل والجرب 82%. النسبة ترتفع في مدرسة «طلحة بن عبيد الله» إلى 92 %، والنسبة الأقل كانت في «براعم التوحيد»، وهي مدرسة تابعة لناشطين في «لواء التوحيد»، حيث بلغت 28 %، فيما تجاوز عدد المدارس الموبوءة الــ22 مدرسة، يراوح عدد تلاميذها بين 120 و550 تلميذاً، ومعظمها في مرحلة التعليم الأساسي.
وفي كانون الأول الماضي أعلن ناشطون معارضون اطلاق «الحملة الوطنية لمحكافحة القمل والجرب»، وجاء في بيان لها: «اعتبار القمل والجرب وباء في مدينة حلب المحررة وكارثة إنسانية تستوجب تدخل جميع المنظمات الصحية والاغاثية، ونخص بالذكر وزارة التربية والتعليم، ووزارة الصحة في الحكومة المؤقتة».
وطالب البيان «بإيقاف العملية التعليمية لمدة أسبوع، وتأمين الدواء للمدنيين والعسكريين والطلاب... والعمل على الإسراع بتأمين خدمات الماء والكهرباء وترحيل النفايات خارج المدينة بالسرعة القصوى»، ورفعت الحملة شعاراً لها: «القمل... معاً لنبدل القاف بالهمزة».
وقال مصدر في «الحملة الوطنية لمكافحة القمل والجرب» إنّه «لم نتلقَ أي دعم من الجهات المعارضة أو الحكومة المؤقتة، وحصلنا على الأدوية من الهلال الأحمر السوري، وقمنا بتوزيعها على آلاف التلاميذ المصابين في 22 مدرسة».
وأضاف: «تطوعنا لإنقاذ سمعة الثورة ونعمل بلا أجر. من المؤسف أن تكون مدرسة في المناطق المحررة جميع طلابها مصابون بالقمل والجرب وهذه ليست مبالغة، كذلك الامر يوجد انتشار كبير للقمل والجرب في صفوف المقاتلين، وقمنا بتسليم كمية من محلول خاص لعدد من الفصائل».
في مدرسة «أبي بكر الصديق» في حي المرجة وزّعت 650 عينة علاج مجانية على أطفال المدرسة الواقعة في هذا الحي الشعبي الفقير. نسبة الإصابة فاقت الـ75%. يقول عبد اللطيف حج حميد، وهو من سكان الحي، «لدي 3 أطفال أصيبوا بالقمل بالعدوى من رفاقهم في المدرسة، لدي بئر في منزلي ولم تهمل أمهم في أي يوم نظافتهم وحالتي المادية جيدة».
إهمال التصدي لانتشار القمل والجرب في البداية أدى إلى تفاقم المشكلة الصحية في الاحياء الشرقية، التي تلوح بوادر مشابهة لها في الأحياء الغربية من المدينة.
من جهتها، قال اختصاصية الأمراض الجلدية، ضحى مارتيني، إنّ «تفشي انتشار القمل والجرب في تلك المدارس بلغ مستويات قياسية لم تمر في تاريخ المدينة والعمل الصحي». ولفتت إلى «انتشار طفيلي قمل الرأس كذلك في سكن الايواء في المدينة الجامعية وفي بعض الأحياء الفقيرة، لكنه ضمن حالات فردية»، محذّرة من أنّ الإهمال في حصر انتشاره «سيفاقم الوضع نتيجة الاكتظاظ في المدارس، وعدم توافر الطاقة لتسخين المياه للاستحمام في هذا الطقس البارد».
وتقوم مديرية التربية في حلب عبر معلميها بالتفتيش الدوري على نظافة التلاميذ الشخصية، ومنح إجازة للطفل المصاب واستدعاء ولي أمره والطلب منه معالجة طفله.

باسل ديوب

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...