الجيش العراقي يتقدم في ديالى وقوات بريطانية تنفذ عمليات برية

24-11-2014

الجيش العراقي يتقدم في ديالى وقوات بريطانية تنفذ عمليات برية

تركز الحدث العراقي، أمس، على الجانب الميداني حيث أثمرت عمليات الجيش العراقي وقوات البشمركة و»الحشد الشعبي» في محافظة ديالى، عن طرد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش» من قريتي السعدية وجلولاء بالقرب من الحدود الإيرانية، في وقت واصل التنظيم هجماته على ما تبقى من المراكز الحكومية في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، سعيا لبسط سيطرته على كامل المحافظة، بينما كشفت صحيفة «ذا مايل اون صانداي» البريطانية عما أسمته «عمليات نوعية» تقوم بها قوات بريطانية ضد مواقع للتنظيم في العراق.عناصر من البشمركة تستعد للانتشار في ناحية جلولاء، بعد استعادتها من تنظيم «داعش»، أمس. (رويترز)
وفي هذه الأثناء، يواصل العراق الرسمي محاولات حشد الدعم الإقليمي ضمن سياسة الاعتماد على الدول ذات النفوذ المؤثر في العشائر العراقية، مثل السعودية والأردن التي أعلن رئيس مجلس النواب العراقي من عاصمتها عمان، أمس، عن حاجة بلاده لتدريب القوات الأمنية العراقية فيها، في وقت كان وزير الحرس الوطني السعودي متعب بن عبد الله بن عبد العزيز يؤكد من واشنطن عقب لقائه وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل أن الجيش العراقي يحتاج إلى «قوات أخرى» لمساعدته في إنهاء «مشكلة الإرهاب».
وأكدت مصادر في القوات العراقية، أمس، أنها استعادت السيطرة على بلدتي جلولاء والسعدية القريبتين من الحدود العراقية الإيرانية شمال بغداد، بعد طرد مسلحي «داعش» منهما.
وأشارت المصادر إلى أن 23 على الأقل من قوات البشمركة و»الحشد الشعبي» قتلوا خلال هذه المعارك، حيث أكد المسؤول في حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» ملا بختيار «تحرير القريتين» مقدراً مقتل حوالي خمسين مسلحا من تنظيم «داعش» من أصل حوالي 400 كانوا يحاصرون المنطقتين، كما أشار الأمين العام لـ»البشمركة» جبار ياور إلى أن استعادة السيطرة على البلدة سيتيح أيضا إعادة فتح طريق بين بغداد وخانقين قرب الحدود الإيرانية.
في غضون ذلك، كثف تنظيم «داعش» هجماته في الرمادي، التي تشهد معارك منذ يومين، حيث أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن «توجيه أوامر» لسلاح الطيران العراقي بمساندة القوات الأمنية وقوات العشائر في المدينة.
وأكد عضو مجلس محافظة الأنبار محمود أحمد خلف ان طائرات عراقية وغربية قصفت مواقع التنظيم وسط الرمادي، لكنه أشار إلى أن «الاشتباكات تواصلت في المدينة».
من جانبه لفت رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، إلى أن 5 طائرات محملة بالسلاح أرسلتها الحكومة العراقية وصلت الى قاعدة الحبانية العسكرية لإسناد القوات الأمنية والعشائر لمواصلة قتال «داعش» في المحافظة بعد أن اقترب التنظيم «أكثر» من الرمادي.
وفي هذه الأثناء، أكد رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، من الأردن أن عمان يمكن أن يكون لها «دور كبير» في تدريب القوات الأمنية العراقية.
وعبر الجبوري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني عاطف الطراونة في مقر مجلس الأمة في عمان، عن اعتقاده أن العراق «بحاجة الى مساندة الأردن في عملية التدريب والتأهيل وتعزيز القدرات الأمنية»، وقال «نشعر بأن المملكة الاردنية الهاشمية يمكن أن يكون لها دور كبير في هذا الخصوص»، موضحاً أن «هذه المسألة سيتم بحثها في الملفات الأمنية المختصة».
وأطلق الجبوري مبادرة القانون العربي الموحد لـ»مكافحة الارهاب»، ودعا البرلمانات العربية الى الإسراع في النظر بالقانون لرفعه الى البرلمان العربي لاقراره، مؤكداً ضرورة العمل على تجفيف «منابع الإرهاب».
وكان وزير الحرس الوطني السعودي متعب بن عبد الله بن عبد العزيز قد عبر بعد لقائه وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل، أمس الأول، عن ثقته بأن «الجيش العراقي لديه القوة الكافية» لقتال «داعش»، لكنه اعتبر أن «وجود قوات أخرى تسانده ستنهي هذه المشكلة بأسرع وقت»، في إشارة إلى تسليح العشائر العراقية بوجه «داعش».
وفي هذا السياق، كشفت وثيقة ستقدمها وزارة الدفاع الأميركية إلى الكونغرس الأميركي أن البنتاغون يخطط لشراء دفعة من الأسلحة للعشائر العراقية تتضمن خمسة آلاف بندقية كلاشينكوف، وخمسين قاذف صواريخ، و12000 قنبلة يدوية وخمسين مدفع هاون عيار 82 ميلمترا.
وتم تفصيل عملية التسليح في الوثيقة على أنها «من أجل تجهيز قوة مركزية من العشائر في محافظة الأنبار بميزانية تصل إلى 18.5 مليون دولار أميركي»، وهي جزء من ميزانية تم رفعها إلى الكونغرس، الأسبوع الماضي، تصل إلى 1.6 مليار دولار وتشمل تسليح وتدريب الجيش العراقي وقوات البشمركة أيضاً.
وتشرح الوثيقة أن «الفشل في تجهيز هذه القوات سيعني فعالية أضعف للقوات التي تقف بوجه تنظيم داعش وقدرتها على الحصول على الدعم المحلي اللازم من أجل الامساك بهذه المناطق والسيطرة عليها».
وفي هذه الأثناء، أعدم تنظيم «داعش» عددا من أفراد عشيرة البو فهد التي تقاتل التنظيم بعد أن قتل المئات من أبناء عشيرة البو نمر في محافظة الأنبار، بينما أصدرت المحكمة الجنائية المركزية العراقية، حكما بالاعدام على النائب السابق أحمد العلواني المنتمي الى عشيرة البو علوان في محافظة الانبار، وهو أحد أبرز النواب المحركين للحركة الاحتجاجية التي نشأت في المحافظة ضد حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، العام الماضي.
وقال المتحدث باسم المحكمة الجنائية العراقية عبد الستار البيرقدار أن المحكمة أصدرت الحكم باعدام العلواني بتهمة «القتل العمد لقتله جنديين»، وأوضح أن القرار قابل للتمييز خلال مدة أقصاها شهر من تاريخ صدوره.
وقال أحد كبار شيوخ عشيرة البو علوان الشيخ عمر العلواني، إن عشيرته «كلها تقف ضد داعش إلى جانب الحكومة»، محذرا من أن «نصف مقاتلي البو علوان سوف ينسحبون اذا تم بالفعل اعدام العلواني في هذه الظروف».
إلى ذلك، كشفت صحيفة «ذا ميل أون صنداي» البريطانية، أن قوات النخبة البريطانية المعروفة باسم «اس ايه اس» تنفذ «عمليات نوعية» في العراق، لاستهداف مقاتلي تنظيم «داعش».
ونقلت الصحيفة عن مصادر في وزارة الدفاع البريطانية قولها إن مروحيات عسكرية أنزلت جنود هذه القوة في مناطق عراقية، وأضافت أن جنود «قوات النخبة» يشنون «هجمات نوعية ضد داعش تحت جنح الظلام مستفيدين من عنصر المفاجأة».
وبحسب الصحيفة فإن عمليات الجنود البريطانيين مستمرة بشكل شبه يومي منذ أكثر من 4 أسابيع، وقد ألحقت خسائر جسيمة بمقاتلي «داعش»، وهي تستهدف على وجه الخصوص خطوط الإمداد التابعة للتنظيم، ونقاط التفتيش التي يقيمها غربي العراق.
وتعد هذه المرة الأولى التي تكشف فيها لندن، وإن بشكل غير رسمي، عن مهمـــــات لقواتها البرية في العراق منذ بدء «التحـــــالف الدولي» شــــن ضربات جوية ضد التنظيم.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...