بحصانة... الاسرائيليون يقتلون الأميركيين

28-10-2014

بحصانة... الاسرائيليون يقتلون الأميركيين

الجمل- ترجمة: رندة القاسم:
كحال فرقان دوغان (18 عاما) الذي قتل على قافلة مرمره ، و راشيل كوري (23 عاما) التي سحقت عمدا تحت جرافة اسرائيليه، استشهد الفتى الفلسطيني أميركي الجنسية عروه حماد (14 عاما) في محاولته ايقاف الابادة الجماعية في فلسطين المحتله.
خلافا لل 64,937 جندي أميركي الذين ماتوا بلا هدف و لا فائدة في فيتنام و أفغانستان و العراق، فان هؤلاء الشبان الشجعان  الثلاثة قد وهبوا حياتهم من أجل قضايا عاجلة و ملحة.  و عندما يولي الجنس البشري الاهتمام للعدالة سيتم ذكر شبان أميركيين شجعان. و مع ذلك فان التيار الرئيسي للاعلام الأميركي ، الذي تسللت اليه الصهيونيه خلسة لدرجة أنه أضحى أداة بروبوغندا بيد الحكومة الاسرائيليه، يعمل ساعات اضافيه لحجب القتل الشنيع لشبان أميركيين على يد قوات الاحتلال الصهيونيه.
لو أن الحكومة الروسيه أو الايرانيه أو الصينية أو الكوبيه أو الكوريه الشماليه قتلت شبانا أميركيين ، لأطلقت وسائل الاعلام التحذيرات،و تلا الأمر احتجاجات واسعة. و لتسلق السياسيون المنصات منددين بخطب لاذعة  الجرائم ضد الانسانيه، و ربما طبقت العقوبات ، وقد يقوم الرئيس بقصف الدولة الآثمه.
و لكن عندما تستهدف حكومة القتل الجماعي الاسرائيليه مراهقين أميركيين بوحشيه، تعمل وسائل الاعلام على ضمان عدم اهتمام أحد بالأمر. و السياسيون المُشتَرون (أو المدفوع ثمنهم ، اذ أن حوالي النصف كانت حملاتهم الانتخابية رشوات  من قبل الصهيونيه) يدعمون الحكومة الاسرائيلية بينما هي تقتل أميركيين. هؤلاء السياسيون الجبناء، لا المراهقون الشجعان، من يستحقون القتل على يد فرق الاعدام في الجيش الأميركي بتهمة الخيانه. و غالبية المسيطرين على الادارة الفيدراليه في الولايات المتحده يستحقون بقوة هذا القدر.
أخبار التيار الرئيسي في الاعلام الأميركي حول موت عروه حماد أظهرت صورة لفلسطينيين يرمون الحجارة و في العنوان: "فلسطينيون يصطدمون مع قوات الأمن". و باخبارنا أن "الفلسطينيين " هم من يقوم "بالصدام" ، تحاول البروبوغندا الصهيونيه اظهار الضحايا بهيئة المعتدين.
القت تقارير التيار الرئيسي لوسائل الاعلام الضوء على الرواية الكاذبة لقوات الدفاع الاسرائيليه حول عملية القتل، و وفقا لل AFP-Yahoo ورد : "قالت متحدثة باسم الجيش أن الجنود القائمين عند قرية سلواد ،لحماية طريق رئيسي مستخدم من قبل مستوطنين يهود في الأراضي المحتلة،  شاهدوا شخصا على وشك إلقاء زجاجة حارقة (مولوتوف) فقامت القوات فورا باطلاق النيران لمنع الخطر ..."
AFP-Yahoo تبعت أكاذيب قوات الدفاع الاسرائيلي و منحتها 74 كلمة، بينما خصصت فقط  28 كلمة للوصف البسيط للحقيقة، فقالت ، بناء على كلام الفلسطينيين، أن "حماد أصيب خلال احتجاج برمي الحجارة على الجنود، الأمر المألوف في سلواد قرب مستوطنه أورفا".
في مقالته "يوميات غزه" ، يخبرنا الصحفي الأميركي الرائد كريس هيدجيس (الذي طرد من صحافة التيار الرئيسي لقوله الحقيقة حول الابادة الجماعية للفلسطينيين) ماذا يحدث فعليا في حوادث كهذه، اذا يصف لنا كيف يقوم الجنود الاسرائيليون باطلاق النيران على الأطفال الفلسطينيين كنوع من التسليه. و قد شهد هيدجيس شخصيا جنودا اسرائيليين يطلقون عبر المكبرات الشتائم المهينة  للأطفال لاثارتهم و دفعهم  لرمي الحجارة ، و من ثم يقوم الجنود بقتل الأطفال بنيران القناصة .
كتب هيدجيس:
"البارحة في هذه الرقعة أطلق الاسرائيليون النيران على ثمانية شبان، ستة منهم كانوا تحت الثامنة عشر و أحدهم في الثانية عشرة. و هذا المساء قتلوا علي مراد (11 عاما) و أصابوا أربعة آخرين بجروح خطيره ، ثلاثة منهم تحت الثامنة عشر. لقد أصيب أطفال في صراعات أخرى قمت بتغطيتها، ففرق الموت قتلتهم في السلفادور و غواتيمالا ، واصطف أطفال و أمهات ليقتلوا في الجزائر ، و القناصون الصربيون كانوا يصوبون على الأطفال و يراقبونهم و هم ينهارون على رصيف سيراييفو، و لكني لم أر من قبل جنودا يغوون أطفالا كما الفئران ليدخلوهم في المصيدة و يقتلوهم للتسليه".
و رغم حصوله على جائزة بوليتزار عام 2002 كصحفي من  New York Times ، طرد هيدجيس عام 2003 لاصراره على قول الحقيقة.
قبل عدة سنوات وثقت British Medical Journal أكثر من 600 جريمة قتل  أطفال بيد قناصة اسرائيليين كتلك التي شهدها هيدجيس. و الحقيقة الرهيبة هي أن الجنود الاسرائيليين يصطادون بشكل روتيني الأطفال الفلسطينيين كنوع من التسلية المرضيه. و الآن يقومون باصطياد المراهقين الأميركيين.و دائما يقوم الجنود الاسرائيليون باختلاق الأكاذيب ، مثل الرواية الخيالية الأخيرة حول الزجاجة الحارقة، من أجل التغطية على أعمالهم. و لا يتعرضون للمحاسبة على قتلهم المتعمد لأطفال عاجزين غير مسلحين.
مروجو البروبوغندا الصهيونيه في الولايات المتحده يصرون على أن لافتي الانتباه الى سياسة اسرائيل الروتينيه، المتمثلة بالتسلي في قتل الأطفال، يرتكبون "هجو الدم" (قصة مزيفة تنشر لأجل خلق كره نحو مجموعة معينه من الناس). غير أن الحقيقة هي المدافع الأساسي عن تهمة "هجو الدم"، و الحقيقة حول سياسة اسرائيل في قتل الأطفال للتسلية قد وثقت بغزارة. اسرائيل أمة قتلة الأطفال، و هذه ليست تهمة و انما حقيقة مجرده.
دافعو الضرائب الأميركيون يعطون لقتلة الأطفال في الجيش الاسرائيلي 8,5 مليون دولار يوميا. و ما هذا سوى المساعدة العسكرية المباشرة فقط، فالمجموع العام أعلى. و وفقا ل Christian Science Monitor، فان الاستنزاف الاسرائيلي الفعلي للخزينة الأميركية يصل الى تريليونات. و ان أضفنا نفقات حروب 11/9 من أجل اسرائيل، و النفقات المرافقة للانقلاب الصهيوني في 11/9 و الدولة البوليسية التي نصبها، فان مصاص الدماء الاسرائيلي يستنزف دماء الحياة الأميركية المالية بأضعاف التريليونات، الأمر المدمر و ربما القاتل للاقتصاد الأميركي.
لو أن اسرائيل غير موجوده لكان الأميركيون يعيشون برفاهية لا يمكن تخيلها و لكانوا أكثر حرية عما هم عليه اليوم.و كتعويض عن تفليس أميركا لنفسها من أجل اسرائيل، تقوم الصهيونيه بذبح الأطفال الأميركيين.
و من لا يؤمن برضا اسرائيل التام عن مقتل أميركيين بلا قوة ، عليه البحث في حادث USS Liberty  عام 1967، و قراءة كتاب كريستوفير بولين "حل معضلة 9/11" الى جانب مقابلات آلان سابروسكي حول من قام فعليا بتفجير مركز التجارة العالمي.
و عنوان موقع الانترنت "لو كان الأميركيون يعلمون" مناسب جدا. فلو كان الأميركيون يعلمون ماذا فعلت الصهيونيه لهم، لملأوا الشوراع بالاحتجاجات، و لشنقوا آخر صهيوني باحشاء آخر سياسي....


* كيفين باريت : دكتوراه في العلوم الاسلامية و العربية، و أشهر النقاد الأميركيين للحرب على الارهاب، و مرشح لانتخابات الكونغرس عام 2008. و مؤسس التحالف الاسلامي – المسيحي – اليهودي ، و مؤلف كتاب : "الجهاد الحقيقي: معركتي الاسطورية ضد كذبة 11/9 الكبرى", و كتاب "مناقشة الحرب ضد الارهاب".



عن موقع Press TV

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...