«أنصار الله» يتوعّدون بهزيمة «القاعدة».. وعشرات الضحايا في اليمن

21-10-2014

«أنصار الله» يتوعّدون بهزيمة «القاعدة».. وعشرات الضحايا في اليمن

اكتسبت الهجمة المرتدة على الثورة التي قادها «انصار الله» واتفاق السلم والشراكة المنبثق عنها، زخمها خلال الايام الماضية. وبدا ان «التقاء المصالح» بين قوى داخلية وخارجية، وجد ضالته المنشودة في ضرب النفوذ الحوثي، من خلال الاداة التقليدية القذرة: الارهاب.
تكفي مراقبة بعض التصريحات السعودية الاخيرة، والتحريض الذي تحمله وسائل اعلام محسوبة على المملكة السعودية، لتبيان حجم النقمة المتصاعدة ضد الثورة التي يقول الحوثيون انها لكل اليمنيين، ويقول اعداؤهم انها «ايرانية»!
وفي دلالة على حجم الفوضى التي تعم اليمن، هاجم مسلحو تنظيم «القاعدة» أيضاً أمس مطار «أم المغارب» العسكري في محافظة حضرموت شرق اليمن، القريب من الحدود السعودية، «وسرقوا معدات موجودة في داخله»، بحسب ما أكدت مصادر محلية.مسلح حوثي على آلية عسكرية في صنعاء أمس (رويترز)
وبعد ساعات على الهجمات الدموية التي نفذها مسلحو «القاعدة» ضد الحوثيين وقوات الامن اليمنية في اكثر من مدينة ومحافظة، قال عضو المكتب السياسي في حركة «انصار الله» محمد البخيتي لـ«السفير» ان الحركة وحلفاءها «قادرون على الحاق الهزيمة بالارهابيين وتخليص الناس من شرورهم».
وعما اذا كانت الهجمات، التي من بينها عملية انتحارية، واوقعت عشرات الضحايا خلال اليومين الماضيين، تشكل انقلابا على اتفاق السلم والشراكة الوطنية الموقع في الشهر الماضي، والذي وقعته كل المكونات السياسية برعاية الامم المتحدة والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قال البخيتي ان هذه الهجمات تمثل ترجمة لدوافع سياسية داخلية وخارجية، موضحا ان الموقف الاميركي وبعض القوى الاقليمية «التقت مصالحها» مع تنظيم «القاعدة» وقوى الفساد في اليمن.
ويعكس كلام هذا القيادي السياسي اليمني الكثير من التحدي والثقة. ويقول البخيتي ان خمس محافظات يمنية تخلصت من شرور الإرهابيين، هي صنعاء وصعدة وعمران وذمار والجوف وحجة. ويستنكر القيادي اليمني توافق مواقف الولايات المتحدة مع «القاعدة» في اليمن، وادعاء مكافحة الارهاب من قبل اطراف دولية واقليمية، لكنها تقف الى جانب الارهابيين في اليمن.
وقال ان هناك ارتباطات لتنظيم «القاعدة» مع اطراف فاسدة ودينية داخل اليمن، موضحا ان المعلومات التي بحوزتهم تشير الى ان اجتماعاً كبيراً عقد في مدينة رداع في نفس يوم الثورة الشعبية في صنعاء، للبحث في كيفية مواجهة المتظاهرين والمعتصمين في العاصمة اليمنية، مشيرا الى انه تقرر في الاجتماع نقل مسلحين الى العاصمة، وشاركوا الى جانب القيادي العسكري الفار علي محسن الاحمر وجماعة «حزب التجمع للاصلاح» الاخواني في المواجهات ضد الحوثيين، وبعد هزيمتهم عسكريا، نقلوا نشاطهم الى اسلوب المفخخات والاحزمة الناسفة.
واعتبر البخيتي ان الهجمات المتصاعدة من جانب «القاعدة» تشكل «ردا على اتفاق السلم والشراكة، بعدما بدأت قوى الفساد تخسر مصالحها، خصوصا ان من بين اهم البنود في الاتفاق، تشكيل حكومة كفاءات نزيهة قادرة على اجتثاث الفساد»، مشيرا الى ان «قوى الفساد في اليمن، بدأت تدرك انه لم يعد بإمكانها الاستمرار كما في السابق، وهي تقاوم عملية التغيير بقدر استطاعتها عبر تأخير تشكيل الحكومة الجديدة».
واذ اقر القيادي في «انصار الله» بأن مفاوضات تشكيل الحكومة تواجه صعوبات، الا انه حذر من ان «الوقت لم يعد يسمح بالتأخير كثيرا». ونفى البخيتي التقارير التي تتحدث عن ان «انصار الله» يحاولون فرض مرشحين لهم لتولي مناصب في وزارات سيادية في «حكومة التكنوقراط» المقبلة. واعتبر ان ترويج ذلك «غير صحيح اطلاقاً»، موضحا ان الاتفاق هو ان الوزارات السيادية سيتولاها «مستقلون فقط».
وحول الوجود المسلح لـ«انصار الله» في صنعاء، قال البخيتي ان هؤلاء هم ابناء اليمن اولا، مضيفا «اننا مستعدون لتسليم مسؤولية الامن في العاصمة الى سلطات الدولة، بعد تشكيل حكومة الشراكة كما هو متفق عليه في اتفاق السلم والشراكة».
اما بشأن الموقف السعودي، فقد قال القيادي في «انصار الله» ان «الخطر الذي يهدد كيان مجتمعنا من جانب الجماعات المتطرفة، يهدد ايضا السعودية، حكومة وشعبا، وهي متضررة مثلنا.. وسبق لهذه الجماعات ان هاجمت الجنود السعوديين على الحدود.. ان وجود «انصار الله» في اليمن يحد من قدرة هذه الجماعات المتطرفة، وهذا امر ايجابي لليمنيين والسعوديين معا».
وبشأن ما يجري من احداث دموية في محافظة إب ومدينتي رداع والعدين، قال البخيتي ان الجميع يدرك ان محافظتي البيضاء وإب، تعتبران من مواقع تنظيم «القاعدة»، ومنهما انطلقت عمليات ارهابية ضد العاصمة صنعاء، مضيفا «كان لا بد من مواجهة «القاعدة» في معاقله، ونحن قادرون على ذلك».
اما حول ما يجري في مدينة العدين التي سيطر عليها «القاعدة» ورفع اعلامه على مبانيها الحكومية، فقد قال البخيتي ان هناك اشتباكات جارية معهم حاليا، وبعض القوى، وخصوصا «الاخوان» وبعض القبائل، تشجع على مساندة «القاعدة»، لكنه اضاف «نحن قادرون على هزيمتهم وتخليص الناس من شرورهم».
وقتل 35 شخصاً على الأقل أمس، في هجومين نفذهما «القاعدة» واستهدفا عناصر من الحوثيين في مدينة رداع في وسط اليمن، وفي الاشتباكات التي احتدمت بين الطرفين في المدينة، التي تعد واحدة من أبرز معاقل جماعة «أنصار الشريعة» التابعة للتنظيم المتطرف.
وقتل 15 شخصاً على الأقل، بينهم أطفال، في هجوم انتحاري نفذه «القاعدة» بسيارة مفخخة قرب حاجز للحوثيين في رداع في محافظة البيضاء. وكان سبق هذا الهجوم تفجير آخر بسيارة مفخخة، نفذه «القاعدة» واستهدف مقراً للحوثيين، تلاه اشتباكات بين الطرفين في رداع، ما أوقع 20 قتيلاً، بحسب ما أفادت مصادر قبلية. وذكرت المصادر أن عناصر التنظيم المتشدد أسروا خلال الاشتباكات 12 شخصاً من الحوثيين في رداع.
وقتل عشرة عناصر من الحوثيين في مواجهات في منطقة عنس في محافظة ذمار، بحسب ما افادت مصادر طبية وقبلية.

خليل حرب

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...