إدلب: هجوم «النصرة» يتحول إلى انتكاسة لها

28-10-2014

إدلب: هجوم «النصرة» يتحول إلى انتكاسة لها

عاشت مدينة إدلب، امس، ليلة هي الأعنف منذ اندلاع الحرب، حيث شن مسلحون من «جبهة النصرة»، يؤازرهم مسلحون من «جند الأقصى»، هجوماً على جميع جهات المدينة، تخلله تسلل مسلحين يرتدون أحزمة ناسفة إلى بعض المرافق الحكومية، في خطوة كانت تهدف الى السيطرة على المدينة، قبل أن ينتهي الهجوم بالفشل، فيما واصل المسلحون استهداف المدارس، حيث قتل ثمانية، وأصيب 50، غالبيتهم العظمى من الأطفال في سقوط قذائف على مدارس في حلب.جثامين اربع اطفال قتلوا في سقوط قذائف على مدرسة في حي الحمدانية في حلب امس (رويترز)
الى ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة مع وكالة «ايتار تاس» الروسية، أن «فرص استئناف المفاوضات حول الشأن السوري تزداد، لكن الحالة الراهنة لعملية التسوية شديدة التعقيد».
وأضاف لافروف «حتى تنجح المفاوضات فإنها يجب أن تكون شاملة من حيث تمثيل القوى المعنية بتسوية الأزمة في سوريا»، موضحا أن «حضور ممثلي الائتلاف الوطني ضمن وفد المعارضة ضروري، لكن يجب أن يضم هذا الوفد كذلك ممثلي المجموعات المعارضة الأخرى، بما فيها تلك التي تنشط داخل الأراضي السورية». وشدد على «ضرورة أن يمتد مبدأ شمولية العملية التفاوضية إلى اللاعبين الخارجيين أيضا»، معتبرا أن «عزل إيران والسعودية عن هذه العملية سيكون خطأ كبيرا».
الى ذلك، قال نائبه ميخائيل بوغدانوف، خلال لقائه مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون في موسكو، إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيقوم بزيارة البلاد، من دون تحديد موعد لذلك.
وأوضح مصدر ميداني، أن الهجوم الذي تعرضت له إدلب بدأ بقصف عنيف على مختلف جهات المدينة، المفتوحة على الريف الذي يسيطر عليه المسلحون، عن طريق الدبابات والمدافع، بالتزامن مع هجوم عنيف على مختلف حواجز الجيش السوري، وقوات الدفاع الوطني الموجودة على أطراف المدينة، فيما كثف المسلحون هجماتهم على تلة المسطومة الإستراتيجية في محاولة لقطع طريق الإمداد نحو المدينة.
وبيّن المصدر أن الهجوم استمر ساعات عدة، وتخلله تسلل عدد من «الانغماسيين» (مسلحون يرتدون أحزمة ناسفة) إلى داخل مدينة إدلب، حيث تمكن عدد منهم من الدخول إلى مبنى المحافظة، والتمترس فيه قبل أن تصل مؤازرة من قوات الجيش والدفاع الوطني، وتشتبك مع المسلحين، حيث قتلوا جميعهم، فيما تمكن أحدهم من تفجير نفسه.
وفيما كانت المعارك تشتد على أطراف المدينة، قامت وحدات من القوات المسلحة السورية بتمشيط الأحياء بحثاً عن متسللين، حيث تم قتل ثلاثة انتحاريين كانوا يرتدون أحزمة ناسفة في منطقة الشيخ ثلث وعند فرع المرور، لتتدخل في وقت لاحق طائرات حربية وتشن سلسلة غارات على مواقع تمركز المسلحين، ليعيد الجيش السوري انتشاره من جديد ويثبت مواقعه، الأمر الذي أدى إلى فشل الهجوم بالكامل.
وفي وقت تزامن فيه الهجوم مع ضخ إعلامي متواتر من قبل وسائل الإعلام المؤيدة للفصائل المعارضة، لتصل إلى حد إعلان سيطرة «الثوار» على مدينة إدلب (علماً أن المهاجمين ينتمون إلى «النصرة»)، أكد مصدر عسكري أن الهجوم كان عنيفا جداً، وكان يهدف للسيطرة على المدينة إلا أنه باء بالفشل، مشدداً على أن عددا كبيرا من المهاجمين قتلوا، فيما تناقلت بعض المصادر أنباء عن القبض على عدد من المهاجمين وهم أحياء، وهو ما لم يؤكده أو ينفه المصدر العسكري، الذي اكتفى بتأكيد فشل الهجوم، ومقتل عدد كبير من المهاجمين، وتأمين طريق الإمداد عبر السيطرة على تلة المسطومة.
ومن الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام ما أشيع عن «القبض على محافظ إدلب الجديد خير الدين السيد» من قبل مسلحي «النصرة»، الأمر الذي رد عليه مصدر أمني ساخراً «المحافظ الجديد ما زال في دمشق ولم يصل إدلب بعد»، علماً أن المحافظ الجديد أدى اليمين القانونية أمام الرئيس بشار الأسد أمس الأول، أي قبل الهجوم بساعات.
وعن سبب فشل المسلحين في السيطرة على إدلب، أشار مصدر ميداني إلى أن عوامل عدة تساهم في حماية المدينة من الهجمات، أبرزها طبيعة المنطقة السهلية الممتدة، التي تجعل مراقبة محاورها أمراً سهلاً، إضافة إلى طريقة توزيع الحواجز العسكرية في محيط المدينة، وتنشيط دور اللجان الشعبية داخل الأحياء، ما يجعلها محصنة.
ويأتي فشل «جبهة النصرة» الجديد ضمن سلسلة انتكاسات يتعرض لها التنظيم التابع إلى «القاعدة» في سوريا، والذي يحاول البحث عن قاعدة جديدة لإطلاق عملياته على غرار تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»- «داعش»، الذي اتخذ من الرقة منطلقاً لعملياته، خصوصا بعد خسارة «النصرة» معارك عدة في ريف حماه ودرعا، في وقت عادت فيه الاشتباكات بين مسلحي التنظيم والمسلحين التابعين لـ«ثوار سوريا» بقيادة جمال معروف في البارة بريف ادلب.
وأوضح المصدر أن الحياة عادت إلى طبيعتها في مناطق عديدة في ادلب، فيما لزم معظم المواطنين منازلهم، وسط انتشار مكثف للحواجز، والدوريات المتنقلة التي تجوب الشوارع بحثاً عن متسللين.
حلب
 يومان أسودان مرا على حلب، حيث سالت في شوارعها دماء أطفال اختارت «قذائف الموت» مدارسهم محطة لها، لتحول مقاعد الدراسة إلى بقايا متناثرة، حيث استهدف مسلحون متشددون، خلال اليومين الماضيين، ثلاث مدارس في الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة في حلب بالقذائف المتفجرة، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى، جلّهم من طلاب المدارس.
وفي حلب، قال مصدر طبي إن 8 أشخاص، بينهم أطفال، قتلوا، وأصيب حوالي 50، جلهم من الأطفال، في سقوط «قذائف متفجرة» عدة على تجمع للمدارس في حي السريان، ومدرسة في حي الحمدانية خلال اليومين الماضيين.
وأوضح مصدر ميداني أن مسلحين متشددين أطلقوا قذائف عدة من حي بني زيد، الذي تسيطر عليه «جبهة النصرة»، طالت تجمع مدارس في حي السريان أمس الأول، تسببت بمقتل طفل وشاب، وإصابة نحو 25، موضحاً أن إحدى القذائف استقرت في باحة مدرسة اسكندرون، فيما استهدفت قذائف عدة أطلقها مسلحون متشددون من منطقة العامرية مدرسة الكمال في حي الحمدانية، وأدت إلى مقتل ستة أشخاص، وإصابة 27 جلهم من الأطفال، وهو ما وصفه سكان حلب بـ«مجازر ترتكب بحق الأطفال»، في المدينة التي أنهكتها الحرب.


علاء حلبي

المصدر: السفير  

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...