تكاثر عصابات الخطف في مصياف

27-11-2014

تكاثر عصابات الخطف في مصياف

الجمل ـ عاصم جمول:

 استطاعت مدينة مصياف طيلة فترة الحرب الدائرة في سوريا، أن تبقي نفسها "ميدانيا" بعيدة عن الحسابات العسكرية والطائفية للحرب، رغم أنها أم الشهداء كما يصفها أبناؤها، فقد قدمت المدينة وريفها عدداً كبيراً جداً من الشهداء طيلة السنوات الأربع الماضية، ولكنها لم تستطع تحييد نفسها عن حسابات الفساد وتجار الأزمة، فهي الأقل حظاً من حيث الخدمات، لا كهرباء ولا ماء ولا غاز ولا حتى وقود التدفئة، كل هذه الأمور اجتمعت معاً ضد سكان البلدة الذين بمعظمهم لسان حالهم يقول " هي تضحيات الحرب". ولكن مؤخراً بدأت الأمور تتخذ منحىً خطيراً، حيث ظهرت عصابات تقوم بخطف وترهيب سكان المدينة، المدينة التي كانت تمارس حياتها الطبيعية ليلا نهاراً، باتت مدينة اشباح بكل ماتعنيه الكلمة من معنى، و بمجرد أن يحل المساء، تصبح الشوارع خالية والناس في بيوتهم والمحال مقفلة ، ولا من رادع أو حسيب لهؤلاء المخلين بالأمن، وبلغت الأمور ذروتها حين حاولت العصابات اختطاف طفلة في وضح النهار، وقبلها تم اختطاف شاب من شارع المساكن أحد أهم الأحياء في المدينة وأكثرها ازدحاماً، عدا عن حالات أخرى هنا وهناك داخل المدينة وفي ريفها. وبعد أن يتم الخطف يقوم الخاطفون بالاتصال بأهل المخطوف للتفاوض على فدية مالية تتراوح بين مئات الألوف وعدة ملايين، حسب الحالة الاقتصادية لذوي المخطوف، الأمر الذي يؤشر إلى أن الخاطفين على دراية بالوضع الاقتصادي لذوي المخطوف. في الوقت الذي تقف فيه السلطات المعنية عاجزة عن وضع حد لما يحصل، بدأ شباب المدينة بتنظيم أنفسهم في مجموعات ضمن الأحياء، لحمايتها ورغم أن هذه الخطوة قاصرة ولن تحقق مبتغاها دون تدخل السلطات المعنية، إلا أنها تستحضر في أذهان الناس بداية الاحداث في سوريا، وتشكيل لجان اهلية لحماية الأحياء، وهذايدفع للتساؤل : هل باتت مصياف بحاجة للجان الشعبية رغم وجود مؤسسات الدولة في مدينة تعتبر موالية تماماً. " لن نبقى محبوسين في بيوتنا" يقول أحد شباب المدينة..."ولكن الأجهزة الأمنية يجب أن تتدخل" يكمل حديثه... "نخشى ما نخشاه أن تتحول هذه اللجان الشعبية إلى وسيلة أخرى لخرق الأمن وقد عانينا بما فيه الكفاية من تجاوزات لجان أخرى !!" هذه الهواجس تلقي بظلالها على الحياة في المدينة، وجزء من الأهالي امتنع عن ارسال أولاده الى المدارس والمعاهد، وبات الخروج ليلاً مغامرة لاتحمد عقباها في مدينة كانت حتى ايام قليلة مضت تنبض بالحياة ليلا نهاراً. من الجدير بالذكر أن كل المحاولات للحصول على اقتباس أو تصريح ممن يمثلون السلطات في المدينة باءت بالفشل لأسباب عدة أهمها هو عدم توفر المعلومات "حسب زعمهم". إلى متى سيسيطر هذا الرعب على مدينة مصياف، ومتى ستتخذ السلطات إجراءاتها لاجتثاث هذا الكابوس؟!! ومن هو المستفيد من توريط مصياف في مستنقع كهذا، أسئلة سكان المدينة تلك تبقى كلها برسم " الجهات المختصة".

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...