ربع سكان العالم مصابون بالتهاب الجيوب الأنفية

22-12-2006

ربع سكان العالم مصابون بالتهاب الجيوب الأنفية

قيل له ان الرشح يطيب في سبعة أيام، مع العلاج أو من دونه، لكن رشحه هو ما زال يسرح ويمرح على رغم مرور أسابيع على إصابته به. ما الخطب؟! توجه الى الطبيب شاكياً أمره، وبعدما فحصه ملياً طلب له صوراً شعاعية لجيوب جمجمته، فقام المريض بإجراء الفحص المطلوب ليتبين انه مصاب بالتهاب جيوب.

الجيوب الأنفية هي عبارة عن أجواف هوائية تقع في مقدمة القحف وتحيط بالأنف والعينين. ويملك الإنسان أربعة أزواج من الجيوب تتوزع مناصفة على جانبي الرأس، وهذه الأجواف مغطاة في الداخل بغشاء مخاطي رقيق لا تتعدى سماكته ميليميتراً واحداً وتقوم خلايا هذا الغشاء بإفراز المخاط الذي يصرف من طريق قنوات تصريف تصل بين الجيوب وفتحة الأنف، ولسبب ما قد تتعرض مخاطية الأنف للالتهاب، فتصاب بالتورم والتوزم، الأمر الذي يؤدي الى حدوث انسداد في القنوات الصارفة للجيوب، فتبقى مفرزات هذه الأخيرة قابعة فيها، ما يشكل بؤرة آسنة صالحة لنمو الميكروبات وتكاثرها، فتكون النتيجة الإصابة بالتهاب الجيوب. أيضاً يمكن قنوات الجيوب ذاتها أن تُسد بالمخاط نفسه الصادر عنها بسبب كثافة المخاط عينه، أو لوجود عائق ما يضغط على قناة الجيب فيحول دون تصريف محتوياته.

في فصل البرد تكثر الرشوحات، التي غالباً ما تمر على ما يرام عند الأشخاص الأصحاء، ولكن الأمر يختلف عند أولئك الذين يعانون مشكلات في الجيوب الأنفية، اذ ان الرشح يصبح أكثر تعقيداً وقد يلازمهم طوال فصل الشتاء.

وتفيد الإحصاءات الطبية بأن 20 الى 25 في المئة من سكان الأرض يعانون مشكلات في الجيوب الأنفية، وفي أحيان كثيرة لا تحل هذه المشكلات إلا بالمعالجة الجراحية.

وفي شكل عام، يمكن القول ان هناك نوعين من التهاب الجيوب، الحاد والمزمن، ويحدث الالتهاب الحاد عادة بعد رشح عادي أو بعد حمام أو بعد سباحة، خصوصاً أثناء الغطس. وهذا الالتهاب الحاد لا يختفي عادة في غضون أسبوعين أو ثلاثة، وقد يتوالى حدوثه مرتين الى ثلاث مرات على الأكثر في العام الواحد. وهناك أسباب محرضة لالتهاب الجيوب الحاد من بينها: الخراجات السنية والتحسس والتلوث الجوي واللحميات الأنفية وانحراف وتيرة الأنف.

ويتظاهر التهاب الجيوب الحاد بعوارض متنوعة أهمها الصداع الذي يكون على مقربة من الجيب الأنفي المصاب، أي أن هذا الصداع قد يحدث فوق العينين أو حولهما أو فوق أسنان الفك العلوي، أو فوق الجبهة، ويرافق الصداع إحساس بوجود نوع من الضغط المؤلم في مكان الجيب العليل. والى جانب الصداع هناك عارض بارز أيضاً، هو سيلان الأنف في حال كانت الإصابة بسبب ميكروب ما، ويكون السيلان هنا أصفر ضارباً الى الخضرة، سميكاً وكريه الرائحة، يرافقه ارتفاع في الحرارة والانهاك.

واذا عولج التهاب الجيوب الحاد في الوقت المناسب، فإنه عادة يختفي خلال أسبوع على الأكثر. أما اذا ترك على هواه، أو اذا لم يعطِ العلاج فائدة، فإن الالتهاب يعند ويستمر فترة طويلة فيتحول الى التهاب جيوب مزمن، وعادة ما تكون هناك عوامل تشجع على استيطان الالتهاب المزمن وهي: نقص المناعة في الجسم، والعيوب الخلقية في الأنف والجيوب، وأورام الأنف، والتدخين بوجهيه السلبي والفعال، والرضوض الواقعة على الوجه والتي تسبب بانغلاق واحدة أو أكثر من القنوات الصارفة للجيوب.

أما عن الشكاوى التي تصدر عن المصاب بالتهاب الجيوب المزمن فقد تشمل واحداً أو أكثر من العوارض الآتية:

1 – انسداد الأنف الدائم أو شبه الدائم.

2 – طرح مفرزات أنفية ملونة.

3 – الإحساس بسيلان مفرزات مزعجة ذات طعم سيئ خلف الأنف.

4 – الشعور بضغط موجع في عظام الفك أو خلف الأنف أو خلف العينين أو بينهما.

5 – الصداع المزمن.

6 – الألم في الأسنان.

7 – التقشع الصباحي.

8 – السعال المزمن والجاف في شكل شبه مستمر.
ان التهاب الجيوب المزمن يجب أن يؤخذ على محمل الجد، وإلا فإن مضاعفات قد تبرز على المدى البعيد، ومن أهمها:

- الإصابة بالصداع النصفي، لقد كشفت التحريات ان حوالى الخمسين في المئة من الذين يعانون الصداع النصفي لديهم سوابق التهابية في جيوبهم الأنفية.

- انتشار التهاب الجيوب الأنفية الى المناطق المجاورة كالعين والدماغ، فتنتج من ذلك مطبات صحية تهدد الحياة.

- التهاب العظام المجاورة للجيوب الأنفية.

- التهاب في الحنجرة والرئتين.

- التهاب في المفاصل وفي أغشية القلب الداخلية.

- الإصابة بالربو القصبي.

- إصابة العصب البصري، وهذه قد تؤدي الى العمى.

ان التهاب الجيوب المزمن هو مرض بطيء الخطوات، وكثيراً ما يلازم صاحبه أعواماً طويلة، فأعراضه قد تكون خفيفة عادة، لكنه يثور بين حين وآخر مطلقاً العنان لأزمة حادة قد لا يتحملها الشاكي منها.

ان علاج التهاب الجيوب يجب أن يتم في الوقت المناسب لتفويت الفرصة عليه ومنعه من زرع اختلاطاته، وخير ما يمكن عمله في هذه الحال استشارة الطبيب للتأكد من التشخيص، واختيار الوسيلة العلاجية الأصلح لصاحبها. وتقوم المعالجة الأولية على إعطاء المسكنات ومضادات الاحتقان، وعند الضرورة توصف المضادات الحيوية ومضادات الحساسية وقد يلزم وصف مركبات الكورتيزون.

واذا لم تعط المعالجة الآنفة الذكر الفائدة المنتظرة، فإن الحل الجراحي يبقى هو الأنسب لاجتثاث الالتهاب، وتقوم الجراحة على إدخال منظار دقيق في المنخر عبر الفتحة التي يطل بها الجيب على الأنف، وبهذه الوسيلة يستطيع الطبيب إجراء مناورات هدفها فتح قناة تصريف الجيب في حال كانت هذه مغلقة أو متضيقة، أو الى إزالة الأغشية المخاطية الملتهبة للجيوب المصابة.
تبقى الملاحظات الآتية:

- ان التهاب الجيوب قد يكون من الأسباب المؤدية الى رائحة الفم الكريهة التي كثيراً ما تسبب الإرباك والإحراج لصاحبها.

- في بعض الأحيان ليس من السهل التعرف على السبب الفعلي الكامن وراء التهاب الجيوب المزمن، ولكن يمكن القول ان التدخين والملوثات الصناعية تجعل المرض أكثر سوءاً.

ان التهاب الجيوب لا يحصل عند الأطفال الصغار لأن الجيوب لا يكتمل نموها قبل بلوغ الرابعة أو الخامسة من العمر.

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...