مصر: «فتيات مجنّدات» في مواجهة «إخلع»

22-11-2014

مصر: «فتيات مجنّدات» في مواجهة «إخلع»

نظمت طالبات مصريات، أمس الاول، وقفة أمام قبة جامعة القاهرة للمطالبة بتجنيدهن في القوات المسلحة، في إطار حملة «فتيات مجندات»، في الوقت الذي يرفع فيه عدد من الشبان شعار «اخلع» للتهرّب من التجنيد الاجباري.
وحصلت الفتيات على تصريح من رئيس جامعة القاهرة للتظاهر، حيث ضمت الحملة المطالب التي ينادين بها، ومنها إنشاء كليات عسكرية للبنات، حتى يستطعن التدرّب على حمل السلاح، وأن يكون التجنيد للبنات اختيارياً وليس إجبارياً.
كما تضمنت المطالب «إنشاء مدارس عسكرية للبنات»، و»فتح باب التخصصات للفتيات في الجامعات المصرية».
وأعادت الوقفة فتح ملف التجنيد فى مصر، حيث تعددت في الآونة الأخيرة الحملات المطالبة بتجنيد الفتيات وانضمامهن إلى المؤسسة العسكرية، وكان آخرها صفحة على موقع «فيسبوك» باسم «مجندة مصرية» طالبت فيها الفتيات بحقهن فى التجنيد للدفاع عن البلد، مثلما دافعن عنها بمشاركتهن القوية فى ثورتي «25 يناير» و»30 يونيو».‫
واللافت أن الحملة تنطلق فى الوقت الذي دشن فيه عدد من الشبان حملة للتهرب من التجنيد تحت شعاري «اخلع» أو «لا للتجنيد الإجباري»، لتثبت الفتيات مرة أخرى أنهن على قدر المسؤولية بشكل يفوق بعض الشبان.
وقالت مؤسِّسة حملة «مجندة مصرية» غادة الكومي: «نحن لا نرد على حملات (اخلع) أو (لا للتجنيد الإجباري)، لأننا نطالب بضرورة تجنيد الفتيات ليس للدفاع عن البلد فحسب، ولكن للدفاع عن أنفسهن ضد مخاطر التحرش والعنف».
وأضافت الكومي «يجب ان يسمح لنا بالتجنيد لكي تعود حقوقنا إلينا، وكل سيدة شاركت في السياسة من حقها ان تجني ثمار مشاركتها»، لافتة إلى أن الحملة تقدمت بأوراق كثيرة إلى المسؤولين في المؤسسة العسكرية من أجل النظر في المشروع والموافقة عليه، إلا أنهم رفضوا، بحجة أن أهالي الصعيد وشمال سيناء لن يسمحوا بتجنيد بناتهم بسبب العادات والتقاليد والدين.
وأكدت أن فتيات الصعيد وشمال سيناء تقدمن بطلب إلى الحملة من أجل انضمامهن، مؤكدة «أننا جمعنا في اليوم 250 طلب انضمام من الصعيد».
وأضافت الكومي أن العديد من سيدات المجتمع المدني يدعمن الحملة، ومنهن المستشارة القاضية السابقة في المحكمة الدستورية تهانى الجبالي، والدكتورة آمنة نصير، وفرخندة حسن.
وقالت آمنة نصير إن الدين ليس ضد تجنيد المرأة، وأن النساء في عهد الرسول كان يتم تجنيدهن، مشيرة إلى أن الحملة تضم بين جنباتها العديد من الذكور الذين يدعمون الناشطات بكل ما أوتوا من قوة.
جيهان مديح، إحدى المطالبات بتجنيد الفتيات، دعت إلى إلحاق الإناث بصفوف الجيش المصري في تلك الظروف الاستثنائية التي تمر بها مصر، متوجهة إلى الشبان بالقول «إذا كنتم مش قدّها... احنا موجودين وسدّادين». وتساءلت «لماذا لا نكون مثل الجيوش العربية التي تضم في صفوفها فتيات؟ هل فتيات الإمارات وليبيا واليمن والأردن أفضل منّا؟!».
من جهته، قال الخبير العسكري اللواء محمد علي بلال إن دعاوى التهرب من التجنيد ليست جديدة، ولا نستطيع أن نعتبرها ظاهرة، لافتاً إلى ان «التجنيد منظومة مستقرة لا تفرق بين ابن غفير أو وزير، والمتهرب من الجيش يعيش تحت الأرض، فلا يوظف، ولا يسافر... والأحكام العسكرية تضع عقوبة السجن والغرامة للمتخلف عن أداء الواجب الوطني».
وعن تجنيد الفتيات، قال بلال إن الجيش المصري لا يجند فتيات لخوض الحروب والمعارك، ولكنهنّ يعملن فقط في الحراسات، أو يخدمن في الشرطة العسكرية، أو في السكرتاريا والتمريض والادارة، مشيراً إلى «أننا لم نصل إلى هذا المستوى من الانفتاح، حيث أن العادات والتقاليد والدين والأعراف ترفض إقحام الإناث في مثل هذه الأعمال، ويستحيل أن تخوض بناتنا الحروب».
ويضيف أن «الحياة العسكرية لا يقدر عليها غير الرجال، لأنها صعبة وقاتلة، لكن دور الفتيات ضمن الموظفين المدنيين وكضباط في صفوف الأطباء والمهن الإدارية فعال للغاية، ويقدم دوراً وطنياً للجيش المصري».

(عن «الأهرام»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...