البغدادي إصدار جديد عن ابن لادن

12-11-2014

البغدادي إصدار جديد عن ابن لادن

الجمل-*د.كيفين باريت- ترجمة: رنده القاسم:

الجدال المتواصل حول وحدة مشاة البحرية التي يفترض أنها قتلت أسامه بن لادن، و الادعاء بارتباط داعش بمقتل جنديين كنديين ، هي آخر الأعمال المثيرة لوسائل الإعلام الراميه الى دعم كذبة الحرب العالمية على الإرهاب ضد الإسلام الراديكالي.

رواية الحرب العالمية ضد الارهاب تضم شريرين رئيسيين. و بالتأكيد هي أسطورة بشريرين أسطوريين، شرير الفصل الأول هو أسامه بن لادن، و شرير الفصل الثاني الحالي هو الخليفة أبو بكر البغدادي.

في دراسات الميثولوجيا و الفولكلور كلمة "أسطوره" تعني قصة غريبة قد تكون حقيقية أو لا تكون. و لكن في عالم الجاسوسية ، نفس الكلمة تعني: "الخلفية أو السيرة الذاتية المزعومة لجاسوس، و غالبا ما تكون مدعومة بوثائق و تفاصيل تحفظ عن ظهر قلب" .

و من أكثر القصص فنتازية في عصرنا أسطورتي رجلين إرهابيين أكبر من الحياة: أسامة بن لادن القاعدة، و أبو بكر البغدادي داعش.

فهاتان الشخصيتان المذهلتان حققتا أعمالا أشبه بالمعجزه: أسامه بن لادن تسبب باختفاء ثلاث ناطحات سحاب بسرعة كبيره  مثلما أخفى الدفاعات الجوية الأميركية لساعتين قام فيهما بتفجير البنتاغون ، أكثر بناء محمي على كوكب الأرض.. أما البغدادي فقد نجح مع ثلة رثة من المتطرفين الهاوين في السيطره نوعا ما على رقعة  واسعة  غنية بالنفط و ذات أهمية جيو-استراتيجية كبيرة رغم معارضة كل العالم.و كلا الانجازين يبدوان بعيدي الاحتمال بشكل كبير .

و النجاحات المذهلة لهجمات الحادي عشر من أيلول و الدولة الإسلامية قد جلبت نتائج عكسية بشكل مذهل أيضا (من وجهة النظر الاسلامية المعادية للامبرياليه).

فرغم ادعاءات القاعدة و داعش بأنهما تحاربان لتحرير المسلمين من أعدائهم الامبرياليين و الصهاينة، سببت المجموعتان الإرهابيتان أذى كبير لقضية المسلمين.

فهجمات الحادي عشر من أيلول مكنت إسرائيل من سحق الفلسطينيين و انعاش اقتصادها المتهاوي عبر المشاريع المعادية للارهاب. كما و شيطنت الاسلام مانحة الصقور الأميركيين العذر لمهاجمة و احتلال و زعزعة استقرار دول اسلامية و الحاق الأذى بها.

أما داعش فقامت بما هو أسوأ . اذا أنفقت مجموعة البغدادي الارهابية معظم وقتها وطاقتها و مالها على مهاجمة المسلمين، و نشر الفوضى و الكره المميت في بيت الاسلام. كما و ذبحت أعدادا لا تحصى من الأبرياء و بثت فظاعاتها عبر العالم، لتشوه بذلك صورة الاسلام و المسلمين في عيون الشعوب العالمية.

و كما قال السيد سبوك في برنامج Star Trek التلفزيوني ، فان أسطورتي القاعدة و داعش غير منطقيتين ، و لا يمكن تصديقهما.

و لفهم من يقف حقا وراء تلك المجموعات الارهابيه ذات النجاحات الدراماتيكية و النتائج السلبية الدراماتيكية أيضا، علينا البدء بسؤال بسيط و هو : من المستفيد؟ و الجواب بالطبع هو ان المستفيدين من الحادي عشر من أيلول و داعش هم ذاتهم من تدعي القاعدة و داعش محاربتهم: الصهاينة و الامبريالية. ما يطرح السؤال التالي و هو: هل يمكن أن تكون أيضا أسطورتا أسامه بن لادن و البغدادي "أسطورتين" بمفهوم عالم الجاسوسيه، ما يعني سير ذاتيه مزوره تدونها وكالة استخبارات؟

أحد الأمور المشتركة الغريبة بين سيرتي بن لادن و البغدادي يكمن في أن الاثنين، المفترض أنهما متعصبان ضد أميركا ، أمضيا الكثير من الوقت في صحبة الجيش الأميركي. ففي الثمانينات ، و خلال حملة جمع الأموال من أجل المقاومة الأفغانية ضد الاحتلال السوفييتي لأفغانستان، زار بن لادن قواعد عسكرية أميركية تحت اسم "تيم أوسمان" و ساعد على توفير صواريخ ستينغير لمقاتلي المقاومة الأفغان.

و علاقات بن لادن الوثيقة مع الأميركيين، التي ربطته  مع  الجيش و وكالات استخبارات، استمرت لمدة طويلة بعد نشره بيانه الشهير عام 1998 تحت عنوان :"الموت للأميركيين" ، نفس السنة التي قامت بها الCIA عبر عميلها الرقيب علي محمد بتفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا و تنزانيا و ألقت اللوم على أسامه بن لادن.

سيبيل ايدموندس، مترجمة ال FBI ، فضحت الحقائق حين قالت بأن الولايات المتحدة احتفظت بعلاقات وثيقة مع أسامة  بن لادن "في كل الطريق عبر الحادي عشر من أيلول". و أضافت :"هذه العلاقات الحميمة تتضمن استخدام مقاتلي أسامه بن لادن كجيش إرهابي بالوكالة لمهاجمة منافسي الولايات المتحدة بما فيهم روسيا و الصين".

في تموز 2001 ، و بنفس الوقت الذي قامت فيه شخصيات مافيا صهيونية من نيويوك مثل لاري سيلفيرستين ، فرانك لوي و لويس آيشينبيرغ بخصخصة و زيادة التأمين على مركز التجارة العالمي ،المحكوم عليه بالتدمير ،كان أسامة بن لادن يتلقى علاجا من الفشل الكلوي في مستشفى أميركي بدبي على يد الدكتور المتخصص تيري كالاوي المرتبط بالاستخبارات الأميركية.و قد قام كل من مدير مركز ال CIA في دبي لاري ميتشيل و مسؤول الاستخبارات السعودية بزيارة بن لادن في المشفى.

في الحادي عشر من أيلول 2001 عاد بن لادن الى المشفى، هذه المره كان يتلقى علاج "الميز الغشائي" في مشفى باكستاني عسكري في راولبندي ، تماما تحت أنف مستشارين عسكريين أميركيين. لماذا لم تقم الولايات المتحده ببساطة بالطلب من الحكومتين العميلتين في دبي و باكستان بالقبض على بن لادن، الذي كان حينها أكثر ارهابي مطلوب في العالم، بينما هو غير قادر على الحركة في المشفى بسبب "الميز الغشائي"؟ و بالطبع الجواب هو أن بن لادن من ممتلكات الاستخبارات الأميركية المحمية.

و من الواضح أن قصة أسامه بن لادن، الارهابي الأساسي المعادي للولايات المتحده، هي"أسطورة" بمعنيي الكلمة، فهي قصة فنتازيه، و هي أيضا ترتبط بوكالة استخبارات أو أكثر.

و قصة موت بن لادن المزعومة في أيار 2011 مريبة كما قصة حياته. و حتى صحيفة نيويورك تايمز قالت :"ربما من غير الممكن القول من كان بالضبط وراء الطلقة أو الطلقات المميتة، مع وجود عدة رجال مسلحين يرتدون نظارات للرؤية الليلية و يتحركون بسرعة عبر مخبأ قائد القاعده. لم يتم تشريح الجثة و ما من فيديو عن مشهد اطلاق النيران. لم ينشر الجيش صورة لابن لادن بعد مقتله و قيل بأن جسده دفن في البحر".

و في الواقع ، قال الجيش أن بن لادن دفن في البحر "وفقا للتقاليد الاسلاميه". و من الواضح أنهم  يتوقعون منا تصديق أن المسلمين يقومون عادة برمي أمواتهم في المحيط. و هذا لا يقل سخافة عن فكره أنهم ببساطة قتلوا عقلا ارهابيا مدبرا عوضا عن بذل الجهود لأسره حيا و التحقيق معه. قصة اغتيال أسامة بن لادن المريبه ما هي سوى اهانه لذكاء العالم.

و اسطورة الخليفة أبو بكر البغدادي مريبة كحال تلك التي لابن لادن، فمثله كان البغدادي لفترة طويلة ضيفا للجيش الأميركي في قاعدة الولايات المتحدة في العراق. و كما في حالة أسامة بن لادن، سربت الولايات المتحدة بوضوح معلومات مزيفة تهدف لاخفاء أو التقليل من شأن علاقتها بالبغدادي، المفترض أنه عدوها الأسوأ.

قالت الولايات المتحدة أنها قبضت على البغدادي في "جناح تدريب الإرهابيين" في معسكر الاعتقال بوكا لأقل من سنه، غير أن شهودا عراقيين و أميركيين قالوا بأن المده كانت خمس سنوات. و بكل الأحوال، يبدو أن من لقب نفسه بالخليفة كان يُجهز لدوره المستقبلي و هو في اسر الولايات المتحده.

بعد اطلاق سراحه ، تلقى البغدادي و قادة داعش التابعين له المزيد من التدريب ، اضافة الى السلاح و المال، في قاعدة CIA سرية في الأردن. و عملت الولايات المتحده عبر وكلائها الإقليميين لخلق جيش داعش المرعب الرامي الى اسقاط الرئيس  السوري بشار الأسد. و يبدو أيضا أن الولايات المتحدة و وكلاءها وفروا معلومات مكنت داعش من اجتياح الجيش العراقي، الذي قامت الولايات المتحده عمدا بتجريده من السلاح، و السيطرة على الأجزاء الغنية بالنفط في العراق.

و مع ذلك لا يزال الشعب الأميركي يُخبر بأن البغدادي هو أسوأ أعدائه، و كما قصة بن لادن، العقل الارهابي المدبر المعادي للولايات المتحدة ، فان قصة البعبع الأخير البغدادي هي أسطورة سخيفة بوضوح.

لو أن الشعب الأميركي اكتشف كم خدع بشكل سيء ، و لأي أهداف مزق دستوره و استنفذ اقتصاده، لكان غضب الى أبعد حد....

 

*كاتب اأميركي مختص بالعلوم الإسلامية و العربية ، و من أشد منتقدي الحرب على الإرهاب، و مشارك في إنشاء التحالف الإسلامي –المسيحي-اليهودي.

عن موقع Press TV

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...