موسكو تريد دوراً لدمشق ومواجهة جذور «داعش»ومسلحو «الحر» و«البشمركة» في عين العرب

30-10-2014

موسكو تريد دوراً لدمشق ومواجهة جذور «داعش»ومسلحو «الحر» و«البشمركة» في عين العرب

يبدو أن تركيا بدأت بتنفيذ جزء من أهدافها بتعديل الوضع لمصلحتها في المناطق السورية الحدودية، مع سماحها بدخول 50 مقاتلا من «الجيش السوري الحر»، المدعوم من أنقرة، إلى عين العرب (كوباني) أمس، على أن يتبعهم عناصر «البشمركة» الكردية العراقية، في إطار خطة يفترض أن هدفها مساندة «وحدات حماية الشعب» الكردية بوجه الهجوم المتواصل لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» على هذه المدينة السورية الملاصقة للحدود التركية.
في هذا الوقت، جددت موسكو تمسكها بموقفها الداعي إلى إشراك السلطات السورية في الحرب الدولية والإقليمية ضد «داعش».اكراد يهللون لقافلة «البشمركة» بعد عبورها الحدود العراقية الى تركيا امس (ا ف ب)
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «نحن مقتنعون بأن مكافحة الإرهاب والتطرف يجب أن تقوم على أساس متين من القانون الدولي، تحت رعاية مجلس الأمن الدولي. شن الغارات الجوية على (تنظيم) الدولة الإسلامية في سوريا من طرف واحد، ومن دون اتفاق مع الحكومة السورية، لا يتوافق مع هذه المبادئ. ولا بد لضمان مكافحة الإرهاب إعطاء الأولوية للخطر العسكري الذي تمثله الجماعات الجهادية، بالإضافة إلى الأسباب الجذرية التي أدت إلى ولادة هذه الظاهرة». وأشار إلى «إمكانية التغلب على التناقضات من خلال الجهود المشتركة للمجتمع الدولي وتعميق الحوار والشراكة».
وبعد حوالي 40 يوماً من الصمود الأسطوري للمقاتلين المدافعين عن عين العرب، أدخلت السلطات التركية مجموعة صغيرة من مقاتلي «الجيش الحر» إلى المدينة، وذلك بعد ساعات من مطالبة رئيس الوزراء احمد داود اوغلو الولايات المتحدة «أن تجهز وتدرب الجيش السوري الحر بحيث لا يحل النظام (السوري) محل الدولة الإسلامية إذا انسحب من كوباني، ولا يحل إرهابيو حزب العمال الكردستاني محله».
وتقلق النيات التركية أكراد سوريا، حيث أن السلطات التركية تصف المقاتلين الأكراد في عين العرب بـ«الإرهابيين»، وهي اعلنت صراحة رغبتها بالسيطرة على المنطقة الحدودية، ومنعت مقاتلين تابعين إلى «حزب الاتحاد الديموقراطي» السوري من العبور إلى عين العرب، لكنها تسمح في المقابل بدخول عناصر من «الجيش الحر»، المدعوم من أنقرة، و«بشمركة» إقليم كردستان العراق، الذي تتمتع بعلاقات جيدة معه.
وأوضحت الولايات المتحدة وحلفاؤها أنهم لا يعتزمون إرسال قوات برية إلى سوريا أو العراق، لكنهم بحاجة إلى شركاء على الأرض للاستفادة من ضرباتهم الجوية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي «هذا مكون واحد (الأكراد). إنه بالقطع مكون شعرنا بأنه سيكون ذا تأثير، ومن المهم أن يكون لنا شريك على الأرض نعمل معه».
وقال المنسق الاميركي للتحالف الدولي الجنرال المتقاعد جون آلن، في مقابلة مع قناة «العربية» بثت امس، «لا نعتقد بأن كوباني على وشك السقوط بأيدي» التنظيم، مضيفاً ان «دخول قوات البشمركة سيمنع ذلك».
وأعلن مسؤول تركي أن 150 مسلحاً من «الجيش الحر» دخلوا إلى عين العرب، لكن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تحدث عن عبور 50 مسلحاً الحدود، وهو ما أكده المتحدث باسم «حزب الاتحاد الديموقراطي» نواف خليل، موضحاً أن «دخول مقاتلي الجيش الحر عبر الحدود التركية إلى كوباني تم بالتنسيق مع وحدات حماية الشعب التي تتولى حماية الإدارة الذاتية الكردية».
وكانت وصلت إلى مطار شانلي اورفة في جنوب تركيا طليعة مقاتلي «البشمركة» الكردية العراقية المتوجهين إلى عين العرب. وقال مسؤول محلي تركي إن العناصر استقلوا ثلاث حافلات في طريقهم إلى الحدود السورية - التركية، موضحاً أن المجموعة «أصبحت في مكان سري في مدينة سوروتش» القريبة من الحدود، وهي «تنتظر الكتيبة التي ستصل براً وستعبران الحدود معاً».
وكانت قافلة من «البشمركة»، مزودة بأسلحة ثقيلة، مرت عبر مركز الخابور الحدودي بين العراق وتركيا. وقد لقيت استقبالا حاراً من الأكراد الأتراك الذين رفعوا الأعلام الكردية.
وتوقع رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي السوري صالح مسلم دخول «عناصر البشمركة كوباني اليوم (أمس)»، مضيفاً «سيجلبون معهم مدفعية وأسلحة مضادة للعربات المدرعة والدبابات»، معتبراً أن «الأسلحة ستساعد المقاتلين الأكراد السوريين على صد مقاتلي الدولة الإسلامية»، فيما تتواصل المعارك وسط عين العرب وفي جنوبها. وأغارت طائرات التحالف على مواقع «داعش» في شمال المدينة.
وعلى جبهة سورية أخرى، تدور معارك ضارية بين القوات السورية ومسلحي «داعش» في حقل الشاعر النفطي في ريف حمص. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، إن «30 عنصراً في القوات السورية قتلوا في هجوم التنظيم على الحقل»، مشيراً إلى «سقوط قتلى من الدولة الإسلامية، من الصعب تحديد عددهم».
وأشارت صحيفة «الوطن» السورية إلى وقوع «معارك عنيفة بين قوات من الجيش ومجموعات إرهابية مسلحة»، وإلى «تمكن المجموعات الإرهابية من السيطرة» على بئرين وتلة في المنطقة. كما أدت الاشتباكات إلى «مقتل وإصابة أعداد من الإرهابيين».
وأصيب 37 شخصاً، بينهم أطفال، في انفجار سيارة في حي الزهراء في مدينة حمص، بحسب ما أعلن التلفزيون السوري، متهماً «إرهابيين» بتفجير السيارة.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...